مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فيصل القاسم … العقلانية الجريحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي الديماسي
روائي و ناقد



عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

فيصل القاسم … العقلانية الجريحة Empty
مُساهمةموضوع: فيصل القاسم … العقلانية الجريحة   فيصل القاسم … العقلانية الجريحة Empty14/2/2009, 13:18

فيصل القاسم … العقلانية الجريحة
فوزي الديماسي / تونس
جريدة الحقائق " الحقائق الثقافية "
نافذة" الإتجاه المشاكس "

برنامج - الإتجاه المعاكس - للنبيه فيصل القاسم ، ساحة حوارية أو هكذا ندّعي ، و هذا الفضاء التلفزي يمكن بأي حال من الأحوال أن يستقيم عيّنة نستقرئ من خلالها و اقع العقل العربي و راهنه أنتروبولوجيا ، أي ندرس العينات المتداولة على البرنامج من خلال ثنائية الطبيعة و الثقافة أوالبشري العام و المكتسب .
الناس جميعا يشتركون في الطبيعة أي يشتركون في جملة الأستعدادات التي تخول لهم أن يرتقوا من مرتبة البهيمية إلى مرتبة الإنسان ، و يختلفون في الثقافة ، بعبارة موجزة ، الطبيعة بينهم واحدة و الثقافة مختلفة . فلكل قبيلة أو شعب أو فريق ثقافته التي بها يتصف ، و عن طريقها يتميّز، فحرق جثث الموتى في الهند ثقافة ، و رقص القبائل الموغلة في التوحش ثقافة ، و أكل الهمبروغر ثقافة .
و ثقافة برنامج فيصل القاسم و نقصد بذلك ضيوفه الميامين المترددين عليه … ثقافة التقزيم و التهميش و الإلغاء و الإقصاء و التغييب و التخوين و الجعجعة .
فكل مساء يوم محدّد يطلع علينا وجهان لعملة واحدة أو هكذا نسميها تفاؤلا و تجوّزا ، و الوجهان يمثّلان الخطاب الثقافي الواحد و من خلال هذا الخطاب العيّنة يمكن أن نسبر أغوار الخطاب العام بالمعنى الدوركايمي للكلمة – نسبة لدوركهايم –
و مع كل نهاية حصّة يزداد يقيننا رسوخا بأنّ العقل العربي عقلان ، عقل مناوئ ، و عقل منافق ، عقل كارثي و آخر انهزامي ، عقل عقيم و آخر سقيم ، و كلاهما في أسفل الدركات سواء من حيث الإتصاف بنفس الصفات ، فهذا العقل المجروح يحتكم لثقافة استبدادية و شمولية و اطلاقية و كليانيّة ، إنها ثقافة هتلرية قدرها أنّها ناطقة بلسان عربي قبيح يجرّم و يخوّن على طريقة كنائس التفتيش في القرون الوسطى .
بمعنى آخر أن أحد الطرفين في الحوار يعتبر الآخر- لا الآخر بالمفهوم الفلسفي للكلمة لأنهما ابنا لسان واحد و جلدة واحدة على الأقل افتراصا- أي المخالف له في الرأي عميلا بالضرورة ، و ارهابيا بالضرورة ، و ينقلب البرنامج بمجرد انتهاء الموسيقى الإفتتاحية إلى صراع ثيران على الطريقة الإسبانية ، و هذا السلوك الإفتراسي المتبع من قبل الإخوة في اللسان و الثقافة و المصير يعكس عمق سطحيتنا نحن كمثقفين و ببغائيتنا ، فجميعنا يتشدق بالكلام المنمّق و المتقعّر من قبيل الدمقراطية و الخطاب الحداثي و العولمة و مما يدعو للإستغراب أنّ جلّ مثقفينا لم يتجاوزوا مرحلة العبودية بمفهومها الماركسي سلوكا و يتوهّمون و يوهموننا بأنهم بفكرهم و علمهم يعيشون مرحلة الإمبريالية الثقافويّة ، فأين ثقافة الإختلاف و رحابة الصدر و مفهوم الآخر المختلف ، و لكن ما كل ما يتمناه العربي يدركه و لو كان ذلك على شاشات التلفزيون ، فكيف للإنتليجنسيتنا أن توفق بين حديثها عن حوار الحضارات و هي المتصارعة حدّ التقاتل في الحضارة الواحدة ؟ و كيف نطلب من الغرب أن يعاملنا مثلا بمثل و الحال أننا في نفس الخندق و كل يلغي صاحبه و كأن لا علم لنا بمفهوم النسبية ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيصل القاسم … العقلانية الجريحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزة الجريحة
» الطفولة الجريحة
» جائزة أبو القاسم الشابي
» الى طغاة العالم لابي القاسم الشابي
» في قصيدة..سميح القاسم يرثي صديقه محمود درويش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: