عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
موضوع: درويش يعود لرام الله والعالم يشيعه بالشموع 15/8/2008, 03:55
درويش يعود لرام الله والعالم يشيعه بالشموع
جثمان درويش لدى وصوله رام الله
رام الله: على أنغام أناشيد المقاومة الفلسطينية وقصائد محمود درويش استقبلت رام الله أمس بحفاوة رسمية شعر وجسد درويش.
وسط حزن عم جميع الأراضي الفلسطينية شاركت الجماهير في تأبين درويش بمختلف توجهاتها الفكرية وانتماءاتها السياسية، ألقى أخيه محمود درويش كلمته، ومعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ألقى كلمة في بداية التأبين، وتلاه رفيق درب درويش الشاعر سميح القاسم بكلمة اخرى.
وكان جثمان الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي توفي السبت في الولايات المتحدة، قد وصل رام الله في الضفة الغربية صباح أمس، حيث شيع في جنازة وطنية ضخمة، حيث حطت المروحية العسكرية الأردنية التي نقلت جثمان درويش من الأردن، في باحة المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس.
الأردن تبكيه
كانت مراسم وداع نظمت في مطار ماركا العسكري شرق عمان، حيث وصل جثمان محمود درويش من الولايات المتحدة صباح أمس، ونقلت طائرة أرسلها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان جثمان درويش من الولايات المتحدة الى مطار ماركا العسكري شرق عمان، حيث نظمت مراسم وداع قصيرة لشاعر المقاومة الفلسطينية.
الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والرئيس أبومازن
حضر المراسم الأردنية الامير علي بن نايف، أحد أبناء عموم عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني، ووزيرة الثقافة الأردنية نانسي باكير.وحضر حفل التأبين كبار المسئولين الأردنيين تقدمهم ممثل الملك عبد الله بن الحسين سمو الأمير علي بن نايف ووزيرة الثقافة ممثلة الحكومة نانسي باكير وآخرون.
في الساعة التاسعة وثلاث وخمسين دقيقة بدا الحرس بالتحية العسكرية استعدادا لاستقبال جثمان الشاعر الراحل, وبدأت الطائرة الإماراتية التى تحمل الجثمان بالهبوط وفي العاشرة وثلاث دقائق تأهب الحرس من جديد بعد توقف الطائرة على أرض المطار.
حمل ثمانية من ضباط وجنود جيش التحرير الفلسطيني في الأردن نعش الفقيد وساروا به وسط صفين من الحرس الأردني المستعد تبعهم اثنان من الضباط يحملان أكاليل الزهور وثلة من كبار المسئولين الأردنيين والفلسطينيين ودخلوا به إلى حيث قاعة التأبين في المطار وتمت تسجيته على المنصة. وقال عريف حفل التأبين ياسر عبد ربه - كما نقلت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية عنه - أن درويش أبى الا أن تكون عمّان هي محطته الأخيرة فهي المدينة التى أحب وربطته بها وبمثقفيها أقوى الروابط, وأن عمّان اليوم مثل القدس وبقية العواصم العربية وأن محمود سيواصل معنا مشوار الكلمة وإعادة الاعتبار لروحنا، فكرنا، ومستقبلنا.
أما وزيرة الثقافة نانسي باكير فقالت في كلمتها نيابة عن الحكومة الأردنية: هذه اللحظة من أصعب اللحظات في حياتي وأنا أمثل حكومتي في هذه المناسبة وأشارك بتشييع رمز من رموز الثقافة الفلسطينية، وأكدت وهي تخاطب الحضور الفلسطيني: لقد فقدنا معكم شاعرا كبيرا ومصابنا واحد ونحن معكم نتقبل العزاء به, وقد كنا نعد العدة لاستضافته في مهرجان عمان 2009 ليخاطب القدس من عمّان لكن المنية سبقتنا إليه.
ومن جهته قال رئيس وزراء السلطة سلام فياض: نلتقي في هذا اليوم الحزين مستقبلين ومودعين لجثمان فقيد الأمة محمود درويش والذي يمر فينا مودعا لهذا البلد الطيب في طريق عودته الأخيرة الى وطنه فلسطين الذي عشق. واختتم قائلا: لقد سما محمود درويش فانتصر بانسانيته وانسانية الشعب الفلسطيني.
أما رئيس الجامعة الأردنية خالد الكركي فقال في مرثيته: ها هو محمود درويش يسجى اليوم في عمّان قادما من أمريكا في طريقه إلى وطنه فلسطين، وأكد الكركي: كل أردني هو أخ لمحمود درويش وهذا أوان خروج الأمة إلى حريتها وتساءل: كيف للكلام أن يكون في حضرة سيد الكلام ?
مارسيل خليفة وعدد من القيادات الفلسطينية
وأعرب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون عن أمله ألا تخبر روح محمود درويش روح ياسر عرفات أن البيت بعده انشطر نصفين في إشارة منه إلى فصل الضفة عن غزة إثر الصراع المسلح بين حركتى فتح وحماس. ولم يتمكن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي د. أحمد الطيبي من تمالك أعصابه حيث ألقى كلمة مؤثرة تخللها البكاء واختلطت فيها الحروف بالدموع فبكى معه الحضور بصمت.
وغنى مارسيل خليفة، الموسيقي اللبناني الذي يتمتع بشعبية كبيرة واختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" سفيرا للسلام في 2005، أغنية "أمي" التي كتبها درويش، بينما كان الحضور يبكون.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صبيح: جئنا من الجامعة العربية نشارك القيادة الفلسطينية وكل العرب في وداع فخر العرب وشاعرهم ومبدعهم وسينضم درويش إلى كوكبة البنائين الفلسطينيين فمنذ الكنعانيين الذين وضعوا اللبنة الأولى في البنيان الفلسطيني، وسيبقى خالدا فينا ما بقى المتوسط يهدهد شواطىء مدن فلسطين الساحلية ويزهر الليمون واللوز والبرتقال في سواحل وجبال فلسطين.
وقف المؤبنون دقيقة صمت وقرأوا الفاتحة على روح الفقيد مع استعداد الحرس في الخارج للوداع الأخير حيث تم عزف "لحن الوداع الأخير" وقام الحضور بوداع الفقيد والسلام عليه وكان في المقدمة الأمير على بن نايف ونانسي باكير التى قبلت النعش, وكذلك مارسيل خليفة وسلام فياض وسليم الزعنون وليلى خالد ورشاد أبو شاور. فيما كانت مروحية عسكرية أردنية تنتظر لنقل الجثمان الى رام الله.
في الحادية عشرة واثنتى عشر دقيقة حمل ضباط وجنود من جيش التحرير الفلسطيني النعش إلى المروحية واستعد الحرس على الجانبين. وبعد ثلاث دقائق سجي النعش في الطائرة, وأخذ المشيعون يلوحون بأيديهم مودعين الفقيد إلى مثواه الأخير في وطنه وبعضهم كان يحمل صوره.
وقد اختارت السلطة الفلسطينية تلة جنوب رام الله تطل على مدينة القدس، وتبعد عنها بضعة كيلومترات، لدفن محمود درويش، إلى جانب قصر الثقافة الذي أقام فيه الشاعر الفلسطيني الراحل آخر أمسياته الشعرية.
حزن عالمي
القاهرة تودع درويش بالشموع
في القاهرة أضاء حوالي 250 شاعرا وروائيا وفنانا مصريا شموع وفاء للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش مساء أمس الأول "الثلاثاء" في ساحة بيت الهراوي وبيت زينت خاتون في القاهرة الإسلامية خلف الازهر الشريف. وتميز الحضور بأن غالبيتهم ينتمون الى جيل الشباب بين شعراء الفصحى والعامية، وكان أبرزهم مدير تحرير صحيفة البديل اليسارية الشاعر ياسر الزيات، والشاعر ياسر عبد اللطيف، والشاعرة السورية لينا الطيبي، والفنانة محسنة توفيق، والروائي سعيد الكفراوي، وعدد كبير من المثقفين المصريين.
وتوقفوا جميعا أمام صورة ضخمة للشاعر الراحل محمود درويش علقت على مدخل بيت الهراوي بارتفاع تجاوز الخمسة أمتار.
وأقيمت الأمسية تحت عنوان "محمود درويش حضور الغياب"، على اسم آخر كتاب نثري نشره الراحل قبل عامين. ثم اتجه الحضور الى بيت الهراوي الذي امتلأ تماما بهم، ليستمعوا الى معزوفات موسيقية قام بتأديتها عازف العود العراقي نصير شمة.
أيضا قام بلال البدور، المدير التنفيذي لشئون الثقافة والفنون بأبو ظبي وحسن عبد الوهاب، المدير التنفيذي لشئون المجتمع، في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع صباح أمس في أبوظبي بزيارة مقر سفارة دولة فلسطين لدى الدولة، لتقديم واجب التعزية بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش،
وقال بلال البدور في كلمته معزيا كما نقلت عنه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية: إن فقد العظماء كارثة عظيمة، وعندما يكون العظيم مبدعاً بقدر قامة محمود درويش، يكون الفقد خسارةً كبرى. وأضاف لقد كان الراحل علماً في الذود عن حرية الكلمة والوطن العربي، وعزاء الأمة في فقده ما تركه من قيم وإبداع ينيران للسائرين على درب النضال الطريق. واختتم كلمته بالإشارة إلى أن الشاعر محمود درويش الذي يغادر جسداً يبقى بإبداعه ومبادئه حيا.
على صعيد متصل نظمت الجالية الفلسطينية والعربية في هيوستن، أمس الأول مهرجاناً تأبينياً للشاعر الكبير، شارك فيه أكثر من 500 شخصية تمثل الجاليات الفلسطينية والعربية في جميع الولايات الأميركية. وقدمت شخصيات عدة مثلت الجالية الفلسطينية والعربية في هيوستن وعموم الولايات الأميركية، كلمات تشيد بمناقب درويش، وتشدد على حجم الفقد والخسارة الكبيرين برحيله.
وقدم د. رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة كلمة تحدث فيها كما أشارت صحيفة "القبس" الكويتية عن "الخسارة الوطنية الكبيرة" برحيل درويش، مستعرضاً أهمية دوره في تدعيم وتعميم القضية الفلسطينية، في حين شارك الفنان محمد بكري، بكلمة عبر الهاتف استعرض فيها بعضا من سيرة درويش، التي شهد بنفسه عديد من فصولها، قبل أن تقرأ بعض قصائد الشاعر الراحل في المهرجان.
وبحسب الحسيني فقد كان لرحيل درويش حضور طاغ في وسائل الإعلام الأميركية، المرئية منها والمكتوبة، وعلى رأسها قناة "فوكس نيوز" الأميركية واسعة الانتشار، وصحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت تقريراً موسعاً عن درويش الشاعر والإنسان، إضافة إلى كثير من وسائل الإعلام المحلية في هيوستن، التي أفردت لنبأ رحيل درويش، وتداعياته حيزاً ملحوظاً داخلها.
ومن مظاهر تكريم الراحل يعرض المسرح الوطني الفلسطيني مسرحية مأخوذة عن قصيدة لمحمود درويش في مهرجان أدنبره الدولي. والمسرحية مهداة إلى الشاعر الفلسطيني الذي توفي يوم السبت.
وقال المخرج أمير الزعبي أن الفرقة ستؤدي الجدارية لأربع ليال اعتبارا من اليوم الخميس في مسرح ليسيام الملكي في العاصمة الاسكتلندية. وقال الزعبي عقب وصوله الى أدنبره كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية: "إن وفاة محمود حدث حزين لشركتنا. إنه لغريب جدا أن نؤدي الجدارية التي تحكي حوارا مع الموت وأن يكون ذلك بعد وفاته مباشرة". وأضاف: "إنه لشيء غريب جدا وحزين علينا ولكنه ما زال حيا بكلماته وبروحه وبكرمه". أيضا قررت مدينة بروكسل تكريم الشاعر الكبير الراحل محمود درويش وإطلاق اسمه على الموسم الثقافي للمدينة لعام 2008م.
وأشار البيان إلى أنه سيتم تقديم العديد من المدارات الثقافية واللقاءات والعروض وإلقاء عديد من المحاضرات التي تتمحور حول أعمال محمود درويش ومساهمته في إثراء الفكر الإنساني وذلك في عدة مدن بلجيكية خلال الخريف المقبل وتحت عنوان "مسارات فلسطيني".
ومن قصيدته "وعاد في كفن" نقرأ:
محمود درويش
يحكونَ في بلادنا يحكونَ في شَجَنْ عن صاحبي الذي مضى وعادَ في كفنْ كانَ اسمهُ... لا تذكروا اسمَه ! خلّوهُ في قلوبنا... لا تدعوا الكلمه تضيعُ في الهواءِ كالرماد.. خلّوهُ جرحاً راعفاً.. لا يعرفُ الضمادْ طريقهُ إليهِ أخافُ يا أحبتي.. أخافُ يا أيتامْ.. أخافُ أن ننساه في زحمةِ الأسماءْ أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء! أخاف أن تنام في قلوبنا جراحنا ... أخاف أن تنام !!
الرئيسية 
