[size=18]يقول المثل :أه يا وابرا: الجرح يبرا و كلمة العار ما تبرى
تفسير كلمة يبرى تعني : يشفى
أما حكاية وابرا و الاسد
فتقول رواية الاجداد : أنه في القديم الزمان عندما كان الانسان يتحدث مع الحيوان
كانت فيه بنت صغيرة وجدها أسد في وسط الغابة مرمية . أثارت شفقته ، حن عليها و اواها في بيته و عرفت الطفلة بوسط الغابة بإسم "وابرا" و صارت الطفلة تكبر و تشب . و صار الاسد يحن اليها يوما بعد يوم ، و كان يتلطف عليها و يكرمها بعطائه و قوته أمنا فلا يقربها أحد بأذى . و صارت "وابرا " تنزل الى ينبوع الماء تسقي قربتها و تلهو مع النساء اللائي يعرفن بقصة حياتها مع الاسد .
و في ذات يوم: نزلت "وابرا" الى منبع الماء قصد ملأ قربتها مثل العادة ، إلتقت هناك بالنساء اللاتي إعتادت ملاقاتهم ، و اللائي كان الفضول يسكن سريرتهم في معرفة طبيعة عيشها مع الاسد . فسالنها : كيف هي الحياة مع الاسد يا "وابرا "؟
في ذلك الحين كان الاسد ماشيا قرب منبع الماء و سمع سؤال النسوة ، إستأنس ليسمع جواب "وابرا " عن حياتها معه التي كنفها الحنان و الاهتمام و الحماية و الرعاية .
أجابت " وابرا " عن تساؤل النسوة على مسمع الاسد الذي لم ينتبه لوجوده أحد : فقالت : أه ، ماذا اخبركم عن الاسد : هو الاسد ، يوفر لي من الحنان و الرعاية و الحماية ما يوفر ، و لكن لو ما كان فاهه "بخر " أي نتن .
سمع الاسد قول " وابرا " و حمل نفسه في سكوت غير ملفت الانتباه .
و إنتظر "وابرا" حتى أن عادت الى البيت ، ثم دخل عليها مثل العادة في هدوء . و سألها : كيف كان يومك يا : "وابرا " ؟
قالت "وابرا" : كان يوما عاديا ملأت الماء من الينبوع و رجعت .
زئر الاسد و قال : يا "وابرا " آتي بذاك الفأس من هناك .
قالت وابرا : لماذا ؟
قال الاسد : قلت لك أتي بذاك الفأس من هناك .
خافت وابرا من لهجة الاسد ، و سارعت بالفأس .
قال الاسد لوابرا : أضربيني بالفأس على رأسي يا وابرا ؟
قألت وابرا : لماذا ؟
قال الاسد : قلت لك أضربيني يا وابرا على رأسي بالفأس ، ولا تخافي ؟
ضربت وابرا الاسد على رأسه بالفأس و هي لا تفهم من الامر شيئا .
سال الدم من رأس الاسد ، و قد تقدم الى وابرا قائلا : أنظري يا وابرا ، ماهذا ؟
قالت وابرا : جرح .
على هذه الكلمة رحل الاسد عن وابرا لمدة سنة كاملة لم تسمع فيها وابرا خبراو لا نبأ عن الاسد الذي إختفى أثره من الغابة .
و بعد مرور السنة عاد الاسد الى بيته اين ترك "وابرا"
سالته عن غيابه : قال : حال الدنيا.
تقدم اليها و سألها : أنظري جرحي يا وابرا ؟
قالت وابرا : الجرح برى .
إنقض عليها ذاك الحين الاسد و قال :فمي بخر .
أه يا وابرا الجرح يبرى و كلمة العار ما تبرى .
و الى حكاية عن مثل من مورثنا الشعبي .