تـحت شعار :"لن تنساك الأربعاء يا زفزاف" نظمت جمعية زفزاف للتنمية والثقافة والإبداع حفلها الافتتاحي يومي 18 و 19 أبريل 2008 تضمن المناشط التالية : * عرض شريط مصور يعرف بالأديبالراحل محمد زفزاف
* أمسية شعرية بمشاركة :
_ الشاعر العلمي الدريويش "القنيطرة " _ الشاعر محمد اللغافي "الدار البيضاء "
_ الشاعر الشاب محمد برهون "طنجة"
الشاعر العلمي الدريويش الشاعر عمر بلحسن "الرباط" * ندوة تضمنت شهادات في حق الأديب الراحل قدمها : _ الناقد الدكتور : نجيب العوفي _ الكاتب : أحمد بوزفور _ الأستاذ : عبد السلام الزفزاف كـما توجت هذه الصبحية بـ:
حفل توقيع المجموعة القصصية "موال على البال" ، للكاتب المصطفى الكليتي . اختتم الحفل بأمسية غنائية أحيتها مجموعة بسمة سبو للأغنية التراثية الملتزمة وهي مجموعة غنائية من مدينة (القنيطرة).
وإننا إذ نحيي هذه المبادرة الحميدة والتي من شأنها أن تحرك بعض الفعاليات الثقافية والفنية في مدينة سوق أربعاء الغرب بعد الركود المتطارد الذي عرفته على جميع الأصعدة. نود ألا نمر على هذا الحفل دون أن ندلي بوجهة نظرناحوله.
وجبت الإشارة بداية ، إلى أن الجمعية تتكون في أغلبها من مجموعة من الشباب الجامعي الذي يسعى إلى ترسيخ فعل ثقافي وفني جاد بهذه المدينة المهمشة . ورغم قلة الإمكانيات وغياب الدعم الرسمي ، فإن هذه الجمعية استطاعت أن تخرق حجب المستحيل وتتحدى كل المعيقات والمثبطات التي تحيط بأي فعل ثقافي جاد . واستطاعت بالتالي النجاح في إخراج مجموعة من المتلقين من بيوتهم - رغم قلتهم - بعدما ألفوا الانطواء على الذات لمدة من الزمن . كما يمكن أن نسجل و باعتزاز وفخر ، مجهود الجمعية الفتية المتمثلة في دعوة أسماء أدبية وازنة لتأطير مناشط هذا الحفل . غير أننا ،نؤاخذهم في الوقت ذاته على تهميشهم للطاقات المحلية التي لا يمكن أن تخلو منها هذه المدينة المعطاء . وقد كان من الأحسن إشراكها ضمن هذه الأسماء الوازنة لعدة اعتبارات أهمها نفض الغبار على الطاقات المحلية وتشجيعها على الاستمرار في العطاء . خاصة أن شعار الحفل كان هو : "لن تنساك الأربعاء يا زفزاف" والأربعاء فعلا لن تنساه ليس لأنه قضى بعض الوقت حيث شب وترعرع وتشرب كل مواهبه الأدبية ، لكنها لن تنساه كما لن ينساه كل الذين تصفحوا كتاباته الرائدة في مجال القصة القصيرة والرواية أينما كانوا، داخل المغرب أو خارجه، عرب أو أجانب باعتبار مؤلفات زفزاف ترجمت لأكثر من لغة. ولسنا إطلاقا ضد تذكر زفزاف ،فهذا واجب علينا جميعا، غير أننا ضد ممارسة النسيان في حق الطاقات المحلية مستندين إلى شعار مطربة الحي لا تطرب . شـخصيا كنت أتمنى أن أسمع بعض الأصوات الشعرية المحلية التي لا زالت تعاني التهميش في واقعها البئيس ،إلى جانب الشعراء الكبار الذين قدموا من كل حدب وصوب ملبين نداء مدينة سوق أربعاء الغرب البئيسة، وكم تمنيت أن أرى طاقات المدينة الغنائية إلى جانب المجموعة القنيطرية الملتزمة التي أتحفت الجمهور القليل . أعرف أن هذه المؤاخذة الصغيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنقص من قيمة هذا الحفل الثقافي الفني ولا من قيمة الشعار : لن تنساك الأربعاء يا زفزاف . لذلك أشد بحرارة على أيدي هؤلاء الشباب المثقف و الذي رغم التزاماتهم الدراسية وانشغالاتهم الحياتية ، أبوا إلا أن يشعلوا شمعة ولو صغيرة تضيئ ولو مساحة ضيقة في جغرافية هذه المدينة المهملة . فشكرا لهم جميعا ، ولي اليقين أنهم لن يخذلونا في الحفلات المقبلة ، وسيكون الشعار القادم ولا شك : لن تنساك الأربعاء أيها الفاعل الثقافي والفني المنغمس حتى الثمالة في هذا الفضاء البئيس المسمى : سوق أربعاء الغرب.