مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي الديماسي
روائي و ناقد



عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان Empty
مُساهمةموضوع: ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان   ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان Empty13/2/2009, 18:43

# جينيف ... التيه الآخر # للأمازيغية مليكة مزان
فوزي الديماسي / تونس

* جينيف التيه الآخر * ديوان للشاعرة الامازيغية مليكة مزان يحكي الرحيل و يحاكيه ، قدر الذات / الشاعرة فيه على سفر تقيم ، و على سفر ترحل ، كأن بساط الرحيل تحتها ، مطيتها في رحلة البحث عن الوطن وطن منشود يقبع في بؤبؤ العين ، وطن صنو نطفة مشتهاة يجلس في صلب الغيب المتكتّم على أسراره ، تلك هي مأساة القول و قول المأساة المتوالدة من قصيد إلى آخر ، و من بيت إلى بيت .
* جينيف … التيه الآخر * رحلة بحث عن الشطآن الرافلة في البين ، حيث كل المرافئ التحفت الغياب و النأي اليباب ، و الذات / الشاعرة كائن تائه بلا وطن ، بلا عنوان ، يناشد القرار و ينشده على حافة برد اليقين و جليد الضياع ، ذات مختزلة في كلمتين و الذات / الشاعرة تراوح مكانها بينهما في صمت مغلف بالألم و الأمل ، كلمتان تلخصان تجربة برمتها ، كلمة معلنة * التيه … الآخر * و أخرى مضمرة راكدة في قيعان الطوية و بين السطور .
تيه على تيه و مثلها يتيه ، وجهان لعملة واحدة : الأنا التيه / الهنا - الأنا التيه / الهناك ، تيهان يراوحان مكانيهما بين ضفّتي ضياع . فالتيه في الديوان تيهان ، تربط بينهما على تباينهما جغرافيا ذات قائمة على الأشجان المنبثقة من لوح الهجرات و الشرفات الغريبة والمغتربة و الدرب العليل :
آه لو أعود
فكم على شرفات الغربة
أنكرتني ذاتي
فللوطن ذات ، و للذات وطن إليه ترنو من كوة الغربة الموغلة في الوحشة ، ووطن الذات / الشاعرة في هذا الديوان لغة يتيمة مغتربة و حلم قديم … قديم ، في القلب مقيم ، ترعاه عيون متورمة سفرا أرهقها الترحال ، و أضناها التسآل و الوقوف بدرب درب دون العثور على مستقر ، و حال الذات / الشاعرة في ذلك كحال عالم بلا خرائط سمته الفوضى و الضباب و طبعه الغربة و سمته الرحيل :
الجنوب ينادي
لكن الثلج … جميل
الجنوب ينادي
لكن … القلب حيرة كبرى
الجنوب ينادي
لكن … دربها مليء
بكل الأسئلة الصعبة
اللازمة * الجنوب ينادي * تكشف عن حيرة عاصفة بكل اطمئنان ، و تعري عن الصراع وجهه المتقلب و المضطرب ، فالمدّ و الجزر يسم الديوان بسمة الضياع ، و يلفّ العلاقة الرابضة بين الذات / الشاعرة و جنوبها بصفة الاضطراب ، فشيء مّا يشدها للجليد ، و شيء آخر أعتى و أقوى يدعوها إلى الجنوب حيث التربة البداية ، و بين الشدّ و الدفع تقف الذات / الشاعرة كزنبقة في مهبّ ريح عاتية لا يكاد يقرّ لها قرار ، شأنها شأن لوح هزيل على متن بحر غضوب لعوب يزاوج بين وطنين : وطن الغربة و غربة الوطن . ثم إن أداة الاستدراك - لكن - تقوم على طول النص قرينة دالة على عمق التردد المقيم في الذات / الشاعرة ، - لكن – هذه أي أداة الاستدراك تسقط ورقة التوت عن هاجس الخوف المتلبس بالذات المسكونة بالوطن / الحلم و المشغولة بالأرض الموعودة و الهوية المنشودة :
هذي أنا
أنتظر وطني … بين … أوطان الآخرين
بعد أن تأخر الحب …. عن موعده مع التائهين
فالغربة في ديوان * جينيف … التيه الآخر * و الحنين للوطن / الحلم مرتبطين ارتباطا لا يستطيعان منه فكاكا ، يراوحان مكانيهما في ثنايا القصائد المشحونة بشعورين لا ثالث لهما الراهن و الغد المأمول ، فالراهن رهين الغربتين غربة الأنا / هنا و غربة الأنا / هناك ، و الهنا و الهناك كلاهما غربة سميكة ، فلا فرق بين جليد تنام عليه جفون الذات / الشاعرة ملء حيرتها أو تنام على تراب كأنه التبر ملء بردها لأن شغاف القلب ترنو إلى الوطن الغائب / الحاضر ، و لعل وطأة الغربة نابعة من عمق الضياع الناسل من برد الهنا و الهناك معا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: