مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عناد في منتصف الوجع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد ختّاوي
اديب
أحمد ختّاوي


عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 28/04/2008
العمر : 73

عناد في منتصف الوجع Empty
مُساهمةموضوع: عناد في منتصف الوجع   عناد في منتصف الوجع Empty28/4/2008, 19:27

عناد في منتصف الوجع

أحمد ختاوي



لن أبرح سفح المشنقة حتى أمتص رحيق الفراشة في سجنها ..أو أوارى التراب إلى مثواي ما قبل الأخير ..صفقت للبارحة كما صفقت لبوارج الريح المسعورة ..في وضح الورقة كالشمس والليل كتبت ُ يومياتي ..وانزويت ُ للفوضى .
كم أنا وديع ...ظللت أرسم لوحاتي في يومياتي بالماء الوردي المفعم بالخطايا.
- آه كم كنت ودودا ..أستنشق الفوضى حتى النخاع، أكفر بآلهة الفوضى حتى النخاع .. هي التي أيضا داعبتني في فراشها بكل ما تملك من فوضى .هي التي راودتني عن نفسها ..
- كنا اثنين والشيطان ثالثنا ..لماذا تتهموني بتعاطي الغزل العذري وأنا المجنون بمقت عبلة حتى النخاع؟...صفقتُ للورقة وللفراش الرث، ولسراديب الشوك في عمق الزهرة . في رحيقها المجفف في السهل ..وفي خبايا يومياتي التي هي أيضا ناولتني كوب الحليب ..
- - أصمت أيها الحامل للرمان ، أصمت أيها المحموم بعبق الخطايا والآثام ..كف عن العويل ، أنت المسكون بحمى الكلمات ..
- سمعا وطاعة سيدي ،أجل أنا الموصوف في أخاديد ( الموناليزا) من قبل بقية الجيران ، أجل أنا المروض كأسد السرك في سفوح الجيران .
- - تمرد ، هكذا تثير نزوتي للانتقام ، تطعمني برائحة يومياتك على سطح الليل، تسلبني رائحتي وشغفي إلى الانتقام ..ترزقني حب الآلهة في كل الأزمان .. لن تبرح إبطي النتن حتى تشتم رائحة حبك العفن للأوطان .
- حتى تلتهم كل ما كتب ( جرجي زيدان )..
- - سأفعل ، سأكون ورقة طيعة في مكنونات كرهك لي ،سأكتب اعتبارا من اللحظة ألف خاطرة وخاطرة ، وأسبق شهريار في الآثام وقتل الزوجات ، هكذا تريد ؟ .
- بلى ، أريد الصفح والعفو عن الفراشة التي تمتص رحيقها .. عن السفح المغموس في وحلك.. .
- - لكنك قلت بلى ؟ .
- - بلى للعطش ..
- اهتزت وريقاتي على السفح ،انتشلها فاعل مستتر تقديره أنا ، صفق لها سيبويه ، وأهل الكوفة من النحويين وغيرهم .. امتصتها مياه دجلة ،وامتعض منها ( التتار) .
- كانت الريح همزى ..والطوب يتساقط على الجيران .. ..لفنا الضباب ..
- كنا اثنين والشيطان ثالثنا ..تدحرجت الفراشة إلى قاع السفح ، فُكت قيودي
- ابتلعها الطين في جوفه ..أهداها لشارلومان ساعة وضاءة كأزمنة الغبن والخوف... ضحك (إخوان الصفا) من سخريتي.. وهزئي ..وهزلى ..أعادوني إلى المشنقة التي أليت ألا ابرحها حتى أمتص رحيق الفراشة .. وأنتفض على عبثي . جاءني هاتف من همسي يقول :رأيتك في المنام تكفر بعذريتك وعذرية الآخرين .. سقطت الزهرة من على خدي ،من على وجهي..
- كان إمريء القيس يصهل، فيما ركن فرسه للصعلكة..للكسل .. كنت والوردة تحت اللحفاف... كنا إثنان لا ثالث لنا ..أذنبتُ ..عندما التهمت كتب جرجي زيدان ..لأن ( المماليك ) لم تستشر (شجرة الدر) التي هي أيضا... ...قالت: لن أبرح سفري حتى تسرق لي رحيقا من خمائل إبطك ..حتى تسوق إبلي إلى إبلك ..وأن تصف لي شعرك الذهبي في كأس فنجان ..أو تقرأ طالعي على حبة رمان ..
- أو تخبز دهري على فرن الجيران ..عندها لن أغتال مملكتك ..وأتنصل منك ومن الحيتان .
- ضحكت الزهرة التي في قبضتي .قالت: لن تبرح سفح المشنقة ..لأنك ببساطة مدان .. أحسست وقتها أنني أرمم خواطري وأنني لست أنا وحدي، بل هي أيضا .كنت عنيدا ..كنت أتشبث بالمشنقة .
- وقتها كانت الزهرة تقبلني..وقتها كنت على أرض لم يطأها إنس ولا جان...اهتز سريري.. بريق الزهرة يلفحني كالسعير ..كشمس الهجير ..سقط الطين على وجهي.. انتفضت الزهرة التي كانت تحت اللحفاف ..خرجت من لعنتها ،بل من رحمتها..امتصني السفح .. كبرتُ عنيدا
- ..
* أحمد ختاوي/ الجزائر

إ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عناد في منتصف الوجع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عزف على وتر الوجع
» حقائب الوجع…!
» عن الوجع ... وزينب
» سادن الوجع الجليل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار القصة-
انتقل الى: