الشاعر المغربي أيوب مليجي… في ضيافة دروب؟؟! دروب 11 أبريل 2008
من البيضاء هذه المرة، قلم دافئ، يتغلغل بهدوء في الساحة الإبداعية، ليتخذ له مكانا في عالم الأدب، صاحب كلمة جميلة و جادة، ينهل من بحر الحياة كلمات و معاني لتأثيث قصائده الشعرية، يتنقل بين الجرائد الورقية و المواقع الالكترونية و المنتديات الأدبية بخطى واثقة، ليترك لنا بصمات جميلة بمداد الحب و الشعر…
من أجل التعرف أكثر على الشاعر/ الشاب أيوب مليحي كانت لنا هذه الدردشة القصيرة…
من هو الشاعر… أيوب مليجي ؟
أيوب مليجي: شاب في مقتبل العمر (21 سنة). مزداد بالدار البيضاء، مارس عدة هوايات كالرسم و لعبة الكاراطي، بهوى العمل الجمعوي، فقد كان منظما لعدة جمعيات منها الكشفية الحسنية المغربية، و متعدد الاهتمامات. طالب بشعبة التاريخ والحضارة، طالب تقني متخصص سنة أولى في التجارة.
بدأ الكتابة منذ دراسته بالمرحلة الثانوية، وهو حاليا ينشر بعدة منابر ورقية و الكترونية: فوانيس، دروب، مجلة العرب، دنيا الوطن، بوابة العرب، أوراق، إنانا، واتا…. ساهم بنص شعري في انطولوجيا الشعر العربي المعاصر التي أصدرها منتدى من المحيط للخليج، كما ساهم بنص شعري في كتاب إنفلاتات وهو إصدار مشترك لمنتدى إنانا الأدبي، له ديوان شعري مخطوط.
قرأت لك الكثير من النصوص الشعرية ببعض المواقع الالكترونية، لكن ماذا عن البداية في مجال الإبداع؟
كنت في البداية متتبعا للساحة الأدبية ببرامجها و إصداراتها، لقد جعلتني أتذكر بدايتي،لا أخفيك فقد كانت لحرقة الحب الأول صدى على مخيلتي، الشيء الذي تفاجأت به أنني أصبت بعدها بعدوى الكتابة و خاصة الشعر، و الشيء الجميل أنني أقطن بسيدي مومن هذه المنطقة التي تضم عدة مبدعين، فقد كنت أدرس بثانوية خديجة أم المؤمنين التي لازال يشتغل فيها الدكتور محمد عرش كحارس عام، فقد كان دائما يوجهنني في الكتابة، وينصحني بالانتباه لبعض الأخطاء، وقد تعرفت لاحقا على أصدقاء مبدعين منهم الشاعر رشيد الخديري و آخرين…
يعتبر المقهى أكثر الفضاءات استقطابا للزوار بشكل متواصل، فما موقع المقهى في حياتك اليومية؟
المقهى ذلك المكان الذي يحتضن عامة الناس على اختلاف أشكالهم و انتماءاتهم، ذلك الفضاء الرحب، الذي يحتضن أفراحنا و أحزاننا، فبالنسبة لي المقهى يُعتبر ملاذا للرجوع إلى الذات والتأمل، وهو أيضا ذلك الفضاء الجميل للالتقاء بالأصدقاء.
هل تشاطر مجموعة من الأقلام المغربية الرأي الذي ينصعلى: ” أن هناك علاقة وطيدة بين المبدع و المقهى “؟
للناس فيما يعشقون مذاهب، فطبعا لا يمكن أن نحدد نوع العلاقة إلا انطلاقا من شخصية المبدع وطقوسه الخاصة، أعتبر أن المبدعين المشارقة لهم علاقة حميمية بالمقهى أكثر من المغاربة، السر ربما يكمن في النظرة الاجتماعية للمقهى وهنا النظرة تختلف، بالنسبة لي علاقة المبدع بالمقهى كالمد والجزر، لا يمكن أن أعتبر العلاقة وطيدة، بقدر ما يمكن أن أعتبرها عادية، تحتكم لمنطق الحاجة والرغبة والمزاج الشخصي.
هل ترى بأن فضاء المقهى صالح للتأمل و الإبداع؟
أولا لكل طقوسه الخاصة في الكتابة يمكن اعتبار المقهى فضاء صالحا للتأمل والإبداع، لكن ذلك يخضع لعدة اعتبارات منها، نوعية المقهى فليس أي مقهى يمكن اعتباره مكانا صاحا للإبداع، الجميل في الأمر أن هناك مقاهي مميزة تفتح لك شهية الكتابة، على عكس بعض المقاهي التي لا تبوح لك بشيء، وذلك يرجع للبيئة المحيطة بالمقهى.
بالنسبة لي، هناك بعض المقاهي التي شهدت مولد بعض النصوص، على أن لا ننسى أن هناك فئة لا تعتبر المقهى مكانا صالحا للإبداع الذي هو أولا رهين اللحظة لا المكان.
ماهي طبيعة المقاهي في الدار البيضاء و هل هناك مقاهي ثقافية؟
حقيقة، الدار البيضاء(المدينة الغول)، أصبحت تتوفر على العديد من المقاهي، باختلاف أنواعها، خاصة مقاهي “الشيشة”. لكن بخصوص المقاهي الثقافية، فهناك إشكالية تتجلى في أن المدينة لا تتوفر على مقاهي ثقافية قارة، اللهم بعض المبادرات التي تقوم بها بعض الجمعيات، بتنسيق مع أرباب المقاهي لتنظيم لقاءات وصالونات أدبية، فالمقاهي تراهن بالأساس على الربح المادي السريع، ولا ننسى أيضا أن المشهد الثقافي قد فقد جمهوره المتتبع. واللافت للانتباه، ظهور بعض الأندية القطاعية، كنوادي رجال التعليم التي أصبحت تعوض المقاهي في استضافة الأنشطة الأدبية.
ماذا تمثل لك: الطفولة، الكتابة، الصداقة؟
الطفولة: مسلسل مثلته، وأسعى لاستعادة حلقاته.
الكتابة: صديق طالما استمع إلى بوحي..و كثيرا ما تسكع معي .
الصداقة : جوهرة جميلة أحاول الحفاظ على بريقها .
كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟
أولا..أنا معجب بالمقاهي الدمشقية، ولقد فرحت كثيرا عندما علمت بأمر بعض المقاهي الثقافية المتواجدة بشمال المغرب كالمطعم الثقافي الأندلسي بأصيلا الذي أتمنى زيارته، وأتمنى أن تعمم هاته المبادرة على سائر المدن المغربية.فيما يخص تصوري للمقهى الثقافي النموذجي، أتمنى أن يكون فضاء ثقافيا قارا خاصا باللقاءات و الأمسيات الأدبية، أن يكون مزينا بلوحات تشكيلية للفنانين الأصدقاء، أن تذاع موسيقى جميلة لتهذيب الذوق الجمالي، أن يضم كل الأطياف و التجمعات الأدبية، وأكثر من هذا أن يكون المقهى تابعا لجمعية ثقافية تسهر على تسييره، وأن تنبثق عنها لجنة خاصة بالإعلام حتى نستطيع التصالح مع الجمهور الذي لم يعد يعر الأنشطة الأدبية أدنى اهتمام و السبب يرجع للإعلام.
**************
ختاما، أتوجه بالشكر الجزيل للأخت الصحفية الصديقة فاطمة الزهراء المرابط لاستضافتها الجميلة آملا أن أكون قد ساهمت في إغناء الحوار. وما استضافتها هاته إلا دليل على الاهتمام الذي أصبح يولى للأدباء الشباب، و أتمنى لها مسارا مميزا حافلا بالأفراح والمسرات.
.... عن دروب