مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تقاطـــــــــــــــــــــــــــع

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: تقاطـــــــــــــــــــــــــــع   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 15:42

تقاطــــع





مثل الخطيئة...

عاريا إلاّ منه، انتصب قبالتها تماما...

رمشت في انفعال ، حرّكت كتفيها كما يفعل المصارع أو الملاكم قبل بداية الجولة : عليها أن تبدو متماسكة أكثر ... صوّبت نظرها نحو الجسد الفاره

…الرّأس ، تمهّلت قليلا ، عقدت مابين حاجبيها ، أتراه الشّعر أم الرّأس ما جلب انتباهها، كلاهما رجوليّ حدّ الفداحة العينان ... التقت الأعين ، خفضت نظرها ثم ّبسرعة استرجعت أولويّتها في التّحديق ، حرّك بؤبؤيه في بطء على الجسد الملفوف في المئزر الأبيض في لامبالاة ، ابتسم في سخرية ! الوجه الخالي من المساحيق يبدو كالغيمة ، و الشّعر المرفوع إلى فوق بفرشاة الرّسم و قد تساقطت خصلاته... و تمتم

لا يمكن لهذه الحزمة من القشّ الذّهبيّ أن تكون شعرا و تساءل منذ متى لم تمشّطه صاحبته ؟ ...

حدجته بنظرة قاسية، لن تتركه يسيطر عليها... توقّفت عند تفّاحة ادم كانت تنبض في انفعال واضح ، يدلّ على أن صاحبها بدأ حالة العد التصاعدي ! كم تمنّت أن تضغط عليها بسبّابتها لتوقف نبضها ! الشّعر الأسود المجعّد غطّى الصّدر العريض [الإقطاعي يجلده، الدّم الأرجوانيّ يقطر من الشّعيرات السّود، الحجر يسقط و ساعداه المفتولان ينحنيان في كلّ مرّة ليلتقطاه من جديد... و تبسّمت في خبث، لو ينحني الآن، لو ؟]

رفعت عينيها تصاعديّا ، الوجه المقدود من الصّخر لا يبدو عليه أي انفعال الشّفتان المرسومتان بنصف انفراجة تقطران سخرية ، تستفزّانها و لا تسقطانها في الفخّ ...

خلف الحاجز البلّوري الشّفّاف ، ارتكزت على الحاجز الخشبيّ ، تقضم القلم حينا وتقضم أظافرها أحيانا أخرى ...

[صرخت صديقتها ، هزّتها من كتفيها بعنف ، رافضة و بشكل قاطع فكرتها المجنونة ... انتبه كلّ من في المقهى لحديثهما، جرّتها من ذراعها إلى الخارج جرّا، لم تبد معارضتها، تبعتها، كانت مسكونة بهاجسها القاتل ،كما سمّته صديقتها ، تلاحق الوجوه الهاربة في شوارع المدينة ، تصطاد الأجساد الرّجوليّةفي غير فظاظة ، الرّسم التصق بحدقتيها ، و لا بدّ وأن تجده !!! ]

الفرشاة تقطر ألوانا، اختلطت ، تداخلت ، و لم تجد لونه المناسب ، لون الشّهوة والرّغبة القاتلة ... أيكون أحمر كالجرح أم أسود كاللّعنة أم ضبابيّا كالخطيئة و الرّائحة ؟ لرائحتها لون كذلك ، لون التماع النّصل عند تلاقي الأعناق ...

حرّك رجله قليلا، انتبهت للحركة ، ها إنّه بدأ يفقد صبره ، صوتها الأجشّ الحالم ، سمّره للحظة

ـــ لا تتحرّك !

ألقت بجسدها الصّغير فوق الجمع المتدفّق كالسّيل ، جذبته من كمّ جاكتّته ، أوقفته وسط المحطّة ، جعلته يدور حول نفسه كعارض أزياء ، تحلّق حولهم بعض الفضوليون ، يبدو أنّه استلطف اللّعبة ، لم يبد انزعاجه ، ضرب كفّا بكفّ و هي تدور حوله ، خطوات إلى الخلف ، خطوات إلى الأمام ، ثمّ توقّفُُُ للحظات ...

عقد ذراعيه على صدره في اتنظارها ...

ـــ لا تتحرّك !

سمّرته مثل هاته المرّة عندما حاول الانصراف .

ـــ فلتأت معي !!

ارتسم السّؤال الغريب على تقاسيمه ، إلى أين تروم أخذه ؟ و جاءه الجواب كالصّدمة

ـــ إلى منزلي !!

انتفض متلفّتا حوله ، خشية أن يسمعه المتطفّلون ...

أعاد سؤالها، و أعادت على مسامعه نفس الجواب...

على أرنبة أنفها ،ارتسمت بقعة حمراء ... ثبّت نظره عليها ، أيمكن أن تكون مجنونة ؟ الرّجال الأشدّاء ذوي المآزر البيضاء يأتون بغتة ، يكتّفونها ، يأخذونها إلى المستشفى ، و هي تضحك و تضحك ، ملطّخة إياهم بألوانها الترابيّة ...

ثبّتت نظرها في عينيه ، لا يبدو عليه التّأثّر ، و تمتمت في حنق

ـــ أيمكنه أن يكون ... ؟؟؟

و استبعدت الفكرة ، حرّكت رأسها يمنة و يسرة ... لا يمكنها أن تخسر المعركة ، نزعت المئزر ، ألقته جانبا ، ذراعاها اللّتان لوحتهما الشمس ، أصبحتا بلون العسل ، حرّكتهما في غنج ، رمقته ، خفية ...

سقطت نظرتها تحتُ ... جحظت عيناها ، ارتبكت ، أسقطت الفرشاة ، تناثرت الألوان على الأرضيّة ، انحنت ثمّ ارتفعت ، رمقته بالنّظرة الغائمة ...

ضمّ رجليه ... المجنونة ، ستلتهمني ، ستلتهم رجولتي ...

نظرتها الحارقة أخافته ... بحث عن ثيابه ، عليه أن يهرب و بسرعة ، قبل فوات الأوان، لو أنّه حمل معه هاتفه الخلويّ لاستنجد بصديقه ...

ـــ حبّك للمغامرة سوف يسقطك في المتاعب ... و أيّ متاعب !!!

ضربت بكفّها على الحاجز الخشبيّ ، سلّت الفرشاة من شعرها ، حزمة القشّ انهالت على الكتفين ، دارت حول نفسها ، أعادت رفع شعرها ، صوّبت نظرها إليه ، لعنته ، بصقت على الأرض ...

ـــ أجسام البغال و ...

تقوقع حول نفسه ، سقط على جلد النّمر المكمّل للّوحة ، لم يكن نمرا و لا جرذا ، حشرج ، كان مغامرا بين يدي مجنونة ...

رفعت الحاجز البلّوريّ المكهرب

....



خطت نحو الجسد المكوّر ثمّ توقّفت ، [الإقطاعي يجلد الظّهر الفولاذي ... ]تبسّمت في خبث ، صوت السّوط يحدث فرقعة ، تأمّلته ، الخطوط الحمراء تغطّي جلده الأسمر ، تثير قرفها بلونها الورديّ ... اقتربت منه أكثر ، ازداد تعلّقا بشرنقته ، جعل من كفّيه درعا واقيا ، أثارتها حركته ، انتزعت حزام بنطالها ، في حركة مباغتة ، لوّحت به نحوه ، تعثّرت ، سقطت ، رمت بالبنطال إلى حيث لا يكون بين ركبتيها ...

جلدة أولى ...

ـــ إلى الجحيم أيّها ... و انطلق من بين الأسنان البيضاء المتناسقة سيل من السّباب

[من يقع عليه اختياري ، سيكون مثال الرّجولة ، الأنفة و العنفوان ، سوف يكون متّزنا جسميّا و عاطفيّا ... ] و جلجلت ضحكة صديقتها :

ـــ هل أنت غبيّة ؟ أم أنت تتغابين عليّ ؟ أيّ رجل يبقى متوازنا ، و هو عاريا حتّى من ورقة التّوت ، أمام امرأة في مثل إغرائك ، تتمتّع برسم انفعالاته على الورق ، سوف تتحولين إلى الورقة ذاتها و سوف يرسم بأنيابه على جسمك ، لا بيديه ...

جلد ة ، تتلوها جلدة ...

ـــ ها هو جرذك يتقوقع أكثر يا صديقتي المغفّلة داخل شرنقته ، و ها إنّنا نخسر الرّهان ، كلتانا ، ها إنّنا نتواجه دون حاجز مكهرب بل و الحقّ يقال هي معركة من طرف واحد ...

كره ضعفه ، خوفه ، لو كانت فتى لكان له معه شأن آخر، و لكنّها أنثى و تأوّه من بين أسنانه ، أيمكن أن تكون هذه المجنونة ، أنثى ، و تساءل أيمكن أن تكون مصابة بداء العصر السّيدا و تريد الانتقام من الذّكور في شخصه ... تكوّر حول نفسه أكثر فأكثر ، لتضربه ، لتفعل به ما تشاء و لكنّه لن يقترب منها البتّة ، لا يريد أن يموت ناقص عمر ...

صرخت به :

ـــ تحرّك ! تحرّك ! افعل شيئا ، سأحرّرك من عقدك ! سوف تعود ، رجلا من جديد ...

لعنها ، لعن الرّجال ، و الرّجولة ، و تمنّى لو ينتزع رمزها و يلقي به إلى كلاب الحيّ..

[ طف ] ...

هزّها الصّوت الغريب ، انتفضت و ارتخى الحزام بيدها ، كانت أمّها ملقاة على أرضيّة الغرفة من هول ما رأت ، ووالدها كمن ربح آلافا مؤلّفة في آخر سحب [ للبروموسبور ]لا يبدي حراكا ، ثمّ و بصوت قاطع ، حشرج كأنّه ينازع :

ـــ هذي آخر الحرّيّة اللي عطيتهالك ، الليلة تعرّسو ...

و تعالى صوتاهما في صرخة واحدة لاااااااااااااااااااااااا

و صفق الباب بقوّة ...







2002

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن بواريق
الاشراف العام
حسن بواريق


عدد المساهمات : 801
تاريخ التسجيل : 12/02/2008
العمر : 70

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقاطـــــــــــــــــــــــــــع   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 19:47



الطيبة فتحية
قرأت الفصة وأعدت قرائتها لأكثر من مرة
خيال واسع و سرد مميز
استمتغت كثيرا ... شكرا
أحتي لا أملك الكثير من الحروف
حتى أسطرها بين ما خطته يدك
لذى سأكتفي بالتصفيق لك بصمت cheers cheers
دمت متألقة كالعادة
مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لميس سعديدي
مشرفة



عدد المساهمات : 285
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: تقاطع   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 20:27

قرأت ما كتبته أختي للمرة الأولى
فوجدتني أعيد القراءة ثانية لما أحسسته من عمق يستحق الإستجلاء ومن فلسفة تتطلب كثيرا من
الوعي لكي أستشف ما بين الكلمات والسطور .وحتى أستمتع بتناسق المفردات التي استعملتها
فوجدتك رائعة في كل شيء

تطيعين إحساسك الأدبي فتطيعك العبارات هنيئا لك أختي فتحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: رد   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 20:32

أخي الطيّب حسن

عندما يتقوقع الذكر و الأنثى على ما بداخلهما

و يحلّلان المواقف على هواهما يقعان في المحظور

دائما تسعدني كلماتك أيها الطيب

محبتي الشاسعة أخي

lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: رد   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 20:41

عزيزتي لميس بضغطة خاطئة طارت كلماتي عصافير لتحطّ على بياض

صوتك أيتها الرائعة فصنعت أجنحة لغيرها كي تحلّق بعنفوانك الأنثوي الصحراوي

و تبلل بحبرها طفولة ملامحك الشّامخة

كم تفرحني إطلالتك البدوية على جراحي

دمت بهية يا بهية

محبتي الصافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الهادي الفحيلي




عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: رد على الموضوع   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty19/5/2008, 21:11

مثل الخطيئة...

عاريا إلاّ منه، انتصب قبالتها تماما...




هذه الكلمات التي اقتبستها من نصك اعتبرتها مفتاحا له. لي قراءة خاصة لا يسع المجال لسردها هنا. فقط أقول لك صديقتي المبدعة المشاكسة على حدود التقاطع بين الذكر والأنثى: أبلغ السرد أفضحه. نعم أفضحه. تشدني الكتابات التي تفضح الخبايا وتلك الأنفاس الدقيقة التي لا يهتم بها أحد.
رائع حكيك ولغتك ممتعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty
مُساهمةموضوع: رد   تقاطـــــــــــــــــــــــــــع Empty20/5/2008, 11:48

أخي المشاكس عبدالهادي

الكتابة غوص في الباطن أولا تكون

تعرية أو فضح طبعا دون التخلّي عن الجمالية و الفنية للنصّ حتى

لا يسقط الكاتب في الركاكة الأدبية و الرغي الفارغ

هو الحدّ الأدني في التقاطع بين الذّكر و الأنثى و هو نقطة الصّفر

و بعده تأتي الأرقام تباعا ...

تسعدني قراءتك للنّصّ بأوجهه المتعدّيّة و المتعدّدة

مودّتي أخي lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تقاطـــــــــــــــــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار القصة-
انتقل الى: