أوليس والريح

موضوع: أوليس والريح 1/12/2010, 23:17

أوليس والريح

ـــــ

إدريس زايدي

ــــــــــــــــــــ

أوليس في الرصيف
غاضبٌ ينادي الريح
هل كنا معا نسير في الخريفِ
نرسم المنافي
شجْرة ٌ تموت بالخطى
وأخرى صامدة
وينتهي الطريقُ
والرياح باقية
أيتها الريح
انثري هذا العبابْ
وقبِّلي ليلى على جبينها
كي تنجب الأغصان من هودجها
تموَّجي أبعث فيك
وجه أسفاري وأسراري
فأنت الريح
هزي ردف أشجاري قليلا
أتلمظ الكلامَ
في وريقات الخريف
واسطري لعاشق ٍ بحار شكلٍ
قد تربَّعَ المحيط فيه قبل ثالث
يسألني عن موجهِ الثائر في ثوب الدلالْ
تارة يدفعه الريح
وأخرى ينزوي
مبتسما لأغنيات الياسمين ساعة الغروب
يمارس العشق على صدر المدَى
يقض مضجع الفصول ِ
ربما ينمو الفراش في السواقي غيمة ً
وفي يدَيه قبضة ٌ نحو الأفقْ
تعانق الأغصان
ترســـم الورقْ
كي تلهم الريح نهايات الأرقْ
أيتهــــــــا الريح
أيا وجها تدثر بألوان التراب فـــي التراب
دمري ما شئتِ من أحفاد سقراط
ونامي فوق جــرحٍ جمع الجراح في حرف
ينزُّ قهوة لم تمهل الرؤى
لكي أقرأ أحزان الكتابْ
وسافري
عندي نشيد للإيـــابْ
وأنتِ حرف لا يؤوبْ
عبرتِ أطياف اليبابْ
والأغنيات في سهوبْ
وقلتِ
إني قد تركت فيك أسرار الغياب
والهوى ظل رتيبٌ
عاليا كالجبل الحزين
منهكاً بألوان الصخور
وحين نمنا واحتوتنا نشوة
الرصيف
عانقنا هوانا في سطورْ
وانتظرنا في سبات
مرور أوليس
يجر لعنة الخريف ْ .
ــــــــــــ