مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " لحامد بن عقيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي الديماسي
روائي و ناقد



عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " لحامد بن عقيل Empty
مُساهمةموضوع: فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " لحامد بن عقيل   فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " لحامد بن عقيل Empty14/2/2009, 12:56

فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " للسعودي حامد بن عقيل

فوزي الديماسي / تونس
جريدة الحقائق



كتاب حامد بن عقيل عمل " نقدي " يتناول بالدرس رواية " الفردوس اليباب " لليلى الجهني ، و الفوضى لم تكن سمة للعمل الروائي كما ذهب إلى ذلك الناقد في عنوان مدوّنته- و الحال أن نص ليلى الجهني نص سكوني و ملتزم بخطية الأحداث و أفقيّتها - بقدر ما كانت الفوضى المنهجية صفة ملاصقة للعمل النقدي نفسه ، إذ لم يكن عمل بن عقيل ممنهجا وعميقا و منظّما، فالناقد لم يبحث في المدخل عن مبررات التسمية ولم يحدد العلاقة السياقية بين مصطلحين متنافرين " الفقه " و "الفوضى " و لم يقف على أسس الفوضى في النص المدروس و في أي المستويات تتجلى ، هل في مستوى الشخصيات أم الأحداث أم الزمان أو في طرق سرد الأحداث .... كما لم يقف على حدود التسمية و حدّها .

غلاف الرواية المدروسة يحمل عقدا مبرما بين الباث و المتقبل و العقد هذا أطلق على نص ليلى اسم " رواية " فما هي مبررات هذا التجنيس دون غيره ؟ علما وأن العمل النقدي لم يقف عند هذه المسألة حيث لم ينطلق من فرضية ليبلغ إلى نتيجة معينة ثم يحدد بذلك أدواته النقدية إذ طرق تناول نص روائي تختلف عن طرق تناول نص مسرحي مثلا أو سيرة ذاتية ، فبأي المقاييس اعتبر الناقد النص رواية ؟؟

إذن العمل النقدي في أغلب أبوابه عمل ارتسامي و تناول انطباعي لا يحتكم إلى أدنى الشروط ، و بذلك لم يكن عمله صدى للمدوّنة التي يعتزم نقدها و قرينتنا تلك المقارنة التي أفرد لها فصلا و القائمة بين " صبا" شخصية رواية الكاتبة السعودية الشابة ليلى الجهني و جون ملتون رغم أنهما على طرفي نقيض فشتان بين من يحكي عن فترة ما بعد الحرب و من يحكي عن تجربة عاطفية باءت بالفشل و أنتجت طفلا لقيطا ، و ظننا أنّ المقارنة هذه ستتقدم بالنص النقدي و سترفع الحجاب عما غمض في النص السردي و لكن عدنا مع هذا الفصل بخفّي حنين طالما أن الناقد لم يبّن نقاط التشابه بينهما أو وجه الشبه على حدّ تعبير البلاغيين ، وشرعية المزاوجة النقدية بينهما حسب الناقد هنا تشابه عناوين نصيهما ، و لكن التشابه المجاني لا نظنه يجعلنا نفرد فصلا كاملا للحديث عنه لمجرّد تشابه ربما كان من قبيل المصادفة أو من قبيل التناص المصطلحي لا غير، فأي فائدة من ذلك الفصل ؟

وقبل أن نواصل مع الكتاب النقدي دعنا نحدد الأرضية التي سنلتقي عليها ، إذ العمل النقدي كان عملا منقوصا في عديد الردهات كتسليم الناقد بانتماء النص لجنس الرواية منذ البدء و لم يبيّن بالتالي مشروعية موافقته في حمل نص " الفردوس اليباب " على فنّ الرواية و الحال أنّ النص بعيد عن هذا الفنّ و قرينتنا خلوّه من الأحداث و انفتاحه على التداعيات ( الحديث النفسي ) .

" الرواية " حملت على فنّ الرواية وتقنيا يمكن اعتبارها نصا، ونصا فحسب ، يقوم على جملة من التداعيات الآتية من هنا وهناك ممزوجة بمواقف قيميّة أقحمتها الكاتبة في عملها دون مبرّر فني يشرّع لوجودها في ثنايا المتن من قبيل حديثها عن الأمة العربية في موضع سردي لا يحتمل إقحامها و لذلك أصابت نصها بالترهّل و كان بذلك وجودها مجاّنيّا إذ لم يتقدم بالسرد و لم يعمل مثلا عمل السوابق و اللواحق على حدّ تعبير السرديين ، و قد خلت كذلك علاقة الفصل الأول بالفصل الأخير من مبررات لم يبرّرها الناقد في معرض حديثه عنها ، و التداعيات هذه متواترة في النص وقد أغفلها حامد بن عقيل و ربما أرادت من ورائها صاحبتها تكثيف حجم النصّ ليستقيم النص رواية متناسية بذلك الشرط الأساسي – الصراع - ليحمل نص مّا على هذا الفنّ ، والحال أنّ نصها خال من مفهوم الصراع ، و كان مفقودا بامتياز ، و لم نر له آثارا من أقصى المتن إلى أقصاه ، فالرواية أو الملحمة هي نص صراع و تتّصف فيه الشخوص بالّنفس الملحمي على غرار شخصية " عمر الحمزاوي" في رواية " الشحاذ" لنجيب محفوظ أو "سامي " في رواية " الخندق الغميق " لسهيل إدريس " ، فأيّ قضية تحملها " صبا " شخصية "الفردوس اليباب " سوى بعض ذكريات مريرة.

و لقد حاول الناقد أن يكون منهجيا في تناوله للنص ، و قد التزم منهج تودوروف فتحدث عن الشخصيات و الزمان و المكان و الأحداث ، و حديثه كان مبتورا إذ لم يقف في باب التأويل على خفايا العلاقة الرابطة بين ( صبا / عامر / خالدة / و مدينة جدّة ) رغم أنّ النص مشحون بالرمزيّة حدّ النّخاع فلجدّة ( جدّة القابعة في ذات ليلى الجهني و المشابهة للقاهرة و القدس و بيروت ..... ) أبوابها الخلفيّة التي تغافل عنها الناقد ، و التي تكشف عن العلاقة العشقية القائمة بين " صبا / عامر / خالدة " و جدّة أي جدّة اللاّمكان ولعل جدة هي "صبا " و " صبا " هي جدّة ( المدينة العربية بصفة عامة المتأرجحة بين المدنية و البدوية / بين الثقافة التقليدية و الأخرى الوافدة ) و لا نظنّ أنّ الإعمار و الدّلع ينجبان إلاّ ما أنجبت " صبا " ، و لن يثمر التزاوج بين جدّة الرمز و الآخر إلا إذا التقى الإعمار بالخلود في علاقة متكافئة و تخضع للنواميس و رمزها ها هنا ( خالدة / عامر) و الناقد حامد في باب الشخصيات لم يقف على رمزية العلاقات و اكتفى بالإشارة إلى رمزية الأسماء ، فخالدة و عامر و صبا هي دوال لها مدلولاتها و مرجعها وهو النصّ و في تفاعلها الكيميائيّ ينتج النصّ النقديّ الذي يقوم على أسس من ضمنها التأويل الذي لامس في هذا العمل في باب الشخصيات الخطّ الأمامي على حدّ تعبير جوليا كريستيفا و لم ينفذ للقيعان ، و القرينة تقسيمه الشخصيات لرئيسية و ثانوية و الواقع أنها كلها شخصيات ورقية تلعب نفس الدور ( التهميش / الضياع ) من ناحية، و من ناحية أخرى خالدة هي صبا و هما مجتمعتين يمثلان جدّة ، و الفصل بينهما ( صبا / خالدة ) هو فصل إجرائيّ . ثمّ إنّ هذا التقسيم بات متحفيّا لأننا اليوم نتحدث عن الشخصية الورقية التي نعت البطل و أعلنت موته حسب الأستاذ صبحي الطعّان ، كما لا ينسحب تقسيم الشخصيات ( رئيسية / ثانوية ) على كتابة ليلى الجهني لأنّ نصّها ليس نصا تقليديّا على الطريقة المحفوظية نسبة - لنجيب محفوظ - و إنّما هو عمل رمزيّ بامتياز يضرب القسم الذي خصّصه الناقد للحديث عن سيرة ذاتية في علاقة صبا بمدينتها في شموليتها لأنّها أبعد ما تكون عن فنّ السيرة الذاتية .

"فقه الفوضى " عمل جدير بالإحترام رغم بعض هناته ، لإحاطته الموضوعية بدروب نصّ ليلى الجهني و تعامله معه تعاملا يضرب عرض الحائط مقولة المجاملات التي أرهقت مدوّنتنا الثقافية العربية من الماء إلى الماء باسم الصداقة أو التعاطف الجغرافي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فوضى الفقه في كتاب " فقه الفوضى " لحامد بن عقيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف
» جمهورية الفوضى المنظمة
» ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان
» ديوان " يؤنثني مرتين " للشاعرة التونسية آمال موسى
» رواية " غوايات شيطانية " للروائي الفلسطيني محمود شاهين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: