]لك مني عبير الورود
على لسان الصديقة القاصة البتول المحجوب في أبيها
المختطف المجهول المصير
أبي لست أدري هل دُفنتَ بتربة
ببيداء أم مازلت تسعى على رجْل
لئن لم تمت،قل لي بعيشك إنني
أقيم على جمر على أضلعي يغلي
ذكرتك أيام الصبا غير صاغر
تضيء ظلام الليل مكتمل الفعل
ولم يبق منك اليوم لي أبدا خلا
خيالا يوافي في رحيلي وفي نزْلي
أبي وآباه أين شخصك إنني
أكاد أجن اليوم من وحشة تبلي
أبي وآباه هل لوجهك طلعة
تزيل شحوب اليأس من منزل الأهل
جُررْت ولا رجعى كأنك-لهفتي-
دخان فياويلي من الزمن النذلِ
أألقاك يوما أم لنا موعد إذن
هنالك بعد الحشر في جنة الفضلِ
لئن مت أخبرني فأبنيَ تربة
وأسقيَها دمعي وتزهر بالبقلِ
أقيم بها في كل يوم لساعة
أصبّ عليها بعض حزني من الذلّ
سلام عليك اليوم والغد بعده
كما انسكب الشؤبوب يمطر في الحقل
على كل حال لا تزال بجانبي
كأنك لم تُقتدْ إلى الكرب والغُلّ
أقبّل وجه الطيف مشتاقة إذا
حننتُ ويجزيني لعمرك بالمثل
حبيبي أبي ياأحسن الناس كلهمْ
وأشبههم بالزهْر في روضة السهل
لك الدهرَ في الأضلاع ذكرى شديدة
تنبّهني ألا أهشّ إلى حفْلِ
17-5-08