مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية " الشعر"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نصرالدين




عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية  " الشعر" Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية " الشعر"   سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية  " الشعر" Empty20/5/2008, 17:35

سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية " الشعر"

بقلم: نصرالدين السويلمي

بسم الله الرحمن الرحيم


لما كانت النهضة هدف الامم والشعوب وجب حتما أن تتوفر وتحشد لبعثها كل الطاقات في كل المجالات من سياسي وفكري وفني... وكان لزاما ان يكون للادب دور ريادي في بعثها. فأي دور للجسم الادبي وتخصيصا الشعر في تاريخ تونس الحديث . نعم كان للشعرغفوات وكانت له غفلات تراوحت بين غفلة الانتهازيين وغفلة الصالحين وكانت له محطات لعب فيها أدوار مهمة أخذ فيها مسؤلياته بتوابعها. فهاهي رسالة الشاعر محمد بيرم الخامس إلى النظام انذاك؟

"وأما الظلم والجور مع الأهالي فقد وصل إلى حد عظيم...وعلى علم من سائر الناس ما عدا الامير فانه باق على جهله وغفلته وهو لا يزال يشكر ويمدح وزيره مصطفى بن اسماعيل متيقنا ان بلاده وصلت الى النهاية في الحظ والسعادة والحال ان الاهالي في كرب وضنك عظيم وبودهم أن دولة اجنبية تستولي عليهم ليستريحوا مما هم فيه من سوءالحال".

رسالة بتاريخ 23 ماي 1878

وهذا الشاعر الثائر علي بن الشاوش يترجم الاخلاص في أدبه بحرفية شعره ورغم أنه الامام الخاص بالباي ومن صفوته إلا أنه وعند توقيع هذا الاخير لاتفاقية باردو مع المستعمر الفرنسي قطع حبل ود "بأييه" وهجاه بما لم يهجو به جرير " نميرا" فقال:

"يا مدعي الصدق بين العجمي والعربي******لقد تحولت من صدق الى كذب

هل مسك الضر أم لاحت طلائعه ******على سما قصرك الموعود للعب

بعت الورى للعدى بخسا بلا ثمن ******تبت يدا البائع الملعون في الكتب"

12 ماي 1881

وكان للشاعر محمد الشاذلي خزندار قصيدة طويلة مداره فيها ومحط آماله الشعب وليس غيره وقال يستنهضه:

"ألا بالتعاضد فلنبتدي *******فمدوا يديكم فهذي يدي"

نشرت يوم 26 أفريل 1909

كان الادب حاضرا بقوة في معارك النهضة والاصلاح والسيادة وبكر الشاعر بترتيب أولوياته فالبيت الذي سيصرفه لثغر أنثى أولى له أن يسد به ثغرة في حصن الوطن. والشعر الذي سيختفي بين هضاب العذارى أولى له أن يرتفع فوق ربوع البلاد فيرفع معه الآمال فيرتفع سقف الارادات. ومن شعرائنا الذين صدقوا فصدقتهم قوافيهم الشاعر صالح السويسي القيرواني حيث قال يصف الجندي المقاتل على أرضه وعرضه:

"شهم حوى في سبيل الله رضوانا*******قد خاض من باسه في الحرب ميدانا

بالحزم مرتفع بالعزم مندفع ******يحمي بصارمه دينا وأوطانا"

جريدة التونسي 15 ربيع الاول 1329 (1911)

وللشاعر مسرعا القيرواني نفحات من شعر العامية ينافح به ليستنهض القوم من خلال وصفه لما حل بهم

ثماش من يبكي ويندب علينا

نفد القضا ما عاد ينفع فينا

رانا متنا

ثماش من يندب على أمتنا

النفس اللعينة بشرها هلكتنا

ولا عادشي في الدهر من يهدينا

صنايعنا ماتو

جاع الفقير وعيلتو وبناتو

بر النصارى اجلب ماكيناتو

والجهل راهو عمالنا عينينا.

جريدة ابو نواس 30 أوت 1909

وبعد جريمة سوق الاربعاء (جندوبة حاليا) انبرى الشاعر سعيد أبوبكر ليرد رغم مخاطر الرد شاعرنا ومضى يوجه سهامه للمستعمر:


يا رجال الغرب رفقا مالكم****** ليس يناى عن أياديكم زناد

فاصنعوا ما شئتم بل فاجعلوا*****باسكم يوما فيوما في ازدياد

انما راعوا بانا امة*****راسها قد طلق اليوم الوساد

تونس 1927

وكما قال الدكتور الجابري "إن أشهر الشعراء في تونس هم من اهتموا بالقضايا الوطنية" فمن محمود قابادو وهمته العالية وشعره الاستشرافي الذي حذر فيه الشعب من ان المناخ خصب للغزو الاجنبي وهذا قبل الاستعمار الى الشابي وشمولية شعره وسحره المتجدد عبر العقود، ولو استنهض شاعر اليوم الناس بما استنهضهم به الشابي لكان الوقع كبير افادة.

وهذه عينة من منبهات الشابي:

كل قلب حمل الخسف , وما مل من ذل الحياة الارذل

كل شعب قد طغت فيه الدماء دون ان يثأر للحق الجلي

خله للموت يطويه ... فما حظه غير الفناء الانكل .

لو تجاوزنا الحيز الزمني وقمنا باطلالة سريعة على حال الشعر في مطلع التسعينات حيث غربت شمس السياسة ونحرت الآراء الموازية ولم يبق الا الصوت القادم من قرطاج وبقى صداه لاحقا بعد التعرف عليه. في هذا المناخ المغلق بدا وكان الشعر يطرح نفسه كبديل ومتنفس, غير ان آلة الحصاد تفطنت, فبامر رئاسي قبل ان يستقيم المارد واقفا وباشراف المنجي بوسنينة تأسس (وأُثـِث) وأُفـتُـتح بيت الشعروفي مغازلة مفضوحة لاولاد احمد ومن اجل ترويضه اسندت له الادارة في 25 اكتوبر 1993.

بعد أربع سنوات من تجاذب بين الطرفين لشعرة معاوية اتضح ان الزواج فاسد وعقوده باطلة ووقع الطلاق. فرغم ان اولاد احمد استنزف من منسوبه الثوري حتى كاد يجف وقع الاسوء ففي ليلة 11 نوفمبر1997 "على ايقاع ليالي نوفمبر" وفي ضربة خاطفة استعمل فيها المحظور وغير المحظور خرج بيت الشعر من خنادق اولاد احمد الى قصور المزغني وشرب القوم على نخب سقوط الحصن.

انقسمت المشكلة لدى الشاعر التونسي لقسمين خارجي وذاتي اما الخارجي فـآلة الرقابة الضخمة المدعومة بترسانة أمنية فالقصيدة كي ترى النور يجب عليها ان تمر عبر امن الدولة , والشرطة , والحرس , وحتى sogegat)) حرس المؤسسات .واما العامل الذاتي يتمثل في مساحات التردد الهائلة لدى الشاعر ورغبته في تقديم كل ماهو مجاني ليس له تبعات.


فهذه زبيدة بشير قيدومة الشعر النسائي التونسي لم تقدم شيئا يذكر فبين ديوان الاء وديوان حنين 30سنة قد تكون احدثت الاضافة الفنية غير ان شعرها بقى خارح الحراك الاجتماعي.

وحدث ولا حرج عما قام به وليد الزريبي في مدينة جندوبة من تطاول على عقيدة شعب باسره بل أمة باكملها ليحكي افلاس شاعر وعجزه على تقديم الاجود والانفع ولما فشل في بعث نص شعري هادف أوحتى متجانس مع عالم الشعر سارع إلى أقصر الطرق (خالف تعرف) واعمل (حبره) في مسلمات الامة.

عندما تصفف الممنوعات أمام الاديب ويحظر عنه الغوص في قضايا الامة بقوة السلطان يجد أمامه خيارين إما المخاطرة وتبعاتها أو الانكفاء إلى أرصفة الادب باحثا عن لقيطته ليعمل فيها قلمه.

وهذا آدم فتحي برغم سيل الابداع لديه وتوغله الحرفي في مملكة الشعر يوغل في الحذرحتى اتخذه مذهبا.

وحتى بحري العرفاوي ورغم ريادته ومبدئيته ورغم حدة جمله الشعرية وصفاء معانيها، ورغم حرفيته العالية في تصويب المعنى نحو الهدف والخروج سالما من شظايا الاصطدام ... مازال بعد في طور الشاعر المبدع ولم يتعداه الى رحاب الشاعر المقاتل . في زمن يدفع الاديب الحرمن لحمه وأعصابه ودمه ثمن الحروف والكلمات والجمل .

واذا كان الشاعر الاديب نورالدين صمود يختزل الشعر في حسن الخيال ومحاسن الموسيقى"والشاعر عليه ان يكتب شعرا مؤثرا فيه موسيقى وخيال فالموسيقى وزن يزيد الشعر جمالا وعذوبة لكن اذا توفرت الموسيقى فقط..فلن تكون هذه قصيدة"

فمن ينتصر بالكلمة للمظلوم ومن ياخذ على يد الظالم ومن يغوص بقلمه في قضايا المجتمع فلن يكون طبعا الاسكافي ولا الخباز ولا العطار ولا أظنه سيطلب من سجين سياسي في برج الرومي او(حربوب) ان ينتصرلضحايا الرشاوي والمحسوبية والفساد اويرسل القصائد لتعزية الآلاف من اصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل المتهالكين تحت جدران الوطن من عمق صحرائه الى شواطىء بحره.

لقد ركز الادباء في تونس على بناء الجسم الادبي فنيا وغاب البعد الرسالي وسكن الادب الصالونات و اختفى بين دفاتر النخب وحرم المجتمع من محور لو تحرر كليا لكان خيره عاما وحصاده وفيرا ولحقق التزاوج المحمود بين النظري والعملي ولكان عاملا مساعدا لصلح منشود بين الثقافة والمجتمع.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة الحريات العامة في الدولة التونسية " الشعر"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان " يؤنثني مرتين " للشاعرة التونسية آمال موسى
» قراءة في الديوان الشعر الشعبي:" خلي لكلام عزري" للشاعر عبد السلام البوعليوي
» "الهوى المصري في المخيلة المغربية" اصدار محمد مشبال
» مريرت تحتفي بـ "منابع الأشواق " لشاعرها محمد العياشي
» نساء محترقات في" ظلال وارفة" للقاصة سعاد الناصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: