أناط الله بعابده كتابا حكيما شاملا ،جامعا لشؤون حياة دنياهم و اخرتهم الى يوم الدين . و قد أنزله على خير خلقه المختار : سيدنا محمد عليه علف صلاة و سلام .من زين الدين الاسلامي بعلو اخلاقه مع الناس و من صاحبه و مع زوجاته و مع اعدائه و مع كل من تعامل معه بأفعال أو اقوال . قد تركت اثرها الفعلي في الفقه الاسلامي حتى عصور أئمة الاجتهاد و إستقرار المذاهب الاجتهادية ، مما جعل الفقه الاسلامي ثروة تشريعية لا مثيل لها في الثروات التشريعية لدى الامم جميعها .
و المتطلع على القران الكريم و السنة يجد ان للسنة الاثر الكبير في اتساع دائرة التشريع الاسلامي مما لا ينكره كل عالم بالفقه و مذاهبه .
معنى السنة و تعريفها :
السنة في اللغة الطريقة : محمودة كانت أو كذمومة و منه قوله صلى الله عليه و سلم : "من سن سنة حسنة فله اجرها و أجر من عمل بها الى يوم القيامة ، و من سن سنة سيئة فله وزرها و وزر من عمل بها الى يوم القيامة "
و هي في اصطلاح المحدثين : ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة كانت قبل البعثة او بعدها ، و هي بهذا ترادف الحديث عند بعضهم .
و في اصطلاح الاصوليين : ما نقل عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل او تقرير فمثال القول : ما تحدث به النبي صلى الله عليه و سلم .
و مثال الفعل : ما نقله الصحابة من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم في شؤون العبادة و غيرها " كالصلاة " مثلا .
و مثال التقرير : ما أقره الرسول من أفعال صدرت عن بعض أصحابه بسكوت منه ، مع الدلالة الرضى أو باظهار استحسان و تأييد .
و قد تطلق السنة أيضا عند الصحابة : على ما دل عليه دليل شرعي سواء كان ذلك في الكتاب العزيز أو عن النبي صلى الله عليه و سلم ، أو إجتهدوا فيه ، جمع المصحف و حمل الناس على القراءة بحرف واحد ، و يقابل ذلك البدعة و منه قوله صلى الله عليه و سلم :" علكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي ".
السنة في اصطلاح الفقهاء : ما ثبت عن النبي من غير إفتراض ولا وجوب و تقابل الواجب و غيره من الاحكام الخمسة
أما علماء الحديث: إنما بحثوا عن الرسول صلى الله عليه و سلم : فنقلوا عليه كل ما يتصل به من سيرة و خلق و شمائل و أخبار و أقوال و أفعال .
وعلماء الاصول : إنما بحثوا عن الرسول الله عليه الصلاة و السلام كمشرع الذي يضع القواعد للمجتهدين من بعده و يبين للناس دستور الحياة فعنوا بأقواله و أفعاله و تقريراته التي تثبت الاحكام و تقررها .
و علماء الفقه بحثوا عن الرسول صلى الله عليه و سلم الذي لا تخرج افعاله عن الدلالة على حكم شرعي ، و هم يبحثون عن حكم الشرع على أفعال العباد وجوبا أو حرمة او اباحة أو غير ذلك .
اشواق شايشي