مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد داني
مشرف



عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
الموقع : daniibdae.blogspot.com

في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي Empty
مُساهمةموضوع: في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي   في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي Empty28/12/2009, 10:42

أقدم الورقة التيأعددتها للمشاركة في اليوم الدراسي لشعرالشاعرعبد المجيد شوقي.. وحالت بيني وبين الحضوربعض التزاماتي المهنية والتي جاءت فجاة ( تصحيح الاختبارات المهنية)
لذا اعتذر للشاعر عبد المجيد وللصديق محمد منير
في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي


هل يمكن أن نعبر النهر مرتين، على حد قول هيراقليط...فلعبور النهر طقوسه... تجبرنا على إقامة علاقة حميمية بيننا وبين هذا النهر..

إن القارئ لشعر عبد الحميد شوقي، يجد نفسه أمام نهر عميق القرار... ويجد نفسه ملزما بأن يقيم علاقة خاصة تربطه بالشاعر وشعره، كقارئ/ متلق...

إن هذه القراءة/ العلاقة، تتطلب حضورا من نوع خاص... حضورا يتسم بالحوارية، والتفاعلية.. وهذا نتبين منه شيئا واحدا.. وهو: أن النص الشعري عند الشاعر عبد الحميد شوقي نص ثري.. غني بالدلالات..

والمتلقي له لابد أن تتوافر فيه خاصية فنية أساسية، أي بعبارة أخرى ، متلقيه من نوع خاص ، متلق أو قارئ ضمني كما يتخيله الشاعر ، ويتمناه.

صحيح.. أن القارئ/ المتلقي – كما أسلفت- يجب أن تكون له مواصفات ، نجملها في شي واحد/ وهو: العشق...

أي أن يكون قارئا عاشقا.. مع العلم أن كلا منا في داخله بذرة عشق...والشاعر عبد الحميد من الشعراء الذين يجعلونك تعشقهم من أول عبور، ويجعلك تعبئ مواردك لدخول عوالمه الشعرية.

هذا يتطلب منا عبوره أفقيا ثم عموديا...إذ أن هذا العبور/ القراءة يعمل على إقصاء التوازي ،وإرساء التقاطع والتعامد.. هذا كله يستدعينا إلى التركيز على جوانب ومستويات دون أخرى:

ففي الجانب الأفقي نركز على المستويات التالي:

- المستوى المعجمي.

- المستوى الإيقاعي.

- المستوى التركيبي.

وفي الجانب العمودي، نركز على المستويات التالية:

- المستوى الدلالي.

- المضمون والمحتوى.

- الشكل الطباعي.

- الدلالة الزمنية.

- الدلالة المكانية( الفضاء).

والسؤال المطروح، هو:

- هل النص الشعري عند الشاعر عبد الحميد شوقي نص قابل للقراءة؟.

- هل هو قابل لتعدد القراءات، واختلاف التأويلات؟.

- هل تتوفر فيه الشعرية؟.

وكمنطلق نأخذ قصيدته (أنت عنفوان جنوني) كنموذج، والتي يقول فيها:



يداكِ على كتفي
ترسمان ظلال حدودي
وعيناكِ في داخلي
تضيئان ليل وجودي
وأنتِ بقلبي سماعً مياهٍ
تعب كؤوس خلودي ..
أحبكِ
لا أحد يستحق غنائي سواك
ولا أحد يستحق شرودي
فلا تبحثي عن مرافئ
غير عروقي
ولا تبحثي عن ترانيم
غير نشيدي ..
أحبكِ
كل دمائي رهن لديكِ
وكل شذاك قصيدي ..
فمي شاهد ، حين أمضي إليك ،
على بلل اللحظة المستعادة من شفتيكِ
وكلُّ التفاصيل تمحو تفاصيلها
ليأتي صوتكِ منتشيا في وريدي ..
وأذكر كل المواعيدِ
كل الحكايات
كل الثواني
كل الدروب التي نتيه بها
وكل المباني :
أماكن راشحة بانفلات الكلام
وهمس الغواني ..
أياد تلوح بالياسمين
ودفئ الأغاني ..
ونحن معا
نصعد الطرقات الطويلة
حيث نمارس عيدَ انتشاءاتنا
كفصح وجودي ..
أنا أنتِ
ما لايقول الزمان لآناته
وما لا تبوح الصبايا به للورودِ ..
أنا أنتِ كلَّ صباح جديد
وكلَّ مساء يلف شرودي ..
هنا أنت ساهرة في عيوني
مكانكِ ليلً عيوني
فكوني
مداي وزرقة أفقي
وكوني
نبيذي وكأس سكوني
وكوني كواكب كوني
فأنتِ الوحيدة بين الصبايا التي
بلغت عنفوان جنوني .. !


إن نصوصه الشعرية و( أنت عنفوان وجودي) واحدة منها، رسالة تغوينا ، وتغرينا قبل التهيؤ لملامستها... وهذه الرسالة رغم أنها محصنة بدلالات ورموز ، وعلامات، فهي تشكل نصا وجدانيا. وهو يتغيى من رسالته هذه شيئا واحدا: الإخبار والتواصل.

ورسالته ( انت... عنفوان جنوني)، رسالة وجدانية، لا تخلو من رومانسية..

والرومانسية- كما نعرف- مذهب تجديدي في جميع الفنون... ثار على المذهبالكلاسيكي المرتبط بالأدب اليوناني، وقواعده.

وهذه الرومانسية تدفع بالإنسان نحو الذات والطبيعة. فيها يرى نفسه .. وهذا ما يثير فيه الحس والعاطفة والوجدان.. ولذا اعتبر هذا الإنسان الشعر إلهاما .. وحيا يحرك مواجده.

1- المستوى الإيقاعي:

اتخذ عبد الحميد شوقي في قصيدته ( أنت .. عنفوان جنوني)، التفعيلة (فعولن) من البحر المتقارب هيكلا إيقاعيا له.. لكن الشكل الهندسي ، وحتى الفني الذي اتبعه خرق به كلاسيكية الشكل في القصيدة العربية الموروثة.. كما كسر به المساواة ، والتوازن الذي عرفته القصيدة العربية القديمة في تعاملها الإيقاعي بين الوحدات المتجاورة.. فانعدم بذلك الترديد ، معوضا إياها بالأسطر الشعرية.. وتواليها فيشكل هندسي تبنته القصيدة الحداثية، الحديثة.. وبالتالي أصبح الشاعر إلى جانب البؤر اللفظية التركيبية، والبنى المقطعية، يقول بالكلمة والصورة، حيث تمتزج اللغة بالذات، وبالوجدان، وتتقوى العلاقة بين الأسطر مكونة صورة شعرية ،وجمالية مترابطة ..

هذا الوزن الذي اعتمده كأساس إيقاعي (المتقارب)،وظف فيه تفعيلة (فعولن) وما يلحقها من زحافات وعلل..

2- المستوى المعجمي:

إن معرفة الخطاب الشعري تحتاج إلى الوقوف على دلالته.. والتحكم فيها .. وتحديد شيكة العلاقات المتداخلة التي تكون جماليته، وفنيته.. ولا يراها القارئ من العبور الأول... فالدلالة في النص الشعري تتفاعل ما بين الخفاء والتجلي.. الشيء الذي يجعله منفتحا.. ثريا.. قابلا للتوالد.. وهذا كله يؤثر على ذهنية المتلقي: القارئ.

هذا التشكيل لذهنية القارئ ، تجعل هذا الأخير يندفع جماليا وفنيا ، إلى المقاربة ، و المجاسدة، والإنتاج"<< لتحقق القصيدة شعريتها>>...وهذا لن يكون إلا إذا كان القارئ جاهلا لكل دلالات القصيدة، ومفقودة في وعيه... وأثناء العبور يعثر عليها واحدة واحدة.. وهنا يلعب المعجم الفني دوره كاملا... حيث يسهم في استنطاق الدال .

وإذا كانت الألفاظ علامات، فإن القارئ/ المتلقي، ينفذ من خلالها إلى الخطاب الشعري عبر مناطقه الرخوة التي تشكل هذه الألفاظ العلامات...

والقصيدة الشاهد، أو المختارة للعبور( أنت.. عنفوان جنوني)، تتألف من 47 سطرا.. تتوزع ألفاظه كما يلي:

- الأسماء: وردت في القصيدة الشاهد 84 مرة. منها 19 لسما معرفا ب(ال)، و50 اسما معرفا بالإضافة،و15 اسما نكرة.

- الأفعال: وردت في القصيدة المقال: 24 مرة. منها: 20 فعلا مضارعا، و3 في الأمر، وفعلا واحدا في الماضي.

ومن خلال القراءة الإحصائية ، نتبين أن القصيدة تتموقع في الحاضر ، وتستشرف المستقبل. وهي حالة استحضار لماض جميل استدعاه الشاعر ، فحرك فيه مواجده، وعواطفه.. فكان الإلهام،وكان الشعر..

بالإضافة إلى أن الفعل في زمنه المضارع، يبين ثبوت الحالة، واستمراريتها.. وأن الشاعر لا يزال يعيش حالة المراهنة.. وحالة التفاعل العاطفي، والوجداني...

كما أن هيمنة الاسم ، يؤكد من خلالها الشاعر أن التجربة التي يعانيها يقينية. وأنها بداخله تشتعل كلما عنت بها ذكرى .. أو تراءت له صور الماضي...

وتشير – كذلك- القراءة الكشفية أو الاستكشافية للمستوى المعجمي، إلى أن هذا المستوى ينفتح على 3 محاور كبيرة، أو مقاطع دلالية، تكون مفاصل هذا النص ، الحيوية.

- المحور الأول، أو المقطع الأول: التذكر ومواساة النفس بالاستحضار والتداعي، وتأكيد المحبة ، والحب ، ووهب الذات للمحبوب من اجل حياة جميلة.

ويبدأ هذا المقطع من السطر الأول إلى السطر 20. وهو الاستهلال المقدماتي للقصيدة.

- المحور الثاني، أو المقطع الثاني: استرجاع الذكريات الجميلة، وزمانها وأحداثها. ويبدأ من السطر 21 إلى السطر 31.

- المحور الثالث، أو المقطع الثالث: الحلول والاندماج في الذات الواحدة. ويبدأ من السطر 34 إلى السطر الأخير من القصيدة.



3- المستوى التركيبي:

دخل الشاعر إلى القصيدة في لحظات انشطار النفس، ونكوصها.. فتحت وطأة الحب، استسلم لأحلام اليقظة، والتذكر، واستحضار الماضي والصور الجميلة.. إنه يعيش الماضي في الحاضر.. ويستشرف منه المستقبل.

وإذا كان المستوى التركيبي يعني التركيب النحوي، والتركيب البلاغي،، فالملاحظ أثناء العبور الأول، أن القصيدة الشاهد خالية من أي تعقيد نحوي، أو انزياح تركيبي.. حيث ظلت الجملة تتحرك ضمن خصائص الجملة العربية المألوفة.

وعندما نتمعن في التركيب البلاغي، نجد فيه بعض التحول الاستبدالي. إذ جاءت صور في النص تشع بالدلالات.. نتعرض لها واحدة واحدة.

1- ليأتي صوتك منتشيا في وريدي.

2- وما لا تبوح الصبايا به للورود

3- هنا .. أنت ساهرة فيعيوني

4- مكانك ليل عيوني

5- فكوني

6- مدادي وزرقة أفقي

فالصور جاءت في النص حسية، تشع بالدلالات... فالتركيب النحوي فيها مألوف، لا يخرج عن نمطية الجملة العربية.. ولكن الصور تتكون من ألفاظ يمكن الوقوف عليها..( يأتي الصوت منتشيا- تبوح الصبايا به للورود- ساهرة في عيوني- مكانك ليل- كوني مداي وزرقة أفقي)...

فالصوت الذي هو عبارة عن موجات غير مرئية، نحسها ونستشعر دبدباتها بواسطة جهازنا اللاقط ( الأذن)، يتأنسن، ويتشخصن.. إذ يتحول إلى كائن يتحرك.. يأتي منتشيا.. يسلك طريقا هي الوريد إلى القلب...

إن الشاعر يلبس الصوت صفات بشرية، ليعبر من خلالها عن خالة الغبطة التي يشعر بها.. وحالة النشوة والسعادة التي هو فيها، وهو يتذكر محبوبته.. ويرى صورها أمامه..

كما يبين من خلال الصورة ، الحالة النفسية التي عليها المحبوبة..إذ كانت في منتهى سعادتها وهي تلقاه... وتقابله..

إن الشوق يدفع بهما إلى معانقة أشواق بعضهما البعض.. واللهفة في اللقاء.. تسرع بهما إلى ملاقاة بعضهما البعض وكل النشوة ، والسعادة تملآن قلبهما.

ومن فرط الشوق ، ولهيب الذكرى يجفو النوم عيني الشاعر.. لكن يوازي ويساوي بين السهر ومحبوبته.. إذ يصبح السهر هو المحبوبة ما دامت الذكريات تغلف نفسه وعينيه..

ولذا العين لا تنام ، والقلب لا ينام ، ولكنهما ممتلئان بصورة واحدة.. صورة المحبوبة..

والجميل هو الصورة التي تتضمنها هذه الجمل الشعرية، إذ يحول المحبوبة من كائن إلى لون ملازم له.. يحولها إلى سواد عينيه وحورها.. وهو دلالة على الجمال والبهاء.. والدلال..

كما يحولهما إلى لون ثان وهو الأزرق.. إذ يريدها أن تكون زرقة أفقه.. وهذا دليل على هيامه .. وحبه وتفانيه في هذا الحب...

ولذلك فإن الشاعر عبد الحميد شوقي، استخدم هذه الألفاظ استخداما انزياحيا.. وبالتالي أجرى عملية استبدالية لتوليد دلالات جديدة من ألفاظ مألوفة.

فنجده يجعل للحدود ظلالا ترسم ، والعين تتحول إلى أداة إضاءة،وإشعاع كالسراج أو الشمس..

وتتحول الأنثى في مخيلته صوت ماء يسمع... ومن هنا يمكننا القول: إن هذه الانزياحات اللغوية جاء بها الشاعر ليخلق دلالات فنية وجمالية ، توفر الشعرية لخطابه.. وبذلك اعتمد على مبدأين هامين في هذا الانزياح، وهذا الخرق للمألوف من الكلام، وهما:

1- المنافرة. وهو الخرق لقانون الكلام، وهي تتحدد على المستوى السياقي . ويتضح ذلك في التقديم والتأخير الذي وظف الشاعر في قصيدته. ( السطر 5- 8- 15- 16- 17- 19-20-26-30-31-39).

2- الاستعارة. و بها خرق اللغة. وقد تحددت على المستوى الاستبدالي.



المحور العمودي:

1- المستوى الدلالي: إن مستويات النص السابقة، تتقاطع، وتتداخل مشكلة بذلك بنية النص الكبرى. ويمكن تلمسها من خلال:

- العنوان: يعتبر ليو هوك وجيرار جينيت وغيرهما العنوان من عتبات النص.. ونصا موازيا يمهد لدخول النص.. بل أحيانا يلخصه.

والشاعر شوقي عبد الحميد سمى قصيدته ( أنت ... عنفوان جنوني)، فهل هذه التسمية اعتباطية؟.

بالعكس... العنوان يختزل النص ويجمعه.. ولذا عندما تصبح الأنثى مصباحا أو نورا. يشع فيداخل نفس المحبوب، وتصبح يداها رسما.ز وظلالا.. وتصبح كذات سهرا في العين... ولونا للأفق،وحورا بالعين.. وهدوءا للنفس.. فإن هذا منتهى الجنون الذي يدفع إليه الحب. وبالتالي قمة الجنون هي ، أي الأنثى.. ومن هنا العنوان لم يأت اعتباطا، بل جاء عن وعي ..

- المحاور الدلالية وعلاقتها: تتشكل القصيدة – كما أسلفت- من 3 مقاطع نوكل مقطع يتكون من مجموعة من الأسطر والصور البلاغية، والأساليب اللغوية ( النفي- النهي- الوصل- الفصل- التشبيه- الأمر...).

وعندما نتمعن في القصيدة جيدا،نجد أنها تتضمن شخصيتين... شخصية ناطقة ، متكلمة، وهي ذات الشاعر ( المحب)، وشخصية منصتة ، سامعة، صامتة. وهي شخصية المحبوب..

والشخصيتان معا مارس عليهما البوح الشعري نوعا من الحلول، والتذويت.. الشيء الذي دفع بالشاعر إلى الحلول في ذات معشوقته.. وحلولها في ذاته ( أنا أنت):
أنا أنت
ما لا يقول الزمان لآناته
وما لا تبوح الصبايا به للورود
أنا أنت كل صباح جديد
وكل مساء يلف شرودي..


- مقولة النص أو رسالته: النص رسالة، أو خطاب موجه من الشاعر إلى المتلقي. وهي رسالة تحمل في طياتها إشارات وتلميحات.. إنه يقول لنا بأنه في الحب لذة لا لذة قبلها ولا بعدها.. لذلك ارتبط الحب بالقلب، لأنه يتقلب مع أحوال المحبين.. ولا يسمى الحب حبا إلا إذا اسكر صاحبه عن كل شيء إلا عن محبوبه.

وابن عربي اعتبر المحبة ذات مقام شريف، وأنها أصل الوجود، وترتبط بالقبول والرضا.. ومقام المحبة عند المتكلمة .. لها أربعة ألقاب:

- الهوى

- الحب

- الود

- العشق

والهوى الميل الشديد ،وهو سقوط الحب في المحبة، وبالتالي القصيدة تتضمن مقامات المحبة بأربعتها. فأصبحت مجمع أهواء.. يتدرج فيها الهوى ليصل إلى درجة الحب. حيث تتمظهر الصفات في المحبوب خالقة صورة مثلى له في مجمع أهواء الشاعر وهو قلبه..

إنه نوع من السقوط في المحبوب.. والقصيدة أحلام يقظته.. ماضيه وحاضره.. ويستشرف فيه غده ،ومستقبله.



- الفضاء ودلالته: إن للمكان أهمية خاصة في التعامل مع النص على مستوى التحليل والتفكيك، خاصة عندما ننتقل من مستوى الإلقاء إلى مستوى القراءة البصرية.<< فالنص في هذه الحالة ليس مجالا زمانيا فقط، ولكنه مجال مكاني أيضا، يخضع تركيبه لقوانين تشكيلية>>( علي آيت أوشان، الذاكرة والصورة، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط1، 2005، ص: 23).

ولهذا الكتابة الشعرية عند شوقي عبد المجيد تمارس في فضاء مفتوح، حيث شكلانية السطر الشعري تخلق تجاذبا ، او مدا وجزرا ( حركية) للسواد والبياض.( تجاذبا يتفاعل ما بين الارتداد والامتداد).

فمن خلال هذا التجاذب، وهذه الحركية يعيد الشاعر عبد المجيد تشكيل عالمه كما يراه هو. يحدد بداياته ونهاياته.. وهذه التحديدات خاضعة للحركية التي تعيشها نفسه أثناء الحالة الشعرية. فهي انعكاس لدواخله.. ولذا يمكن لنا القول بأن الكتابة الشعرية عنده لا تستقر على شكل معين لأنها تعكس بعمق الصراع بين السواد والبياض. وهو صراع لا يسير نحو نهاية محددة ،ومعروفة... وهو صراع لا يتوقف ، ولا يأخذ وثيرة واحدة.. ما إن يستقر المتلقي عبر مرحلة من المقامات، والشطح الفني ، حتى يتبدى به الشك، والقلق حين يمتد السواد ليحد من انتشار هذا البياض ، ويغالبه.

هكذا في هذه القراءة المتعجلة نكتشف شاعرا رقيقا... ولضيق الوقت نكتفي بالقول... عالم عبد الحميد شوقي عالم يغري بالتأويل المتعدد...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في تكريم الشاعر عبد الحميد شوقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التجربة الشعرية عند الشاعر عبد الحميد شوقي
» سوالف لقصيدة و عمش الكتبة .إلى الشاعر الجميل عبد الحميد شوقي
» الشاعر المغربي عبد الحميد شوقي يسجل ورقيا إصداره الأول كنت أهيئ صمت الانتظار
» الموت في رابينة ..رواية لعبد الحميد شوقي
» لنرحب بالاخ العزيز عبد الحميد شوقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: