محمد منير مؤسس
عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
| موضوع: صديقي الحركي 13/2/2011, 23:25 | |
| لم أعد أتذكر جيدا متى إلتقيته ولا كيف كان بيننا اللقاء الأول ، هوأيضا مثلي لم يعد يتذكر, فقد مرت عليه أكثر من خمس وعشرين سنة لم نلتق فيها إلا أربع مرات وعلى عجل.. أعرف أنه من المخجل أن أحدثه عن نسياني للقائنا الآخير ، أو ألمح له بما يشير إلى ذلك .. - غريب هو أمر هذه الدنيا همست في دواخلي وأنا أتطلع إلى حالته المحزنة و المؤلمة التي عليها الآن ، كيف يتحول ذاك الوجه البشوش الضاحك الحالم بالحياة إلى شبح يمشي على الأرض ، من سرق منه عنفوان شبابه وأحلامه الكبيرة ، أيستطيع الجنون أن يمتطي بهذه السهولة جسدا قويا مثل جسد صديقي الواقف أمامي .. يرمقني بابتسامته التي لم تتغير ، وكأنه يقول لي : لا عليك يا صاحبي ، هي الأيام تتداول في ما بيننا ، ومن لم يحسب لها حسابا ضاع وراح مع مهب الجنون . كان صديقي يعشق الحرف ويحلم كل ليلة يالقصيدة تأتيه في أحلى حللها وأبهى زينتها ، الوحيد الذي أدهشتني أحرفه حين كنا نتحلق فيما بيننا ونراقص الكلام ، عابرا كان أو تنظيميا ( للاشارة صديقي كان يؤطر خلية من خلايا الزمن الغابر). هو الزمن قد ولى وولت معه ذكريات صديقي وانشغالاته الفكرية التي لا اعتقد أنه تخلص منها بل هي من تخلصت منه وانقمت لنفسها شر انتقام . - واش شفت المسار ديال هاذ السيمانة ... ما هذا .. الزمن توقف عند صاحبي ، لم يبرح فترة الثمانينات من القرن الماضي ، بخيبتها وانتصاراتها ، بأحلامها و كوابيسها ، بشغبها وعنفوانها .. وها هو بوجه غير الوجه الذي عرفته به ، تجاعيد تشكلت بشكل كبير وخصلات شعر متنافرة في ما بينها ووو .. - شي كارو اصاحبي .. لم استطيع أخباره باقلاعي عن التدخين ، ، سرحت بنظراتي يمينا ويسارا بحثا عن بائع السجائر ، اشتريت له بعض السجائر وقبلته مسرعا في اتجاه محطة القطار الأخير الذاهب الى مدينتي الحالية.
| |
|