مسرحية «امحاين لبلاد » تفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي
عزيز باكوش
أسدل الستار، مساء الجمعة 20 يونيو الجاري ، بمركب الحرية بفاس على فعاليات مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في طبعته الرابعة الذي نظمه فرع النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بشراكة مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية بفاس بتتويج مسرحية " امحاين لبلاد " لفرقة التأسيس بتازة " بالجائزة الكبرى للمهرجان.
لجنة التحكيم التي ضمت عضويتها كل من الدكتور حسن لمنيعي رئيسا ،ود رشيد دواني ، د ة نوال بنبراهيم ، ذ عبد الإله عاجل ، ذ احمد مسعاية أعضاء أشادت في تقريرها بمبادرة تكريم المحتفى بهم " محمد السقاط للا هشوم لمراني ومحمد خشلة " تقديرا واعترافا بكفاءاتهم في مجال الثقافة والمسرح ، كما نوهت بالضيوف الذين واكبوا وناقشوا قضايا المسرح المغربي وأوضاعه . ولم يخف الدكتور لمنيعي ابتهاج أعضاء اللجنة بتجذر المهرجان في البنية الثقافية لمدينة فاس الضاربة في عمق التاريخ الحضاري الإنساني وموازاة دورته الرابعة" دورة المرحوم الحسين لمريني "مع احتفالات مرور 12 عشر قرنا على تأسيس هذه المدينة . كما نوه الدكتور لمنيعي بالأنشطة التي واكبت العروض المسرحية مشيدا بالطاقات الشابة المشاركة في العروض والأمل معقود يضيف تقرير اللجنة" عليها لتشكل في المستقبل نوايا حيوية وفاعلة في مجال المسرحي والفني . اللجنة دعت أيضا الى رفع مستوى المشاركة لتوسيع أفق الاطلاع على تجارب وخبرات فنية جديدة كما أوصت في تقريرها الختامي بضرورة تنويع الورشات للحصول على نتائج ايجابية على مستوى التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والكتابة الدرامية. منوهة في الآن نفسه بالحضور المكثف و المتميز للجمهور وتتبعه وحسن انضباطه .بعد ذلك قدم الفنان المسرحي عبد الإله عاجل نتائج اللجنة:
بالنسبة لجائزة أحسن ممثلة ، اختارت اللجنة من بين مرشحتين ، سهام الشراط عن أدوارها التالية: المساعدة والنائبة والجندية في مسرحية" تمارين في التسامح" عن نادي المرآة للمسرح بفاس ، وعادت الجائزة الى .سميرة صاقل عن دورها" فريحة " في مسرحية للا هشومة عن مسرح وشمة الرباط "
أما جائزة أحسن ممثل فقد رشحت اللجنة 3 مرشحين ، محمد المتوكل في دور الراوي في مسرحية "النواعري " ومحمد الحوضي عن فرقة "مسرح اثري ميديا . ، لتؤول الجائزة الى الفنان محسن مهتدي . عن دوره في مسرحية هشومة لمسرح وشمة بالرباط
جائزة أحسن سينوغرافيا .احتدم الصراع بين مرشحين إدريس السنوسي عن دوره في مسرحية "تمارين في التسامح " ..لتؤول الى محمد أنوار الزهراوي عن مسرحية " النواعري" لمسرح إثري ميديا .
أما بخصوص جائزة أحسن إخراج فقد رشحت اللجنة اسمين محمد بلهيسي عن فرقة التأسيس بتازة ، لتسند الجائزة الى حسن الامراني علوي عن نادي المرآة للمسرح بفاس .
فيما يتعلق بجائزة أحسن نص فقد رشحت ثلاث أسماء . زهور الزرييق عن مسرحية هشومة ، حسن مراني علوي عن مسرحية "تمارين في التسامح" لكن الجائزة وبعد نقاش حاد كانت من نصيب خالد ديدان عن مسرحية "النواعري" لمسرح إثري ميديا.
أما الجائزة الكبرى او جائزة العمل المتكامل فقد فاجأ عبد الإله عاجل مخاطبا منشط سهرة الاختتام . قائلا "نادي على من سيسلم الجائزة ، لأننا لم نرشح إلا واحدة "
لتصعد الفنانة نعيمة المشرقي و تسلم الجائزة الكبرى للمهرجان الى مخرج مسرحية " امحاين لبلاد..." الفنان محمد بلهيسي وسط تصفيقات حارة .
المسرحية الفائزة " امحاين لبلاد " إنتاج الجماعة الحضرية بدعم من وزارة الثقافة بتازة ، تأليف وإخراج محمد بلهيسي .السينوغرافيا أحمد بلهيسي الموسيقى والألحان لرشيد السهلي ، أما المحافظة والعلاقات العامة عبد الغني حسني ومحمد الداغوري ،التشخيص محمد بلخضير يوسف لوطاطي احمد البكاي رشيد منصوري جلال الشايب خالد العزيز حسن الفايز بنعمر لمويلح منى الدبي شيماء صبيح حنان بوترفاس حنان زلودي .
موجز عن المسرحية : في جزيرة من جزر الخيال نسجت حكاية عجيبة وطريفة .. بينما سكان الجزيرة يعيشون أيامهم العادية فوجئوا بنبإ حائط يتكلم حائط يحكي أسرار الناس يقول لهم وعنهم يخبرهم عن مرضهم وعلاجهم عن سفرهم ورحلاتهم عن كل ما يتعلق بالجزيرة والناس ..وإذا الأمر ينكشف ويتعرى الأسرار وتنقشع الحقيقة فإذا هي امراة يدفعها قلقها ومعاناتها الى مساءلة الناس ومعانقة قضاياهم.
وامحاين لبلاد " أحداث متماسكة وخيوط متشابكة تضحك الناس من الأعماق وتشوقهم لمتابعة الفرجة والحوار وهم يسبحون في فضاءاتها "
المخرج المغربي محمد بلهيسي في تصريح لجريدتنا فور تتويجه اعتبر التظاهرة استمرارية مطمئنة للمهرجان ومؤشر قوي على سلامة أبي الفنون معتبرا الدورة قيمة مضافة للحقل الفني والمسرحي ببلادنا وأضاف " من المؤكد أن تعدد المهرجانات واستمراريتها تتيح الفرصة للالتقاء من جديد وتجديد الأدوات الفنية ونطمئن على سلامة الجسد المسرحي المغربي .
على هامش هذا الحفل الختامي، أكد الباحث الأكاديمي العراقي احمد شرجي ، في تصريح لجريدتنا ، قائلا " الحقيقة ، إن فاس مدينة عريقة وهي تحتفل ب12 قرنا على تأسيسها تضفي على المهرجان حميمية كبيرة ونجاح ملحوظ ، . وقال مركزا على الحضور الجماهيري الكبير" لا يمكن أن تجده في بلد عربي آخر بهذه الحفاوة وهذا التلاقي ".بخصوص مواكبته لتأطير المهرجان قال الممثل والخرج المسرحي العراقي الهولندي الجنسية " أطرت ورشة الممثل الباحث وأمددت المشاركين بطريقة وآلية العمل خاصة فيما يتعلق بالإشراك الدرامي مع الضوء ومع الموسيقى ومع السينوغراف ولقد وجدت تجاوبا رائعا و أصداء وحفاوة كبيرة لدى المستفيدين سواء من حيث الحضور والمواكبة للورشة من بدايتها حتى النهاية . وعن الهدف من تأطير المهرجان "تقييمه للدورة 4 من المهرجان " الفنان العراقي قائلا " إنها محاولة جادة لكسر قيود التنظير التي حنطت الممثل وحجمت توهجه الإبداعي على الركح إنها صرخة الممثل المبدع كي يخرج من سلطة المخرج ويكون عقلا خلاقا بيد المخرج وليس مجرد عنصر مكمل ". وشدد على ضرورة الاهتمام بطاقات واعدة لامسها عن قرب " هناك مشاريع فنانين وطاقات جسدية هائلة هنا بفاس ، حقيقة يجب الالتفات إليها ومواكبتها بالتطور وسيكون لهم حتما حضور أكيد ومؤثر في الحقل الفني والمسرحي مستقبلا.
المهرجان طرح أيضا على طاولة النقاش " سؤال الاحتراف في المسرح المغربي" عبر لقاءات وندوات مفتوحة مع محمد قاوتي، وسعد الله عبد المجيد وساهم فيها عدد من المهتمين بالنقد والإنتاج المسرحي .
عزيز باكوش
[b]