مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مدارات
المدير العام
مدارات


عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 18/01/2008

محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر Empty
مُساهمةموضوع: محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر   محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر Empty1/4/2011, 23:04



محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر


محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر 05510




بقلم عبدالله المتقي


لكأن محمد منير عاش أكثر من حياة، هذا الذي أطل على الحياة أواخر يناير 1964 بكازا بلانكا، وبدرب بوشنتوف درب السلطان تماما .. درب شعبي متعدد الاختصاصات ، هنا المعطي بوعبيد المحامي وزعيم الدستوريين ، والوزير الأول في إحدى حكومات مغرب القرطاس وتزمامارت ، هنا محمد الحياني الصموت والصوت المائز، الذي انسحب من الحياة اثر خطأ طبي، هنا فريق الرجاء ، وجمهورها الأخضر، وهنا مسقط قنة رأس محمد منير الغابر الظاهر.
بعد سبع سنوات من الانطواء في قوقعته كما حلزون صغير ، يتأبط منير الطفل محفظة جلدية برحمها لوح ، كناش ، تلاوة إقرأ ، ومقلمة عامرة بالأقلام الملونة ومسطرة ، ويجلس على طاولة مأكولة بمدرسة " سعد بن أبي وقاص " ، وأمام سبورة تكاد تكون حافية من اللون الحالك.
في هذه السن ورطه المرحوم حسين حوري في مسرح المرحلة ، صعد الركح ، تمسرح في " أين الرؤوس "، وظل الولد شغوفا بابي الفنون، ومازال عالقا بذهنه الكثير من العناوين المسرحية لهذا الحوري الذي انتحر لأسباب مازالت في صندوق أسود ، أخذه معه إلى لحده ، من قبيل :
-الأشجار واغتيال مرزوق التي تم تهريبها من الرواية الى المسرح.
- صعود وانهيار مراكش .
-نزهة الدم.
بمدرسة " سعد " ، يفرح لنشيد " قطتي صغيرة ، واسمها نميرة " ، ومازال اسم معلمه المسرحي " عبد العظيم الشناوي " وصوته الساحر وشماً في الذاكرة ، وكما ذهب عبد العظيم بمحمد منير بالقسم الرابع ، ذهب به الخطاط والمبدع محمد اللواتي بالقسمين الخامس والسادس ، معلمان يستحقان القيام لهما ، فهما يكادان يكونان رسولين ، منهما تعلم منير "البرهوش" لذة الإبداع الذي مازال يتلمظه وهو على مشارف الخمسين ، ولأن قلبه موغل في إنسانيته وبسعة الحلم ، مازالت علاقته حميمة بالرجلين .
يقرأ الوالد " سي هدي الدغوغي " رقم واسم محمد منير على سبورة المدرسة حاصلاً على الشهادة الابتدائية ، ويكاد يطير فرحا ، وتكاد " مي عيشة الدغوغية" بدورها تجنح، وتطير في فضاء لا يسع جنون فرحتها ، فتصنع ما تيسر من الحلويات لجاراتها " أراك يا حلوى الكاميلة ، يا غريبة " ، والكثير من برار يد الشاي ، الرقص على إيقاع الطعريجات ، وشغب الأطفال ، يحدث هذا مساء وفي الغد يكاد يزندها فقهاء بوشنتوف مرقاً ثم كسكساً، ويقرؤون سورا من القرآن، وفي أحضان هذا الاحتفال يتبختر الطفل منير كما أمير صغير.

في الصيف لا شيء غير البحر، هذا الأزرق الذي يعشقه كما جميل بثيناه ، يتأمل أمواجه ، زبده ، مده وزجره ، يجلس قريباً من سلل الصيادين المولعين بالقصبة. أحيانا يراقب رقصات الأسماك التي ألقي عليها القبض ، وأحيانا أخرى يشم رائحتها ، وقد يستحم خائفا ، وقريبا من المساء ، وحين تحزم الشمس أشعتها يعود متعبا إلى بوشنتوف.
وقد يقتل وقته الثالث بساحة البلدية ، متابعا فرجة " البهجة " الساحر والكوميدي، و " با بوشعيب" الحكواتي الذي كان يتحف رواد حلقته بالأزلية : حمزة البهلوان ، ذات الهمة ، وعنترة بن شداد وأخيه شيبوب .
في أكتوبر يؤدي " با هدي " رسوم الدخول بإعدادية "التحدي " و"الفداء سابقا " ، ويستأنف منير المراهق دروسه الإعدادية بجد ونشاط ، وبدل الشخصية الانطوائية تنفتح مسامه على مصراعيها لتأثيرات المد اليساري ، ويقتنع منير ببيان لينين وماركس ، وينخرط في الإضرابات التلاميذية ، ليلقى عليه بتهمة الشغب وقلب النظام هو الذي لا يقوى حتى على قلب صينية وبراد.
منير المراهق قابع الآن في " البنيقة " ، وبالدار الحمراء بالضبط ، بعدما شبع ركلاً ورفساً ، والكثير من الصفعات إلى درجة أنه رأى نجوم الليل في الصباح .
يخرج من المعتقل مرعوباً ومأخوذاً ، يتم فصله من الدراسة هو وجماعته من الرفاق، بتهمة الحلم بمغرب ديمقراطي وضدا على المغرب الديمحرامي .
ينعزل منير عن العالم بإرشادات مسرحية من الأب الأسفوي " خالي هدي " ، ولا صديق غير أعداد قديمة من مجلتي " المزمار " و" مجلتي " التي كان يأتي بها إليه ذاك الأب البدوي والوطني .
ويعود منير للحياة ، إلى دار الشباب بوشنتوف ، لينضم إلى تلك الجماعة المولعة بالإبداع وبخشبة المسرح : محمد التسولي ، محمد فرح ، وهدي الحسين ، وبعدها ينضم إلى نادي الوفاق ، ثم ريثما يؤسس لنفسه نادي الرماح الذهبية، الذي مازال على قيد الحياة بعد تحوله إلى جمعية مسرحية.
مازال منير يذكر نصه المسرحي " الأرض العشق والانتحار" الذي شارك به ضمن إقصائيات المسرح الهاوي ، ثم مسرحية " حمان في مزبلة الأيام " تأليف وإخراج جماعي، ومشاركة في الملتقى الوطني لمسرح الهواة. هي أيام جميلة ، ما يلبث هذا الرجل الغابر الظاهر يستدعيها ، ويرسل تنهيدة طويلة وعميقة من أغواره.
عشق المسرح تساوق والعطالة ، واحتساء كتب مهدي عامل والطيب التزيني ، والاستماع لأشرطة الشيخ نجم ، ومارسيل خليفة ، ومتابعة القراءات الشعرية لعبد الله زريقة وعبد اللطيف اللعبي في الدار نفسها ، وأحيانا يمشي على قدميه حتى دار الشباب ابن مسيك أوقرية الجماعة .
ساحة البلدية امحت من ذاكرة درب البلدية ، وبدل رائحة الحكي والسحر ، هناك رائحة الشواء واللحم ، والأثواب ، وبدل العطالة والركح المسرحي يجتاز الشاب منير مباراة من تنظيم التعاون الوطني عام 1992 ، ويلتحق حينها بمدرسة للأطفال المشلولين ودائما بكازا بلانكا . هذا التعيين سيكون بمثابة انقلاب في حياة السيد منير ، حيث القطيعة مع تسييس الإبداع إلى أنسنته ، بل وسيخرج من معطفه ذاك التشكيلي لينظم معرضا للوحات التشكيلية والتجريدية بالمركب الثقافي المعاريف ، وفي سنة 1999، سينتقل الى الحوز /تحناوت بجهة مراكش الحمراء موظفا بدار الطالب ،إلى غاية 2005 ، لينتقل بدعوى التأديب المخدوم والمغشوش إلى دار الطالب والطالبة بالفقيه بن صالح .

قبل هذا الانتقال التعسفي تحول رجل المتاهات إلى الكتروني بامتياز ، وسيغادر الواقع إلى العالم الافتراضي ، وأحيانا يبتلعه هذا العالم وينسيه مواعيده ، ويصبح القبض عليه أشبه بالقبض على سعيد مهران بطل رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ .
في العالم الافتراضي له ألف علاقة بالفايس بوك ، وهناك أنشأ موقع " مدارات " ، وفي العالم الافتراضي انضم لعضوية بالفوانيس القصصية .
منير حين يعود للعالم الواقعي يتأبط العديد من المشاريع، يعود ليكون نحلة معسولة ، ويفتح شهيتك لتقشيره كما الليمون.
هو رئيس الرابطة العربية للإبداع ، عضو بجمعية التواصل الثقافي ، وهو شاعر صدر له في تونس بدعم من الشاعرة والروائية فتحية الهاشمي ديوانه الأول " نبض الكلام" ، وله مخطوطان شعريان ينتظران الخروج لسوق القراءة " تراتيل البحر " و" أحلام تقتات من الفراشات " ، وهو حفيد للسندباد البري وصديق للسفريات.
هو ذا محمد منير، الكائن الإلكتروني ، الرحالة ، الشاعر المغمور، الفراشة ، النحلة المعسولة ، الكائن الليلي ، الغابر الظاهر الذي يخفي في جبته الكثير من المغامرات والأسرار الغرامية التي لايعلمها سواه هو والله تعالى .



* قاص وكاتب من المغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madarate.keuf.net
 
محمد منير:مسرحي شاعر ،ليليٌ الكتروني وغابر ظاهر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار البورتريهات الأدبية-
انتقل الى: