مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د. تيسير الناشف




عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 01/02/2008

أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty
مُساهمةموضوع: أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري   أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty1/3/2008, 22:04

مع سلامي وتحياتي.


أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري

د. تيسير الناشف

ثمَّةَ قدر من الانغلاق العقلي والفكري في كل المجتمعات البشرية. وتختلف هذه المجتمعات بعضُها عن بعض في نواحٍ أو مجالات منها مدى شيوع هذا الانغلاق. ويختلف هذا الانغلاق ضعفاً أو قوةً تبعا لعوامل كثيرة منها مدى قوة أو ضعف عوامل الضغط والإملاء والقسْر والتحكُّم العاملة في مختلف المجالات على عقل الفرد وفكره (وذلك ينطبق ضمنا على المؤنّث) وموقفه (ويُعرَّف "الموقف" بكيفية تحديد المرء للحالة) وسلوكه. وتشمل هذه المجالاتُ النفْسَ والاجتماعَ والاقتصاد والسياسة (التي تُعرَّف هنا بطريقة استعمال مختلف الوسائل لاكتساب القدرة على ممارسة التأثير ابتغاء تحقيق هدف معين أو أكثر من هدف) في البيئات المحلية والإقليمية والعالمية أو في البيئتين الداخلية والخارجية.
ويعني الانغلاقُ الفكريُّ انعدامَ الانفتاح الفكري على البيئة الخارجية بمختلف مجالاتها. ويتضمن انعدامُ الانفتاحِ الفكري انعدامَ التفاعل الفكري لأنه لا يتحقق الانفتاحُ الفكري بدون التفاعل الفكري. ويتضمن انعدامُ الانفتاحِ الفكري أيضا حِسَّ المرءِ بالاستغناء عن التفاعل والانفتاح الفكريين.
وللانغلاق الفكري تجلياتٌ منها اعتقادُ المرء باكتسابه كلَّ الحقيقة الذي يتفرع عنه عدمُ ترك المرء لهامشٍ لاحتمال خطأ تفكيره، ونهجُ المرء عن وعي أو بدون وعي للثُّنائيةِ الفكرية التي تنحو إلى النظر إلى الأشياء باعتبارها منتميةً إلى فئة واحدة من فئتين متناقضتين، من قبيل اعتبار عمل المرأة خارجَ المنزل إمّا طيبا أو سيئا بدون رؤية درجات من تقييم هذا العمل واقعةً بين النظر بالسلب والنظر بالإيجاب إلى هذا العمل، أو اعتبارِ الحضارة الغربية إما ظاهرةً سيئة أو ظاهرة إيجابية بدون رؤية درجات من تقييم هذه الحضارة واقعةً بين الطرفين المتناقضين من الطيبة والسوء. ومن تجليات هذا الانغلاق عزوُ الأولوية إلى المسنين على الشباب وعزوُ الأفضلية إلى السلف على الخلف أو بالعكس.
والاستبدادُ بالسلطة أحد عناصر الإملاء والإكراه البالغة التأثير في البيئة الاجتماعية. وفي تناولنا لمصطلح "الاستبداد" في هذا السياق تندرج مصطلحاتٌ مماثلة من قبيل الطُّغيان والحكم المُطْلَق والحكم الشمولي والحكم الإملائي (الذي يحب بعضٌ منا أن يستعملوا عبارة الحكم الديكتاتوري للدلالة عليه) والحكم القمعي. ولممارسة الاستبداد بالسلطة أثرٌ بالغ في ترسيخ الأنماط العقلية والفكرية المنغلقة. وقد يكون من الغني عن البيان أن ذلك الأثرَ يختلف قوةً أو ضعفاً تَبَعا لعوامل منها قوة الاستبداد ومدى شموله ومدى شدة الفقر المادي والمعنوي.
ويُفضي ترسيخُ الانغلاق العقلي والفكري نتيجة عن الاستبداد بالسلطة إلى أن يتعزَّز لدى المواطنين أو الرعايا في المجتمع الميلُ إلى تطويعِ فكرهم وميولهم النفسية لإرضاء ميول وأهواء أصحاب السلطة وإلى أن يتعزَّز لدى هؤلاء الرعايا التكيُّفُ مع إملاءات أصحاب السلطة والخضوع والإذعان لهم.

