مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التجربة الشعرية عند الشاعر عبد الحميد شوقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد داني
مشرف



عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
الموقع : daniibdae.blogspot.com

التجربة الشعرية عند الشاعر عبد  الحميد شوقي Empty
مُساهمةموضوع: التجربة الشعرية عند الشاعر عبد الحميد شوقي   التجربة الشعرية عند الشاعر عبد  الحميد شوقي Empty4/2/2010, 20:05

من الصعب أن نعطي تعريفا للتجربة الشعرية.. لأنها شيء داخلي لا يعرفه ولا يحس به إلا صاحبه... من هنا يمكن أن نعطي تعريفا تقريبيا لمفهوم التجربة. فهي:" نوع من المعايشة الكاملة لإحساس معين بدءا بالملاحظة إلى غاية تخلقه فينا في شكله النهائي"... ولا تكون التجربة فعلية إلا إذا تحققت فعليا في عمل فني...

والأدب نشاط إبداعي.. يتشكل في شكل لغوي.. وهذا يعنيان الأدب تجربة إنسانية للأديب المبدع، تأخذ طريقها إلى الآخرين عن طريق الشكل اللغوي الذي تتشكل فيه... والتجربة الشعرية ليست شيئا سهلا.. بل هي جهد ومشقة، وعبء ثقيل...

ما كل ما يقوله الشعراء يعتبر تجربة شعرية.. بل لا بد من موارد كثيرة.. وشروط تستوفيها.. حتى تصبح عملا متكاملا.. وافيا... وهذا يجعل منها حدثا له بداية ونهاية.. حدثا قائما بذاته.. وجدانيا ينبع من النفس الشاعرة، المبدعة.. ولذا اعتبر الأستاذ سعد الله أبوالقاسم في كتابه( أفكار جامحة) أن إنتاج المرء جزء منه صورة له...

وعندما نستجلي التجربة الشعرية عند شاعرنا عبد الحميد شوقي من خلال شعره، نجد أن كل قصيدة من قصائده بمذاق... وكل قصيدة هي غرام، وتجربة حب جديدة، وهذا يؤيده قول نزار قباني:" القصيدة كالحب، إذا فهمنا أن الحب يأتي ليغير العلاقات المكرسة"...، وكذلك قول صلاح عبد الصبور:" كل قصيدة هي غرام جديد"...ويذهب كروتشيه أبهد كم ذلك عندما يعتبر القصيدة حلقا جديدا...

وتجربة شاعرنا عبد الحميد شوقي، تؤسسها دعامات كثيرة، منها: الحس الوطني، الانتماء العربي والإسلامي، والإفريقي، والأمازيغي، الهوية، القيم الدينية والجمالية، والإنسانية والاجتماعية، والثقافية،التجربة العاطفية، موضعته كإنسان...

هذا يجعل هذه التجربة تمتاز بخصوصيات، منها:

- التشبث بالحداثة والمعاصرة..

- تتميز لغته الشعرية بالتعبيرية في بنائها، والانزياحية في تركيبها.

- تتميز لغته الشعرية بالتخييلية في أسلوبها، ووسائل إبلاغها، وبالشعرية والفنية...

- تتميز قصائده بالصدق الفني.

- تتميز قصائده بالانسيابية ، والطول .

وإذا ما نظرنا إلى قصائده المنشورة في كثير من المواقع الرقمية، وتمحصناها جيدا، نجد أنها تساعدنا على تصنيف تجربته الشعرية إلى ثلاثة أنماط، هي:

- التجربة الشعرية العامة المرتبطة بحركة الشعر.

- التجربة الشعرية الفردية الخاصة به كشاعر.

- التجربة الشعرية النصية المرتبطة بنص شعري معين، أو مجموعة من النصوص.

هذه الأنماط كاملة أو مجتمعة ، تجعل شعره يتميز بواقعية ذات أبعاد اجتماعية وسياسية. كما يتميز أيضا برومانسية يتداخل فيها الوجدان الفردي بالجمعي...

والملاحظ أن التغير الذي تجلى في اللغة الشعرية عند عبد الحميد شوقي أخذ عدة مظاهر، منها:

- التحول من التقرير إلى التصوير، تحول ملحوظ في لغته الوجدانية.. إذ نجده واعيا بالفرق بين الشعر والنثر.. وهذا الوعي تجلى كذلك في تمرده على القوالب الشعرية الكلاسيكية، وعلى القوالب اللغوية المتوارثة.. ولذلك هو يبحث عن الألفاظ التي تعطي لنصوصه الشعرية الحياة...

- اللغة الهامسة. بما أنه يمتح من عواطفه ومشاعره ، ووجدانياته ، وانفعالاته ، فهو يبتعد عن التراكيب اللغوية التراثية.. بل يبحث عن اللفظ المؤثر بموسيقاه الهامسة.. والذي يخلق في النفس طاقة فنية ووجدانية ، وإنسانية لا حدود لها.. لذا نجده يوظف كلمات تحتوي على حروف تناسب أعماق نفسه...

- استخدام اللغة البسيطة. فقصائده الشعرية خالية من الغموض، والتعقيد.. وبعيدة عن الاستعمال للغريب من الألفاظ وحوشيها... والشاذ.. وقصائده جاءت قريبة من الذوق المعاصر، لا تكلف فيها ولا تصنع...

ولضيق الوقت، سنهتم بجانب واحد من تجربته الشعرية، وهي : اللغة الشعرية عند عبد الحميد شوقي...

نعرف أن اللغة هي سمت كلام العرب كما يقول ابن جني..... ولكن لغة الشعر تختلف عن لغة التخاطب اليومي.. وبالتالي – كما يقول العقاد- الشعر ليس تشكيلا لغويا، مقصودا لذاته.. بل هو ترجمة لانفعال متوقد في أعماق الشاعر.. لذا سنحاول اكتشاف وتحديد بعض الظواهر اللغوية المكونة للغة الشعرية عند شاعرنا.. وهذه الظواهر اللغوية نعني بها : كيفية بناء الجمل وترتيب الكلمات، والاقتباس، والتكرار، والغموض، وغيرها من الآليات الشعرية واللغوية.

وأول ما نلاحظه من ظواهر هو استخدامه للجمل الاسمية.. وكنموذج نأخذ قصيدته(عزف منفرد)، حيث نجد توظيفا للجملة الاسمية التي تكررت 26 مرة، والجملة الفعلية 22 مرة، وشبهالجملة16 مرة... وهذا يبين لنا أن الشاعر عبد الحميد شوقي اعتمد الجمل الاسمية في الخطاب المباشر، والجمل الفعلية تكلم بها عن النفس ومعاناتها، ولواعجها...

كما اعتمد أيضا:

1- ظاهرة التكرار:

إذ يعتبر التكرار من ظواهر الشعر الحديث، يحقق هدفا معنويا أو موسيقيا .. أو هما معا.

كما أن هذا التكرار يصبح على المستوى اللغوي، ذا فائدة معنوية، إذ إن إعادة الألفاظ في بناء القصيدة يوحي بأهمية ما تكتسبه تلك الألفاظ من دلالات، مما يجعل ذلك التكرار مفتاحا في بعض الأحيان لفهم القصيدة ، وفك ألغازها...

وفي شعر عبد الحميد يمكن ملاحظة التكرار بصوره التالية:

أ- تكرار الكلمة: وهذا التكرار يحقق نوعا من الإيقاع المساير للمعنى، والمجسم له، والمعبر عن معانيه.. كما يعبر عن امتداد الزمن أو تقلصه...أو عن الحركة أو سكونها...
بوح
لك ما غنمت
من النجوم
ومن سبايا العائدين
من الحروب
زمن وصايا الأنبياء( عزف منفرد)


ويقول أيضا:
كن وطنا للطير.. أرصفة للصمت
كن شفة للغيم
كم ما ستحكي البنت عن دمها...
في ليل دخلتها


ب- تكرار الجملة أو العبارة: تكرار الجملة أو السطر الشعري يأتي كتنبيه ، يساهم في توقد الذهن ، وإيقاظه ، مثل قوله في قصيدة (وجهي الآخر):
يا أيها الزمن الممتد في بصري
يا أيها الزمن المشروخ في رئتي
فتش...
هنا بعض خبزي.. بعض ما تركت..


2- الصورة الشعرية:

اهتم بالصورة الشعرية في قصائده، لأنه يعرف أن الصورة هي إعادة إنتاج عقلية... فهو يستخدم أشكالا من التعبير المتخيل لتوصيل أفكاره وعواطفه من خلال الإيحاء بها عن طريق التصوير، لينقل تجربته الخارجية، ومطياته الحسية ، وانفعالاته ومشاعره الداخلية.

إنه يعرف كيف يلائم بين الصوت والمعنى، وبين الأصوات والأفكار.. زمن الصور الشعرية نجد:

1- الصورة التشبيهية: وقد وظف الصورة التشبيهية في قصائده، فتعددت أنماطها وصورها:

- النوع الأول: التشبيه المرسل المجمل: وهو تشبيه ذكرت فيه الأداة، وحذف منه وجه الشبه.

الصورة الأولى: أداة التشبيه( الكاف): استعملها أكثر من مرة، كقوله:
أوقظها من سبات طير
واسمع صوتها كعصفورة برية تحمل بعض ما استطاعت التقاطه من قرنفل..


الصورة الثانية: أداة التشبيه ( كأن)، مقل قوله :
ماذا ترى؟...
شجر سرو
وداليتي معدة لاعتصار الشوق...
لون دمي خمر.. ضجيج فمي شطح على شفتي..
كأنني لم لكن حين ابتدأت هنا
وحين مر قطار العصر ثانية...


الصورة الثالثة: أداة التشبيه ( كما)، مثل قوله:
ورأيتني ...
أعد نبيذا للضياع
ولم يحضر رفاقي كما اعتادوا
مضى زمن
وكنت أولد ليليا من الألف


- النوع الثاني: التشبيه البليغ: والذي لم يستعمل فيه أداة التشبيه، ولا وجه الشبه، مقل قوله:
أرى قرطبة المخموره
بتلاخيص ابن رشد
أرى اشبيلية المسحوره
بتبرجات ولادة..


وقوله أيضا:
يا أيها الأرق المنذور لامرأتي..
ماذا ترى؟
شجري سرو
وداليتي معدة لاعتصار الشوق...
لون دمي خمر... ضجيج...فمي شطح على شفتي


2- الصورة الاستعارية: الاستعارة نوع من المجاز اللغوي، وهي هامة في التصوير.. وقد اعتمد كثيرا من الاستعارات الموفقة مثل قوله:
وفمي صبي
يستحم على يديك
بوحي بشهدك
وارقصي فرحا
أخاف على حشاي من الذبول
وعلى عيوني من نفاذ الشمس


وختاما أقول لشاعرنا مزيدا من التألق ،، ودمت دائما شاعرا مبدعا ، مجيدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التجربة الشعرية عند الشاعر عبد الحميد شوقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي
» سوالف لقصيدة و عمش الكتبة .إلى الشاعر الجميل عبد الحميد شوقي
» الشاعر المغربي عبد الحميد شوقي يسجل ورقيا إصداره الأول كنت أهيئ صمت الانتظار
» الموت في رابينة ..رواية لعبد الحميد شوقي
» لنرحب بالاخ العزيز عبد الحميد شوقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: