الكتابة بصيغة المؤنث بعيون مؤنثة
اعداد محمد منير
محاولة من الاقتراب من بعض الأسماء الابداعية بالمشهد الثقافي المغربي ومعرفة وجهة نظرهن من الكتابة والطبيعة الابداعية لديهن من خلال طرح هذا التساؤل المتعدد :
" ألا يمكننا القول أن مسألة الكتابة النسائية كمصطلح قد ثم تجاوزها وأن تقسيم الابداع إلى ( ذكوري و أنثوي ) لم يعد قائما الآن ، أم أن هناك اختلاف ما بين الكتابة بمفهومها البيولوجي ؟.
هل مازال الاهتمام حاضرا بالكتابة النسائية والذي يمكن حصره في الاهتمام بالمرأة كجسد مبدع لا ابداع انساني ، فكيف ترى المبدعة هذا الاهتمام ؟ .
إلى أي حد يمكننا اعتبار ما راكمته المبدعات المغربيات مساهما في خلق تنوع ابداعي نقدر أن نسميه ابداعا بصيغة المؤنث ؟ ."
تصنيف الإبداع إلى ذكور وأنثوي، يتطلب صرخة تستنهض العمل الإبداعي ليتكلم عن نفسه
ريحانة بشير
على غرار صرخة محمود درويش تصنيف الإبداع إلى ذكور وأنثوي، يتطلب صرخة تستنهض العمل الإبداعي ليتكلم عن نفسه. ففي الإبداع الإنساني لايمكن أن ننظر إلى الجانب الفيزيولوجي أو البيولوجي عند تقييم النص ،ولكن إلى مدى مهارات النص في توظيفه للأدوات الفنية والأدبية،وكذا إلى الممارسة والموهبة ،فكم من نصوص كتبت على لسان ذكور عرفت تميزا وعمقا في الخطاب.هذه الوسائل هي المقياس الحقيقي والمعيار للحكم على العمل الإبداعي،وإذا كان ثمة فضاء أنثويا محضا فسوف يكون الرحم الفراغ الذي يخلق كائناته،ويصفها ضمن المتخيل الأنثوي وهو الخيط الرفيع الذي يجعل الإبداع النسائي متميزا وله القدرة على توظيف الحواس، ومن هنا يجب على النقاد ألا يحصروا الإبداع النسائي في خانة الإبداع الإنفعالي،لأنها وعت جيدا ضرورة التأسيس لخطاب إبداعي يساهم في رصد كل ما يتعلق بالمحيط العالمي ، وأن تنفتح على على هذا المحيط بالحفر والمشاركة الكونية . لقد أصبحت المرأة المبدعة أكثر حضورا في المشهد الثقافي كعلامة على الثقافة العربية والعالمية،وعلى النقاد أن يدركوا هذه الحقيقة ويضبطوا تصوراتهم،تفاديا للنظرة النمطية القديمة. وإني لأرى أن الكتابة النسائية يمكن أن تشكل نمطا من النسق الكتابي العالم الذي يستحق التعامل معه بروح إبداعية خلاّقة.
وكما نعلم النهضة الأدبية التي يعرفها المشهد الثقافي المغربي من خلال الثورة التكنولوجيا الرقمية ،ساعدت في بلورة الإبداع النسائي المغربي لبعث أدبي منتظر يتسم بالعنفوان وليس للخصوصية الجنسية أي الأثر سوى التميز.
الإبداع النسائي والتصنيف البيولوجي
هند بنيس
الواقع أن هناك فرقا كبيرا بين ما هو كائن وما يجب أن يكون فيما يتعلق بالنظرة للكتابة النسائية خاصة، والإبداع النسائي بصفة عامة .
والحقيقة أنه رغم المكانة التي استطاعت المرأة أن تصل إليها ،في مجال الإبداع ، نجد للأسف أن مسألة التصنيف بين ما هو ذكوري و أنثوي في الكتابة لا زال حاضرا وبجلاء في مجتمعاتنا العربية التي لا زالت لم تتخلص بعد من وطأة السلطة الذكورية (سلطة الأبوية ،والزوجية -القمعية- )التي تعد بمثابة السجن الخانق للإبداع لدى المرأة، سجن لا زالت تعاني منه ، ولا زالت تخوض معركة التحرر من قيوده بكل ما أوتيت من قوة وجهد .ولكن هيهات هيهات أن تحقق كل ما تصبو إليه ، فكيف للضحية أن تتخلص من براثن الجلاد ؟.
وكلما همت أنثى بالتمرد على الأعراف والعادات والتقاليد، كلما وجدت أصواتا تردعها أكثر بكثير من التي تشجعها أو تأخذ بيدها . أتحدث هنا عن تجربتي ، وهي قد تكون أفضل بكثير مائة مرة من تجارب أخريات لم تتح أمامهن الفرصة للبوح بما يخالجهن من مشاعر وما يطمحن إليه عبر وسيلة الكتابة.
فعلا المرأة تريد إثبات ذاتها عن طريق التعبير بواسطة الكتابة(شعر ، قصة ، رواية ) وقد تكون قد حققت بعضا من طموحها في المراحل الأخيرة ،في محاولاتها لاكتشاف العالم ومحاورة الذات...
وفعلا هناك إبداع نسائي عبر بجلاء عن حقيقة المرأة، بعيدا عن تصورات الرجل عنها،إلا أن المشهد الثقافي لا زال ينم عن رغبة ذكورية وربما حتى أنثوية ، أقول رغبة أو نية تصنيفية مبيتة لهذا الإبداع، على أساس جنسي محض، الشيء الذي لا يتسم مع طبيعة الأدب ذاته. هنا ترفض الناقدة خالدة سعيد "تسمية الأدب النسائي" كونها تحمل ذلك الحكم بالتهميش، و"باعتبارها تستبطن الحكم بالهامشية مقابل مركزية مفترضة؛ وذلك لأن "القول بكتابة إبداعية نسائية تمتلك هويتها وملامحها الخاصة تفضي إلى واحد من حكمين: إما كتابة ذكورية تمتلك مثل هذه الهوية وهذه الخصوصية وهو ما يردها بدورها إلى الفئوية الجنسية فلا تعود صالحة كمقياس ومركز، وإما كتابة بلا خصوصية جنسية ذكورية، أي كتابة بالإطلاق كتابة خارج الفئوية، مما يسقط الجنس كمعيار للتمييز إلى ذكوري ونسائي " .
وأنا شخصيا أرى أن المرأة لا يمكنها أن تنتظر من الرجل أن يمنحها لقب المبدعة كيفما كان نوع هذا الإبداع، وإنما عليها أن تفرض انعتاقها أولا في كثير من المجالات ... وأن تسعى هي ذاتها إلى فرض تجاوز هذا التصنيف الذي لا يزال قائما على اعتبارات بيولوجية محظة.
تصنيف الجنس يخالف طبيعة الأدب
نوال زياني
نا ضد تصنيف الابداع إلى ( ذكوري و أنثوي ) هذا يتنافى مع طبيعة الابداع نفسه ليس هناك ابداع نسائي وآخر ذكوري .. أظن أننا تجاوزنا هذه المرحلة حيث المرأة مجرد تابعة للرجل التصنيف على ضوء الجنس يخالف طبيعة الأدب .
إبداع المرأة مختلف عن إبداع الرجل
رشيدة فقري
المرأة أخت الرجل, ولكل واحد منهما خصوصياته في كل ميادين الحياة, ومنها الإبداع بمختلق أجناسه ، فإبداع المرأة مختلف عن إبداع الرجل, وإن توحدت تيمة الاشتغال, لكن قيمة العمل تظل رهينة بالمبدع نفسه وليس بجنسه ..
الإهتمام بالمرأة كجسد مبدع تقصير في حقها,و انتقاص من قدراتها العقلية والثقافية, و إن من واجب المرأة.أن تحارب ما تبقى من تلك النظرة الدونية للمرأة كمفكر ومبدع ،
أغلب المبدعات في المغرب, مازلن يتلمسن الخطو في عالم الإبداع, الذي ظل الى عهد قريب حكرا على الرجل إلا من رحم ربي والمبدعة المغربية كما العربية ,كفيلة ان تقف حنبا لجنب مع الرجل.. هي محتاجة لبعض الوقت والتفهم والتقدير لا أكثر.
لا أومن بجنسية الكتابة
لميس سعديدي
شخصيا لا أومن بجنسية الكتابة لأنها قلم وحبر وإبداع ولا علاقة هنا للذكورة أو الأنوثة ولا يتولد التمييز بين الكتابتين الا في عين قارئ لا يقرأ بعقله وإحساسه بل بجسده.
-ساهمت المرأة ولا زالت تساهم في إغناء المشهد الابداعي المغربي خاصة والعربي عامة ...لكن العائق الدائم أمامها هو تشبت الفكر الرجولي بأن الابداع رجل...وما تكتبه المرأة يعد في اعتقاد بعض الكتاب الرجال محاولات يائسة لا غير أو مجرد خربشات تنتظر قلمه الأحمر كي تصحح .
عزيزة رحموني
لا احد يولد مبدعا بل نصبح مبدعين
تقول فرجينيا وولف
هل الإبداع النسائي يعبر عن عالم مفرد و مغلق الذاتية؟ .. لا اعتقد ذلك
هل الإبداع الأدبي حرفة نسائية؟ .. بالتأكيد:
منذ أن كانت سلعة تمتلك( بالضمة على التاء الأولى) و تخزن وراء الأسوار فصارت تتملك( بالفتحة على التاءين) بسلطة الحكاية; التراث الشفهي و الزجل أو الشعر الذي بوأها مكانة في سوق عكاظ والقصور...
الإبداع النسائي ليس مرتبطا بالفيمينيزم المعاصربل هو قديم مرتبط بالبحث عن الذات? عن الهوية? عن الكينونة في مجتمع ذكوري ما زال إلى حد ما يحتكر كل شيء و يتحكم في كل شيء حتى في حياة المرأة و كينونتها...
الكتابة صك حرية في حد ذاته:
خروج من/ عن الصمت المفروض كقيد-موروث-تقاليد-عادات:
التعبير النسائي فرض للهوية لتخطي النمطية في الكتابة عن المرآة الجسد-الشئ.
المرأة بإبداعها خلقت ثورتها ,كسرت الجدران من حولها و أسمعت صوتها ككائن له وضعه الكامل في المجتمع ... و
التساؤل هل هناك كتابة نسائية أم لا متجاو ...و متجاوز كذلك التساؤل إلى أي حد تتمكن المرأة من أدوات الحكاية, من اللغة ,عن ما هي طرقها في التعبير عن ذاتها...
المرأة اثبتث أنها قادرة على رفع التحدي و التمكن من آليات الإبداع الشفوي ثم الكتابي لأنها حاملة لرؤى متجددة عن العالم من حولها و حافظة للذاكرة الجماعية و الموروث الثقافي لذا يجب الانتباه للعلاقة بين المضمون و الهوية هوية الذات المبدعة الأنثى
يجب فك رموز هذه الكتابةلاستيعاب رمزيتها ثقافتها ,خصوصيتها , قيمتها, حدودها ,تحديها لإنكار وجودها في مجتمع أبوي وضع قيوده و قواعده و مصطلحاته و تعابيره و نظرياته و اديلوجياته تحديها للتاثير الثقافي الخارجي تحديها للهجرة, للنفييجب الانتباه للالتزاماتها الاجتماعية و السياسية يجب ايضا الاعتناء اكثر بالادب المقارن بين الادب النسائي المحلي و الاقليمي و العالمي .
..