مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبده رشيد
عضو



عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 04/03/2009

الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty
مُساهمةموضوع: الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير   الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty24/1/2010, 14:06

رغم
سواد بشرته وملامح وجهه التي تعود ألى أصول إفريقية,كان الفتى"ميمون"يتمتع
بحس فكاهي و بارعا في سرد النكت من فوق ومن تحت "الحزام".فكانت فتيات
الفصل تتحولق حوله لسماع آخر مستجداتها وتضحكهن حركاته البهلوانية وهو
يقلد ناقة مطيلة عنقها ممططة شاربيها لتأكل أوراق الصبار بشفتيه الكبيرتين
العريضتين.
لقد كان محبوبا كثيرا من طرف رفاقه ,ويجده آخرون "أضحوكة" إلى درجة أن بعضهم يغار منه ويتقول عنه الاقاويل ويقول عنه:
"بلكحلوشي لاخور طالع ليه الميمون مع البنات "...
ومنهم من يقول عنه:
"إنه يستعمل تعويذة أفريقية تعرف [بالجلب] لكسب ود الفتيات" ...
لكن "ميمون"لم يكثرت بهم ولم يأبه بأقاويلهم.لقد كان محط إعجاب الكل ,حتى
الاداريين يقدرونه ويشجعونه .فنتائجه الدراسية جد حسنة علاوة عن أنشطته
الموازية المتميزة.إعتاد "ميمون" مرافقة بعض زميلاته في الفصل واللواتي كن
هن الاخريات يسعدن بصحبته وبروحه المرحة.لكن أباه الحاج "مبارك" كان يحذره
دوما منهن ومن ومصاحبتهن,لأسباب يعرفها الأب ويجهلهاالإبن "ميمون".لقد كان
الاب حازما في تربيته.لا يترك له شاردة ولا وافدة إلا عقلها بحبل الله
المتين.لقد كان عسكريا ساهم طوعا أم قصرا في تحريرفرنسا.ليس مهما.فالمهم
انه شارك مثله مثل باقي المغاربة "الفرنسيس"حربهم ضد فاشية
"لاليمان".مغاربة رجال ,منهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال ينتظر رد
الإعتبار والإعتراف.عاد الحاج "مبارك" إلى الوطن ليتزوج ب"عبلة "إبنة عمه
التي إنتظرته زهرة العمر حتى عودته من أرض النصارى,ليرزق منها
بالولد"ميمون "وسنه آنذاك جاوز العقد الخامس .لقد كان الاب يحب إبنه
الوحيد حبا جما ويخشى عليه الوقوع في ورطة,وكثيرة هي ورطات وزلات الشباب.
ذات مساء ,في تلك اللحظة وفي ذلك المكان.ضبط الأب ابنه "ميمون"
مختليا بفتاة عند <راس الدرب>.وجدهما في حوار حميمي وفي لحظات
شاعرية.كانت البنت ذات حسن وجمال آخاذ.سوية ,عذراء النعومة خالصة البياض
.تسر الناظرين فسبحان من سواها.رمقه ورمقها بإمعان,ثم إنصرف دون أن ينبس
ببنت شفة,كأنه لم يره ولم يرها.لم يجد الابن المذعور بدا من التعجيل
بالانصراف واللحاق بابيه دونما استئذان. ليترك الفتاة مشدوهة "بزمكانية
"المشهد والموقف الحرج .فارهة فاها,تسمرت لحظة في مكانها لم تلو على شيء
قبل أن تنصرف لحالها.أما "ميمون"فكانت طريق عودته الى الدار كلها إجتهاد
في إلتماس الأعذار.دق باب الدار بتؤدة.فكانت المفاجأة .لقد وجد أباه
لدى الباب على غيرعادة.حينذاك توجس "ميمون" خيفة وعلا بياض وجنتيه
السوداوين سواد حبات زيتون شهر "يناير".إنحنى ,فقبل يمنى أبيه مرتين
مطأطأ الراس وهم بالانصراف في حيطة وحذر يترقب مشيئة الاقدار.لكن شيئا
ماأمسك بكتفه!...
إنها يمنى الاب القوية العريضة .إنه يعرفها جيدا وقد سبق أن تذوق حلاوتها
مرات عديدة.إنها لا ترحم ولا تحن ولو القى معاذيره. ظن "ميمون" الظنون
واستيأس مخرجا مع هذا الاب السلطوي ,العسكري الفظ.فجأة وعلى حين غرة.توالت
الضربات على كتفه مثنى وثلاث ورباع .
رباه !...
انها ضربات رضا ووئام!...
يستدرك "ميمون"ويتبين.وبصوت خشن ,خشونة الرجال الأجلاف الغلاظ.يقول له ابوه :
< الله يرضي عليك آ ولدي >...
عندها رفع "ميمون"رأسه على إستحياء ناظرا إلى وجه أبيه بطرف خفي ,فوجده
باسما راضيا. تنفس "ميمون"الصعداء بعدما كاد قلبه ينط من داخله من فرط
الخوف والهلع.عندئد تيقن "ميمون "أن أباه ليس كما يعتقد .لقد كان يوما
مشهودا في حياته.يوما لم يكن في الحسبان ولم يخطر له على بال. يوما تبعثرت
فيه كل الأوراق والحسابات بين الابن وابيه.يوما تعلم فيه "ميمون"درسالن
ينساه ابدا.
تخيل"ميمون"القصة معكوسة, فلاحت له بوادر أزمة ونهاية دراماتيكية.وقد علم من بعد أن مجتمعه ذكوري بإمتياز يقدح من ثاء الثأنيث...

بقلم القاص عبده رشيدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد القصبي
مشرف
محمد القصبي


عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 04/02/2008

الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير   الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty16/5/2011, 22:13

نص يحتفي بمشهدية الانا هده القوى الشعورية التي تمتح من اغوار الداكرة ما يساعدها على تأثيت فضاء القص ..رائعة اد تستجلي حقا مدى تجدر الثقافة الدكورية التي هي عصب التواصل بين الاب و ابنه سيما في المجتمعات الشرقية ...فاين ادا هي نداءات لا للتمييز ضد المرأة ...حقا نص مفعم بالاثارة التي من مشاهدها يتجدد الاشكال عن وضع المرأة رغم استقلاليتها الوهمية كما يلاح لها
فشكرا مجددا لمثل هده الثيمة التي تصنع الوعي تجديدا لعقلنة العلاقة بين الجنسين


عدل سابقا من قبل محمد القصبي في 16/5/2011, 22:20 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد القصبي
مشرف
محمد القصبي


عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 04/02/2008

الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير   الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير Empty16/5/2011, 22:17

نص يحتفي بمشهدية الانا هده القوى الشعورية التي تمتح من اغوار الداكرة ما يساعدها على تأثيت فضاء القص ..
رائعة هده اللقطة اد تستجلي حقا مدى تجدر الثقافة الدكورية التي هي عصب التواصل بين الاب و ابنه سيما في المجتمعات الشرقية ...فاين ادا هي نداءات لا للتمييز ضد المرأة ...حقا نص مفعم بالاثارة التي من مشاهدها يتجدد الاشكال عن وضع المرأة رغم استقلاليتها الوهمية كما يلاح لها
فشكرا لمثل هده الثيمة التي تصنع الوعي تجديدا لعقلنة العلاقة بين الجنسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءةُُ عاشقة في "نبض الكلام" للشاعر و القاص و الرسّام محمد منير
» مسودة ديوان " تراتيل " محمد منير
» وجه شارد ..قصة
» من ديوان أنا البحر يا أبي ل"منير باهي"
» مريرت تحتفي بـ "منابع الأشواق " لشاعرها محمد العياشي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار القصة-
انتقل الى: