رحله مع أنتهاء المواسم للقاص فهد عنتر الدوخي______ نوفل حمد خضر
--------------------------------------------------------------------------------
مازال في ذاكرتي ذلك اليوم الذي وصلتني فيه قصصه القصيره, وأنا على يقين انها لم تكن صدفه عابره, بل هي حتميه أخذت لنفسها موعدا مع ذاكرتي التي كانت قد أخذتني الى مواسم تركتها هناك,,, حيث القريه السمراء والجبل الكحلي, حيث الطفوله البريئه والموجعه.. التي لطالما حسدتها كهولة المسنين الذين اسرتهم عتبات بيوتهم وأرهقهم الزمن. هي قصص قصيره لكاتبها القاص(فهد عنتر الدوخي) قصص قد اخترقت مخيلتي بدءا من تصميم غلافها حتى اخر قصه فيها(قلب خارج اللعبه),لأجد نفسي أحمل قلبي بعيدا حيث الأمكنه, وأقلب صفحاته مسترجعا معه الكثير من الذكريات الآفله... عمد القاص( فهد عنتر) الغوص في عالم مازال يعيشه, عالم ملئ بالكثير ليختار( أنتهاء المواسم) عنوانا لقصصه التي بدت متعلقه بعالم الذكرى المفعم برائحة الأحساس والحنين, قصص ترك لها الحريه المطلقه في اخذه للحظات كانت تباغته مابين الحين والاخر ليعيش فيها خيال الأفق العجيب, مستنبطا تصوراته من عمق ممتد بأمتداد آشور, تلك القلعه المجاوره لقريته والتي اثرت به كثيرا... ما أن تلقي نظره على غلاف المجموعه حتى تجد نفسك تودع موسما كان لك فيه الكثير,, حيث الطيور رفضت رحيل الشمس لوحدها, فأعلنت الرحيل معها باحثه عن موسم آخر, لنجد القاص يعنون اولى قصصه ب( المعجزه) التي بنيت على عنصر المفاجأه ليجعل من الحنين للاصل دورا في تهذيب النفس البشريه, وينتقل بعدها الى(مطر ومومياء) في يوم شتائي جمعه بصدف اخرى لتدله هذه الصدف وتخبره عن( انتهاء المواسم) فقرر الرحيل منحدرا صوب منتهى الاشياء مع قصة( انحدار) ليصف احلامه وهو يعنون قصته الاخرى ب(رؤى) قائلا( كان القمر عنوانه الابدي, اذ انه يلتمس اضاعه اخرى يلوذ عند مرفأها لقصي..) وبعد ان خرج من هذه الرؤى وجد نفسه وسط(مداهمه) يقول فيها( وجع خفي كان يداهمني وأنا اترنح بدائرة الأستسلام و هزيمه منكره لحقت بي فعلا, ولا أحد يعلم بذلك, حيث أن حلمي الأزلي الذي ولد قبلي لازال يتململ بداخلي) فراح يبحث عن أشياءه التي تركها ليثبت مايريده, فعثر على ( اورق تحت الرمادولكن هذه الاوراق كا وصفها(لم تعد كما كانت بيضاء, لقد طغت العتمه على كل جزء فيها, أثقلها هذا السواد, أنه قدرها يتحين لهاالفرص) مما دفعه للحداد في قصته(حداد أمرأه) اتي تكلم فيها عن ( أزهار ناهي) وهو يوظف تقنية الوصف قائلا عنها( الحادة الملاح, تشبه الى حد كبير كرنفال الفرح الغجري المتاخم عند حدود قريتي... كانت ازهار تشبه ملكة نحل في مدرسة تل الشوك... اشعر بأنني فقدت كل شئ سوى حبك والدموع التي تعصف في قلبي الذي يناشدك الحداد الابدي على ماض تماثل للموت) وهنا يعيش ذروة الاحساس عندما حس بقلب فتاة تصورت ان قلبها وقف خارج اللعبه, ليقول في قصته الاخيره( نحدار نحو الهاويه اوسقوط لا فر ق, تداعي حاد بأتجاه المجهول نعم المجهول طبع بصماته في سجلات حياتنا) ان القارئ لهذه المجموعه القصصيه يجد نفسه وسط متراكمات من الاحاسيس والذكريات والهواجس ليعيش مع مشاعرها وشخصياتها, ويعيش رؤى كاتبها النابعه من أحساس صادق وشعور عميق لكثير من الاشياء, استوفى القاص فيها عناصر القصه وتقنياتها, وتمكن من خلق جو قصصي درامي يأخذ بالقارئ نحو مبتغى التصور والأدراك, شكرا للقاص الاخ فهد الدوخي, متمنين أن يأخذنا لمواسم اخرى واخرى, لأننا بحاجه لها بعد ان فقدنا الكثير من مواسم العمر_______________________________ نشرت في صحيفة الجامعه الصادره عن جامعة كركوك العدد 15 لشهر كانون الاول2010