محمد المهدي السقال
عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 71 الموقع : http://ksar-ketama.keuf.net
| موضوع: طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان 5/2/2008, 16:05 | |
| طنجة…. الوشم في الذاكرة
إلى… مليكة مستظرف شبيهتي في الفقدان
كأني بطنجة وجه لست أذكره بعد طول غياب…. أنا العائد من دهاليز الصمت المبحوح على حافة دار *البارود*…تطل علي من مغارة * هرقل*, باردة العينين , واجفة كالطفلة تكشف عورتها طيور النقر في الخشب المسوس حتى النخاع…… كم تعبت *طنجة* حتى الاهتراء….. يمسك بتلابيب صدرها العاري وقع مخاض الرحيل الأبدي من الماء إلى الماء… وحروفها المذهبة في العراء…. نقطتها دماء الصعاليك علقتها على دفتي باب مشرعة للريح ترقب فارسها الأجن ….. بين المتوسط والمحيط خط مرقش بالأصفر في الأحمر أشهى من طعم خاصرة * الجبلية * إذا وجمت, راقصة للفرح المحمول فوق فوهة بركان, مثلي ومثلك تحلم بالرغبة في اختراق الألوان حتى عناق قوس قزح, حين تغيب الشمس بلا دفء في الأوصال, وتسكن السراديب فوق رؤوس الموتى من الأحياء…… ليتها تنكرني *طنجة* حتى المحو…. وعبر موجة خرقاء لا تعرف المنتهى تحملني…. عشقي لها و بها في مهب الهوى المصلوب بين تلا فيف الذاكرة, ذابت ملامحه التعبى من أرق انتظار الفجر على قارعة الموتى في *مدافن الرومان*….. وليتها في زحمة انجراف العمر على مهارق الذل…… أنكرتني حتى العري من ثوب أوهامي بفيض الوجد حتى الثمالة في مملكة السؤال…… *طنجة* من وحي الشطح بها في وحشة التيه , تبقى ملـيـكـتـي خلف خباء الهودج صاعدة أدراج منعرجات * الجبل الكبير .. رغم انكسار ضفيرتها أمام المرايا أنهكها الشوق الأعمى….. أكابد عود استباقها حملا تطارده الذئاب…. *طنجة* الأعلى إذا سمقت من أبعد نجوم السماء…. و * طنجة * الأغلى من أنفس معبودات الأرض من الإنس والجن….. ليس أجمل من *طنجة* في عيني برغم الأسر و المنفى شوقي الأقرب إلي من حبل الوريد معلق في الغياب…. أنا العائد مهووسا إليك بالرج يخضب جفنك بالحناء من وجعي عليك….. أنت و *طنجة* صنوان…….. وجهان لرحلة الذوب في الزمن المستحيل…. كل أزمنة الدنيا تسير من اليسار إلى اليمين إلا زمانك أخطأت عقارب ساعته المسير…. هناك قبل انتصاب الدير المستشرف وجهك المدور حول هلالي حاجبيك… كانت *براريك بوخشخاش * حضن هواي في عز اشتداد التغرب بين دوس الأقدام فراشات بالكاد تجرب الطيران…. آه….. على تعاريج الأزقة نحو* المسيد *…. شريط ملون بتباريح الناس البسطاء…. تسمع التنادي بالألقاب بين النساء….وترانيم صغيرات نصف عاريات يحملن قبابا خشبية بين الغدو والرواح… كانت جميلة أشياء الطفولة لا تعرف أكثر من حد رؤية العين قدامها البحر و خلفها الجبل…. يا حورية البحر الهادر في الأعماق من قلقي, رغم الكساح ورغم الزيف برائحة الدمار, ما زلت تسبحين في وجداني فراشة يتعقبها اللهب الأصفر….. كثيفة سحب الدخان على صدري بحجم جراحك في الروح وفي الجسد… يا *طنجة* المنسية في أروقة العاصمة المكتوب فيها عليك الهجر, والإخوة الأعداء شهود على الذبيح فيك بطعن الغدر, يأتون إليك ركوبا للشهوة بين الدهاليز الحمراء على حافة الطريقإلى*الرميلات*, يكتبون عن أنوثتك المهزومة بين المدن الصفيحية, من سفوح* الدرادب* إلى هضبة المقبرة, حين يمسون وحين يصبحون……. في * الضوء الهارب * من عيون لم تر نور الشمس إلا من خلف غربال, لاحت *طنجة* امرأة مسها الشيطان, صيحة جوع مطروح للبيع على موائد القمار….. ولاحت صرخة مرصعة بالتباريح في باحة * سوق البقر*…. لكن الضوء الهارب أخطأها بين يدي زائر لم يعرف من *طنجة* غير بقايا الحكي عن الكراسي في مقهى *باريس* وحصائر فندق *الشجرة*…… أخطأها حين لم يطلب يدها من أموات *سيدي بوعراقية*.. من أحياء*كاسا باراطا *…. أما أنا المسكون بوهج طفولتي فيك من صورة أمي بين أرجوحة المهد وحلمة النهد فنائي… فلا أقدس غيرك عندي من شعلة الشرار في إصرارك حتى الشهادة, تلتحفين ظلا من صدى رنات أجراس الكنائس, وظلا من أصوات المآذن في المساجد…. يكشف عن خمارك يا * طنجة* في عز الظهيرة وجنح الليل, ملح أجاج تبخر من رحم *الخبز الحافي*….. لم أعرف غير *شكري* فضاحا للخطيئة فيك إيذانا بالطوفان…. كان السفح الممتد فيك منتصبا حتى أقاصي الريف…. لم يقرأ كفك إلا عبر تجاعيد ارتسمت من خطوط العشب والنبيذ…… لم أعرف مدينة في الكون عجلى فيها تعانقني كل أبواب الصحو غير *طنجة* حين تسكر غضبى من وهن الغبن…… يشربك الليل المنهوك بالعنف الجسدي… فتنتفضين هضيمة الجناح في غياهب الاحتراق…. من غيرك قاسى حتى المهانة صدمة التضاد بين الأشياء…… لاختراقك لم تعرف طريقها إليك الخطوط الحمراء في خرائط المنجمين والمرابين مهما ملكوا النواصي الموهنة, لا يملكون الرقاب….. إسفلت ساخن وسيقان إسمنتية برائحة الحصار يكسوأطرافي….. أنا العائد من متاهات الذاكرة, ألمس أوجاعك في كواعب النساء…. في لون قماش المعامل في الصباحات الخريفية… في الخطو المتثائب نحو *السور* المشؤوم….. في التسلل عبر تجاويف هدأة المحركات الراسية في الميناء…. كل يوم تهرب *طنجة* من جحيم الدخان إلى جحيم الضباب…… تنأى عن حوافي الصخر عوما في التيه *طنجة* نعشا محمولا على قارب ورقي تستصرخ نجدتها من نزيف العمر المصادرخلسة ……. سلاما يا *طنجة* الوشم في ذاكرة الرحيل القسري….. سلاما أيتها العروس الممهمورة بالربا في المناطق الحرة…… سلاما يا *طنجة* المسبية في غرف الإنعاش… حوافر الفرسان زمانا حطت عبورا للضفة الأخرى ثم ارتحلت…. قوادم رعاة البقر في رمال * أشقا ر* تبصم بالعشر على ندر بدق المسمار الأخير في وجه الرحيل المستحيل ….. ولا أعجب إلا من الخذلان ما انفك يكتب نعيك في مباءة القبر حوله الغربان تنعق بالعود إلى نقطة الصفر عفا الله عما سلف…….. أنا العائد من جوف البحث عن وجه اسمه *طنجة* ضاعت ملامحه بين سرابات الزمن الرديء, لا أملك غير النعي والبكاء… يا أيتها المليكة قلبي وعقلي بتولا عفرت أجفانها الحناء بأرجل النساء….. السواقي جفت من قطر الفرح المصادر في الليل غشته مواويل البكاء….. الجدارات الندية بالرطوبة في الأوصال شاهدة أنا عبرنا مسافة الصمت في ظلمة اللازمان في اللامكان…. لا ترى غير عيون العسس… لا تسمع غير قعقعات المزاليج….. مثلك سافرت في كل الاتجاهات أركب حزن * طنجة* واقفة على أعتاب التحول من صخر فت صلابته الهزء إلى طوفان رملي هامته أكبر من عجزي عن الحراك… تأفل الأضواء في علب الأجساد المنهوكة افترشت شحوبها قامات باردة لا تلج حتى سم الخياط…. فتغمضين عينيك مليكتي على أرق السؤال مثلي إذاغلقت الأبواب في عمق التراب….
| |
|
محمد منير مؤسس
عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
| موضوع: رد: طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان 5/2/2008, 19:38 | |
|
اخي المبدع محمد المهدي السقال
مرحبا بك في مدارات
و مرحبا بابداعاتك معنا
لك مني كل التقدير و الاحترام
مودتي
.. ... .. ..
| |
|
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: رد 8/2/2008, 14:17 | |
| نصّ بلون الفقد و رائحة الحزن
يذهب بنا حدّ شطط الحبّ
من منّا لا يشبه الوطن وجه من يحبّه ؟
استمتعت كثيرا بمصافحة هذا الحب الكبير لطنجة
شكرا أخي محمد المهدي السقال | |
|
محمد المهدي السقال
عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 71 الموقع : http://ksar-ketama.keuf.net
| موضوع: رد: طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان 22/2/2008, 12:05 | |
| - محمد منير كتب:
اخي المبدع محمد المهدي السقال
مرحبا بك في مدارات
و مرحبا بابداعاتك معنا
لك مني كل التقدير و الاحترام
مودتي
.. ... .. ..
أخي محمد منير
سرني التواجد في المدارات ، بين إخوة أعرفهم وأقدرهم من خلال كتاباتهم المتميزة . تحية صدق
| |
|
محمد المهدي السقال
عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 71 الموقع : http://ksar-ketama.keuf.net
| موضوع: رد: طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان 22/2/2008, 12:11 | |
| - فتحية الهاشمي كتب:
- نصّ بلون الفقد و رائحة الحزن
يذهب بنا حدّ شطط الحبّ
من منّا لا يشبه الوطن وجه من يحبّه ؟
استمتعت كثيرا بمصافحة هذا الحب الكبير لطنجة
شكرا أخي محمد المهدي السقال أخيتي فتيحة الهاشمي
عن متعة تلك اللحظة الفارقة في التلقي يبحث الكاتب ، ليتنا كنا نجرب أكثر ، ذلك العزف على أوتار الذاكرة ، للاستماع إلى لحن الحب ببعده الكوني . الشكر لك أولى تحياتي
| |
|