إنما الروح جروح
أغرد بلسان مجروح وحدي
أسمع همس قلبي
أتلو أسفار عذاباتي
ما لنحلي بدل أن يصب في فمي شهدا
يغرقني باللسعات؟
ما لفراشي بدل أن يدثرني بالحرير
يلفني في أكفاني ؟
ما لزمني يفجر من الحجر حر دمعاتي ؟
بالأمس يغرقني فقري
وها أنا ذا اليوم تذبحني مرآتي
ما بال قلبي ؟
أوجعا قضى في نبضي؟
أم وترا بوشله سرى في قيثاري؟
أكح – وا حر صدري-
أنثر على أوراقي حمم لوعاتي
فما أبردها لغاتي
حروفي مرتعشة تشكو علاتي
وزمهرير الفؤاد يؤز بالأنات
سماي شردت شمسي
وأقماري فحمت ورداتي
وها شعري يغرق في الظلام
فكم علي أفت من صخر بحري؟
كم علي أرمي لليم من موج آهاتي؟
فيا غريق مد يديك كي تعانق من الهوى الردى
فيا غريق مد يديك تقطعهما خناجر الهجران
مد يديك فما يفيدك مهما أطلقت النساء من ويلات
مد يديك كي تبني قصور رمل
تفتتهما أكدار موجاتي
طوفان هو فأين تحط سفينتك يا نوح ؟
وما استوت على الجودي أنفاسي؟
لهاث وراءه لهاثي
فما أمرها –رويدك- يا خفقاتي
طير مشرعة أبواب قفصه
فما ارتضى طيرانا إلا ترنحا بين الأسلاك
ذا يلطمه
ذا يصده
فما نفع الجناح إن رفرف بين القضبان؟
وا لهفي
أبواب قفصي مشرعة
فما وجدت في غير سجني لذاتي
إلى نحلة حطت على باب قلب لسعتها وانصرفت