لست ممن يهوون اللعب بالكلمات ولست من -الغاضين الجدد- اللذين يغضبون الناس بتفاهاتهم اللغوية بخرقهم لقواعدها وادبياتها والسطو على طبيعة الاشياء وتحويل النقود المزيفة الى ذهبية براقة... لست كذلك غير ان مايجعلني انجر في سياق ينافي السياق واخرج عن المالوف المعروف في اللغة -واعتذر مسبقا للغويي هذا البلد الذين يتقنون كل شيء الا لغتهم الام -الى هذا الذي تلمسه اخي القارئ في هذا العنوان هو مااصبحت تعيشه صاحبة الجلالة من انتكاسات اخاف ان تصرفها عن مهمتها وحقيقة وجودها وعن مبادئها السامية.. اقلام مسمومة تبث من خلال صفحات الجرائد سمومها المغلفة ببديع الكلام المنمق واخرى مرتزقة تعمد الى صناعة الابطال الورقيين تمجد على طريقة -النكافة- مقابل ماتجود به ايدي الممدوحين الممجدين.. فبدات هذه الصناعة تنتشر وتزدهر واصبحنا نرى فئات من هؤلاء باسم الصحافة يطرقون ابواب الطبقة المتنفذة والتي سطت على اموال البلاد والعباد وعاثت في الارض فسادا كي تصنع منها صورا للبطولة والشجاعة فلا عجب اخي القارئ اختي القارئة اذا رايت من يستخف يعقولنا وعقولكم ويتحدث لنا عن شجاعة فار في عصر توم ودجيري وعن تقوى شيطان وعن اخلاص ثعلب ..لاعجب !..فكم من الاقلام العجوزة التي لاهم لها الا الاسترزاق قبل الاغتناء على حساب الضمير المهني والرسالة الاعلامية لتخلط في النهاية الاوراق وتدلس على هذا الشعب فتجرم البريء وتبرء المجرم ..لاعجب!..
فاما ان تنتصب بقلمك مدافعا عن الحق فتصبح نعمة نشار او تنساق مع جوقة المغنين العازفين وتعزف على ايقاع من يتحكمون في زمام الامور وتترنم بتسبيحهم وحمدهم وتحدث حينها ما شئت عن الامتيازات وعن العلاوات والقهيوات-وتحلية الفم- او فلتكن رجل الكلمة الصادقة التي لاتساوم..ولتكن على خندق المقاومة زادك في ذلك قلمك وسلاحك معارفك حينها ستكون الضحية وستتحول الى الصحفي المدان ولن تثبت براءتك ..لاعجب..!..
لاعجب في زمن الحقائق المقلوبة ان تتغير العلوم والمسلمات العلمية فنقول ان للدائرة اربع زوايا.وان للمتلث اربعة اضلاع لاعجب..!
لاعجب ان تتحول الصحافة الى أفة بدل ان تكون هي التطبيب الذي يبحث في الجسد المريض ويفحص كي يضع الدواء المناسب لاستئصال شافة المرض لاعجب..!
رشيد ايلال
-هينم-
نشر هذا المقال في جريدة الانتفاضة من اجل الحداثة المغربية عدد61
..