مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بعد الرحيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مريم بن بخثة
مشرفة
مريم بن بخثة


عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 15/04/2009
العمر : 60
الموقع : http://benbakhtameriem.maktoobblog.com/

بعد الرحيل Empty
مُساهمةموضوع: بعد الرحيل   بعد الرحيل Empty15/6/2009, 19:45

بعد الرحيل
ليل هائم كسائح في ملكوت ربه متوهج بنجوم تزهر بريقا يمنح الشارع جملا وسحرا.
لكن فرح لم تكن كائنا ليليا ينتعش بجمال الكون عند السحر،كانت تغوص في دواخلها باحثة عن وميض من أمل و لو صغير يعينها في اختراق حواجز المنع التي كان يرددها على مسامعها..نظرت إليه بوجه غائر في بحر الأحزان تسقيه آخر قطرات حبها الموءود..لم يرد عليها.
عبثا حاولت فما استطاعت ان تسترد حبها المكلوم الذي حكم بنحره على مذابح الليل...ظلت ترقب تصرفاته لعله يصدر عنه ما يمنينها عفوا و تراجعا وبعدما ملت ،أشاحت بوجهها الحزين من بحر العسل الأسود الذي كانت تطل منه عينيها..لمسة من يده لوجهها و ضمة كانت آخر ما قدمه ليزيلها من ذاكرة وجوده.
انفلت قطرات كجمرات من دمعها الشارد، أسرعت فمسحتها ثم أشاحت خشية ان تفضح ضعفها أمامه..أصر ان يبقى حتى تركب سيارة الأجرة..و ألحت هي على الرحيل لوحدها دون مساعدة منه ما دام طريق حبها الهجير موصود في حق من منحها البهجة و السعادة لحظات سرقتها من منها الكئيب،إلا أنه طار من قفص كعصفور كانت تمنيه ان يكون للخلود.
اشتدت الآلام التي تكالبت كجرف هار فانهد على أحلامها بعذاب السنين الذي توج حياتها زمنا..
ما همه من أمرها حب ترصده عشقا..حبل القلب بمودته يبادر للرحيل الامشروط..الرحيل من دروب أزقتها التي فتحت له كل منافذ روحها الهائمة فيه....منحته قلبها..فسلب آخر طيف من سعادة مؤجلة ..
بقي واقفا ينظر إليها و هو يردد:"
"أنا مكره حبيبتي ..آه لو تعلمين ما بي من عذاب و ألم..لكن حرصي عليك هو الدافع..لا أريد ان سبب علاقتي بك و حبي لك أية مشاكل لا أريد لمنهل التوهج الذي بدأت تسلكين دروبه ان ينطفئ..لن أحرمك من رقيك و بهاء الروح و الفكر الذي أينع ان يثني عزمه أحد..أزهري ..واصلي حياتك و أنا سأبقى مجرد عاشق ينظر إلى إشعاعك من بعيد.."
رد صوته متكسرا:
"لا مكن لك ان تحرمني حق القرار من قال لك انني أرغب أن أراك معجبا يتشدق بصري من بعيد.."
تحشرج صوتها حزنا فتق آخر صمتها:"كنت أريدك أنت..لم لم تتركني كما كنت..جليدا ىمنا على نفسه من انهيار سفوح المعاناة عليه ..
لم اقتحمتني كسرت حواجزي..تجاوزت كل الموانع لتخلقني من جديد..لتنقشني حرفا جديا..تريد محوه من جديد..الآن تريد ان تسلبني حقا في حياة انت استت بناءها..
و هي تتساءل و تستنكر وتندد كان هناك صوت عبد الحليم في اصداءها يردد:
"طريقك يا ولدي مسدودو..مسدود..مسدود."
لم يمنحها إلا لحظات ليلزمها الابتعاد،ركبت السيارة التي انطلقت لتقدم آخر فصول حبها الذي تراه الآن نعشا يقاد إلى مقبرته الأبدية.ظلت تردد لنفسها الحزينة:
"هذا قدرك يا فرح ان لا تسكنك الفرحة أبدا..لن تتحرر القيود ..و لن ينمحي ظلام ليلك الحالك و لن تختفي أهات قلبك التعيس..
قدرك ان تحطي الرحال في غير أوطانها و يظل طائرك حبيسا بين ضلوعك..تترادفه المحطات بلا توقف..
أما آن له ان يستريح"
"و تعقب على نفسها عاتبة:"كان عليك ان تظلي حبيسة قصرك الجليدي الذي منحك أمانا..كان عليك ان لا تفتحي بابا يمنيك حبا ..سعادة الخلود لتكتشفي زيف الحقائق..زيف الرجال."
لم يكن القلب النابض إلا بطارية شحن نفذت طاقتها....منح بطاقة نهاية الحب ووضع على رفوف النسيان.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بعد الرحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار الرواية-
انتقل الى: