نماذج مـن فرشـات الحـكاية
1المـقص
يطلب الأولاد من الجدّة حكاية بقولهم: ( احكيلنا حكاية)
فتبتسم الجدّة وتقول: " احكيلكم على المقص ؟ " فيجيب الأطفال فرحين : نعم.
فتقول: " كلمتين وبس". وتسكت
يحتجّ الأطفال ويسود جو من المرح والزعل وعدم الرضى بين الأطفال الذين يصرون على الجدّة أن تحكي لهم حكاية أطول.
2شـقارق بقارق
ومن أجمل الفرشات التي سمعناها من العجائز أيضاً تلك التي تعتمد على المفارقات، وعكس الأمور مما يعطيها نكهة مميزة. تقول :
(عن شقارق عن بقارق، عن حدّادين العبي، عن خياطين المعالق، الكذب عمري ما عرفتو، والصدق ملح الرجال، طلعت مشوار، لقيت بطريقي برغوت قد الأرنبو، مسكتو، شدّيت عليه الجلال وركبتو، خضت فيه البحر، طلع لعند ركبتو. قعدت قبل الصبح، والدنيا نهار، دخلت الإسطبل، لحط الجحش للتبن، سمعت صوت، طلعت عليه، لقيت المزابل عما تنبح على الكلاب، وشفت حيط راكب على حرامي، لحقتو حتى مسكتو، لاحني ولحتو، من كتر عزمي إجيت تحتو، شوفوا رقبتي صارت حمرا من كتر ماضربتو ) .
3كـت كـتيتان
( إجا كت كتيتان، نط وبال بالدكان، مسّح بكبكوبة خيطان.
راح لعند أم عباس، قاللها: خيطيلي الباس، قالتلو: ما بخيطلك حتى تشبّ الفارا على الرف، وتجيبلي بكرة خيطان.
راح لعند الفارة، قاللا: يا فارة مشببك ... مشببك ؟. قالتلو: مشببني ... مشببني ؟ ما بدي القط بياكلني.
راح لعند القط قاللو: ياقط، مأكلك...ما أكلك ؟. قاللا: مأكلني ...ما أكلني ؟ ما بدّي بخاف العصاي تضربني.
راح لعند العصاي، قاللا: يا عصاي مضربك...مضربك ؟. قالتلو: مضربني...مضربني ؟ مابدي بخاف من النار تحرقني.
راح لعند النار، قاللا: يا نار محرقك... محرقك ؟. قالتلو: محرقني...محرقني ؟ ما بدي بخاف من المي تطفيني.
راح لعند المي قاللا: يا مي مطفاك...مطفاك ؟. قالتلو: مطفاني...مطفاني ؟ ما بدي بيجي الجاموس بيحرني.
راح لعند الجاموس قاللو: يا جاموس محررك...محررك ؟. قاللو: محررني...محررني ؟ ما بدي بخاف من السكين تدبحني.
راح لعند السكين، قاللا: يا سكين مدبحك ... مدبحك ؟. قالتلو: مدبحني ... مدبحني ما بدي بخاف من الحدّاد يطرقني.
راح لعند الحدّاد قاللو: يا حدّاد، مطرقك ... مطرقك ؟. رد عليه الحدّاد: مطرقني ... مطرقني هادا عملي، والله خلقك وخلقني).
4أبو عـدوس وأم عـدوس
كان في أبو عدوس وأم عدوس، أبو عدوس طلع عالبريي ليفلح، مر بياع الخواتم والأساور لعند أم عدوس، اشترت منو خواتم وأساور وأعطتو حقن برغلات الموني...
رجع أبو عدوس من الفلاحة، حطي الأكل يا أم عدوس، ردت عليه أم عدوس: ويلي ما في شي غير خش خش خش. أبو عدوس ضرب أم عدوس. أم عدوس تركت البيت وراحت قعدت عالمزبلي زعلاني.
مرت من جنبا بسّي وصارت تنوي، قالتلا أم عدوس: بعتك أبو عدوس والله ما بدوس.
مرت من جنبا جاجي وصارت تبحش وتقاقي، قالتلا أم عدوس: بعتك أبو عدوس والله ما بدوس.
بعد شوي مر من جنبها جمل عليه حمل تين وحمل زبيب، فرحت أم عدوس وقالت: بعتك أبو عدوس والله هلّق بدوس.
جرّت الجمل ورجعت لعند أبو عدوس. قالتلو: لكن يا أبو عدوس هيك برضى وبدوس. قام أبو عدوس نزّل حمل التين وحمل الزبيب ودبح الجمل وعمل منو كبيّ، وصار عندن كبّي كتير حمل أبو عدوس الكبّي وطلع عا السطح وصار يرميها على الناس في الشارع.
مر صاحب الجمل وسأل أم عدوس: كنا شافت جمل عليه حمل تين وحمل زبيب ؟ قالتلو: نعم لقاه أبو عدوس ودبحو. سألا الرجل امتى صار هالحكي ؟ قالت أم عدوس: لما صارت السما تشتي كبّي.
راح هرب صاحب الجمل وهو عما يصيح: ياهو يا ناس تعو شوفو اللي علّقني بعجوز خرفاني وما فيا عقل, إمتى الدنيا بتشتي كبّي ؟.
5 القطـة البيضا والكـلب
كان في قطا بيضا صغيري ، بتمشي بالطريق بغندري في ليلة مقمري. شافت قدامها درخوش .
مدت ايدها فيه طلعت محنّايي، اطلّعت على السما رجعت عيونها مكحلي.
مرّت على بيت السلطان، لبسوها بدلي كتّان.
مرت على بيت الوزير, لبسوها توب حرير.
مرّت على بيت القاضي، لبسوها قلادي.
رجعت عاالبيت متل العروس.
لاقاها بالطريق كلب أسود رذيل، إجا بدو يشلّحها ثيابها وقلادتها.
قالتلو: عميل مثل ما عملت، بتنال متل ما نلت .
طمع الكلب وراح عالدرخوش، مدْ ايدو طلعت مقطوعة، اطلّع عالسما رجع أعمى.
مر على بيت السلطان، ضربوه بالقضبان.
مر على بيت الوزير، ضربوه بالجنازير.
مر على بيت القاضي، مسكوه ورموه بالوادي .
6 المـرا القصـيري
كان في مرا قصيري، عندا دار صغيري. كنّستها، ونضفتا، ورشّتا كويّس، لقت فيها فليس، اشترت فيه صحن دبيّس، حطتو على الرف.
إجت دباني هدّت عليه ، قالتلا: كش، ردت عليا: ما بكش. قالتلا: كش. ردت عليا: ما بكش. قالتلا: كش. ردّت عليا: ما بكش.
راحت اشتكت عليها للقاضي. فكّر القاضي وقالا للمرا: وين ما شفتي دباني، اضربيها بالشحّاط واقتليها وحقها علي.
ما خلّص القاضي كلامو حتى وقفت دباني على دقنو، قامت المرا شلحت الشحّاط وضربتها.
صرخ القاضي: أخ ليش هيك عملتي ؟ . ردّت عليه: ما أنتي قلتلي .
ـــــ
رصدت عدداً قليلاً من هذه المقدمات والفرشات، بسبب تلاشيها وموت الجدّات أصحاب الحكاية الأصلية، ونسيان أغلبها من قبل حفظة الحكايات من الجيل الثاني.
هذه نماذج من المقدمات والفرشات التي تستهل الجدّة بها حكايتها الجميلة، تعبّر عن وعي الذاكرة الشعبية لضرورتها، وتدل على الإبداع في الأدب الشعبي المميز وطبيعة الثقافة السائدة والأجواء النفسية الخاصة لعامة الشعب.
وكما تختلف مقدمة الحكاية من الرجل إلى المرأة، فإن اللغة والألفاظ المرافقة للقص أيضاً تختلف بينهما. فالمرأة تستخدم ألفاظ معينة في القص مثل: ( يا عيني ، يا بعد روحي ، تقبرني ، يا ويلي ، يا خطيتو ، المعتّر.. . الخ ) وهي ألفاظ لا يستعملها الرجال عادةً.
لذلك كُتبت الحكاية الشعبية بألفاظها الأصلية، وروحها وبيئتها الخاصة، يستطيع المستمع أو الدارس أن يميزّ بين الراوي المرأة والراوي الرجل في الحكاية.