سمعت عن القصّة قبل هذا لكن لم أكن أعرف بأنّ أحداثها حوّلت إلى فلم
في سنة 2003 الاّ عندما وصلتني هذه المعلومة في المسنجر عبرأحد الأصدقاء
المهمّ القصّة رائعة و الفلم عرض و حاز على عدّة جوائز.
العنوان الكامل للفلم "السيّد ابراهيم و أزهار القرآن"
فلم فرنسي انتج عام 2003
أخذ من الرواية التي تحمل نفس الاسم للروائي الفرنسي إيريك إيمانويل شميت.
أردت إطلاعكم على الموضوع لما وجدت فيه من أهميّة و الأكيد بأنّه هناك منكم من يعرفه جيّدا.
......البداية
في مكان ما في فرنسا ما يقارب الخمسين عاما كان هناك شيخ-بمعنى كبير في السنّ-تركي
عمره خمسون عاما إسمه إبراهيم و يعمل في محلّ لبيع الأغذية
هذا المحلّ يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهوديّة لها ابن اسمه جاد عمره 7 أعوام.
اعتاد الطفل جاد أن يأتي لمحلّ العمّ ابراهيم يوميّا لشراء احتياجات المنزل و كان في كلّ مرّة
و عند خروجه يستغفل العمّ ابراهيم و يسرق قطعة شوكولاتة....
في يوم نسي جاد أن يسرق قطعة شوكولاته عند خروجه فنادى عليه عم ابراهيم و أخبره
بأنه نسي قطعة مثل التّي يأخذها يوميّا!أصيب جاد بالرعب لأنّه كان يظنّ بأنّ العم ّ ابراهيم لا
يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة
أخرى.
فقال له العم إبراهيم :' لا تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك
وكل يوم وعند خروجك خذ
قطعة الشوكولاتة فهي لك' ... فوافق جاد بفرح .......
مرت السنوات
وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الولد اليهودي.
كان جاد إن تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعمّ ابراهيم و يعرض له المشكلة..و عندما ينتهي
يخرج العم ابراهيم كتاب من درج في المحلّ و يعطيه جاد و يطلب منه أن يفتح صفحة عشوائيّة
من هذا الكتاب و بعد أن يفتح جاد الصفحة يقوم العم ابراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر و بعد ذلك
يغلق الكتاب و يحلّ المشكلة و يخرج جاد و قد انزاح همّه و هدأ باله و حلّت مشكلته.
مرت السنوات وهذا هو حال جاد مع العم ابراهيم التركي المسلم كبير السن غير المتعلم وبعد سبعة
عشر عاماً أصبح جاد شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين
ومن عمره.
توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد يراه كلما
زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد بعد وفاته كهدية منه لـ جاد ، الشاب اليهودي !
علم جاد بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له, وحزن حزناً شديداً
وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل.
و مرت الأيام ......
في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له،
فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزورالعم في محله !
فتح جاد صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهولا يعرفها ،
فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب فقرأها !
وبعد أن شرح جاد مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لجاد!ذُهل جاد وسأله :
ما هذا الكتاب ؟
فقال له التونسي : هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !فرد جاد وكيف أصبح مسلما؟
فقال التونسي : أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة
فقال جاد : أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
المسلم جاد الله
أسلم جاد واختار له اسماً هو 'جاد الله القرآني' وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب
المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم
تعلم جاد الله القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على
يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني .. في يوم ما وبينما هو يقلب في
أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في
البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد
كُتبت الآية : 'أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة' ! فتنبه جاد
الله وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ...ترك أوروبا وذهب
يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها ، وأسلم على
يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان.
جاد الله القرآني ، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الاسلام 30 سنة
سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر
التي أصابته في أفريقي..... توفي جاد الله القرآني في عام 2003م بسبب الأمراض
في سبيل الدعوة لله .. كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة
الحكاية لم تنته بعد....
أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ،
أسلمت عام 2005م بعد سنتين من وفاة إبنها الداعية ..أسلمت وعمرها سبعون
عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل
إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم
تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير
متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! وإن هذا لهو الدين الصحيح
أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير.
ولكن لماذا أسلم
قول جاد الله القرآني ، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل 'يا
كافر' أو 'يا يهودي' ، ولم يقل له حتى 'أسلِم' ... !تخيل خلال سبعة عشر عاما لم
يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية ! شيخ كبير غير متعلم عرف
كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن !
سأله الشيخ عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين
البشر فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من
جميل العم إبراهيم !
يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور
وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ
قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي: هل
تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟
.... وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : وهل تعرفه أنت ؟
.... فأجاب الدكتور حجازي: نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك . .
.... فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور
حجازي: ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيأ يستحق هذا !
.... فرد شيخ القبيلة: أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله
القرآني !
.... فسأله الدكتور حجازي: هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟
.... فرد شيخ القبيلة: لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله
القرآني رحمه الله !!
سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني
؟!والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من
30 سنة.