وللفكرِ المنعتقِ التنويري التحريري أثرٌ قوي في تحرير العقل والفكر من الانغلاق والنتائج المقيتة المترتبة على ذلك الانغلاق. ومن الطبيعي أنْ يحدث هذا الأثرُ لأن الفكرَ المنعتقَ، الذي لولا انفتاحُه لما أمكن أن يكون منعتقا، له اتجاهٌ مضادّ لانغلاق العقل والفكر.
وأحيانا لا يستطيع الفكرُ المنعتق التنويري التحريري أن يُعتِق العقلَ والفكر من الإنغلاق ومن الخضوع لآثار السُّلطة الاستبدادية. وعجزُ الفكر المنعتق التحريري عن إزالة الانغلاق العقلي والفكري يكون نابعا من أسباب منها قوةُ فتك أصحابِ السلطة المستبدة وبطشهم وتعصبهم وتخويفهم للرعايا، وقوةُ خوفِ الرعايا وبؤسُهم وفقرهم وحاجتهم في مختلِف المجالات. ويبدو أن ذلك هو الحاصل في قسم من المجتمعات العربية وغيرها من المجتمعات. وأحياناً يكون أثرُ الفكرِ التنويري التحريري أقلَّ وانتشارُ ذلك الأثرِ أبطأَ بالنظر إلى قوةِ أثرِ ممارساتِ أصحابِ السلطةِ المستبدين. وأحيانا يبلغ أثرُ تلك الممارسات مبلغا يُبْطِل أو يُلغِي أثرَ الفكر التحريري في أنماط الفكر المقموع.
وأحيانا أخرى، بسبب غَلَبَة الظروف الاستبدادية القمعية، لا يستطيع الفكرُ التنويري التحريري منعَ تراكُم الآثارِ المترتبة على الممارسات الاسنبدادية القمعية. لهذا التراكمِ تكون آثارٌ يصعُب على الفكر التحريري أن يزيلها أو يقيِّدها. حدوثُ تراكُمِ آثارِ الممارسات الاستبدادية يكون أسرعَ من أثرِ الفكر التحريري قي هدم ذلك الكم المتزايد القوةِ والانتشار. يبلغ أثرُ الممارسات الاستبدادية ومضاعقاتِها مبلغا لا يكون الفكرُ التحريري التنويري عندَه قادرا على أداء وظيفة تحرير العقل والفكر. سيوفُ الاستبداد والإكراه والقمع التي تفتك بالفكر والعقل وبالنزعة إلى الحرية والانفتاح والانعتاق أقوى من دِرْعِ الفكر التنويري التحريري الذي لا تكون له طاقةٌ على ردّ تلك السيوف أو ثلمِها أو كسرِها. فتخُرُّ النَّفْسُ صريعةَ السيفِ والخوف والبطش والفتك والضَّلالة.
وكلّما ازدادتِ الممارساتُ الاستبدادية القمعية قوةً وغلبةً على الفكر التنويري والتحريري ازداد بطشُ الممارسين لتلك الممارساتِ قوةً وتعسُّفا وشَطَطا، فتُصبح عند نقطةٍ أو مرحلة من المراحل كالمخلوق الذي لا يقدَر عليه وعلى ردعه أحد ولا يرتدع بقيم أو مبادىء احترام حُرمة البشر والإنصاف وإقامة العدالة في صفوفهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جبران الشداني

جبران الشداني


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري   أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty5/3/2008, 23:27

تحليل راشد لاواليات الفكر الاستبدادي

كم تعجبني كتاباتك اخي تيسير الناشف حين تفضح اوهام الظلام

بكلمات من نور

دمت كاتبا متميزا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزيز العرباوي

عزيز العرباوي


عدد المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 04/02/2008
الموقع : http://arbawi.maktoobblog.com

أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري   أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري Empty9/3/2008, 10:39

كلام منطقي وطرح هادف أخي تيسير الناشف ....

كلام منه نستشف الكثير من الأمور التي تدين الاستبداد الفكري والسياسي ....

شكرا لك

//
//
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://arbawi.maktoobblog.com + http://elarbaouiaziz01.jeeran.co
 
أصحاب السلطة المستبِدّة حِيال الفكر التحريري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: