قَبَسٌ لحروف العَتَمَة

موضوع: قَبَسٌ لحروف العَتَمَة 6/4/2014, 12:44

أهَارِبٌ من شُبْهَةِ النار
تَبْغِي قبسًا لحروف العَتَمَة
في دمك رائحة المَعْنَى
وفي معانيكِ دم الفطرة
خيولكِ صَافِنَاتٌ و مُسَوّمَةَ الرِّفْعَة
يَمِينُكَ بهاءُ عطرِ
تُقْسِمُ به إن أزهر،
بالإخْتِلاَجِ مَخَاضُ العشق يَزْهُو
يَكْلَىءُ من خلف الضّباب هُيَامُهُم
و في شموسهم تَتَلَعْلَعُ البدايات
تُبْسَطُ سِمَاطَاتُ الدّعَاوِي
على طَاوُلاُتٍ مَآذُبٍ لِلْحُجَجْ
عليها أنْخَابُ إرْتِسَامَاتٍ
معصورة المِزَاجْ
ومناديلٌ تُضَمِّخُهَا رائحة الحِوَارَات
ليتلاشى بعد الهَزِيعِ سَمَرُ المَرَاتِع
فتلبسُ المُتْعَةُ أجواء النهار،
والضّيْفُ الطّيْفُ المَخْلُوعُ من عَرْشِهِ
هَلّ قَافِلاً من المَاوَرَاء
مُنْتَحِلاً أوصاف "العَنْقَاءْ"
هذا الرمز المُشَتّتُ بِدُنَا الغيب
والمُدْرَجُ عشقهُ بين خَمَائِلِ أساطير
أوْتَادُ صِوَانَاتِهَا
تَدْرُوهَا رِيحُ الحضارات،
فلا عليكَ !؟
يا مَنْ في صمتِ المَلَكُوتِ
أعزلٌ من أي شيء
إلا من نَدَاكِ المُصَقّعِ
على غَفْوَةِ الروح
تَبْغِي عِرْقَكَ المذفون
بأسرار الكتابة
أو شَمْعَدَانًا لِنِحَلِ المواسم.
نعرفُ أنكَ نَفْحَةٌ أضْمِرَ هواها
عَلّتْهَا أسْقَاُم بَخُورٍ
لمَجَامِرٍ"بَرْغْمَاتِيَة"
حَفّتْهَا طَلاَسِمٌ أحْجِيَةٌٌ لِلْعَلاَقَاتْ
ولَسَبَتْهَا شوكة برقٍ خاطف
مُوغِلٍ في أحلام الهباء،
فما بكَ شَارِدَ القَصْدِ
تعترشُ من وَجَلِكَ عَصْفَ المعاني!!؟
أترى !
غِيضَ غَوْرُكَ من دفق
ماتجيش به مكنونات عوالمك
و تريد الإبحار ببحر
بلا رياح بلا أشرعة
فما دهاك !؟
وأنت غض العبارات
تكتب الرسم لاترسمه
وترسم الحس لاتكتبه
ومع هذا هارب أنت
من شبهة النار
تبغي قبسا لحروف العتمة.

18-29/12/2002