"لقاء " ومضة سردية ذات بعد حداثي/معاصر ؛ لأنها تشتغل على تيمة غير مسبوقة : علاقة الأنا والآخر بين الواقع والمفترض .
لقراءة هذه الومضة ، لابد من المرور على مبنى النص :
تتكون هذه الومضة من 72 كلمة فهي حصب التصنيف المتعارف عليه تنتمي إلى النوع الطويل داخل ق ق ج أي تفوق 60 كلمة .
تؤطر هده الكلمات 7 جمل . تتحكم في دلالة هذه الجمل الأفعال التالية :
يلتقيان - يلجان-تجعل -التقت - قالت - قال - امتدت -يختفيان ترحل - تجدد . باستثناء قال الذي يفيد البوح فإن بقية الأفعال تدل على الحركة / الدينامية.والحركة كظاهرة فيزيائية توجه الموضوع نحو غاية ...اكتشاف حركية وتوجه النص تتم بحصر ثنائياته :
1/ الثنائية الأولى : هو الافتراضي / هي الافتراضية
(علاقة حميمية عادية)
2/ الثنائية الثانية : هو الواقعي / هي الواقعية
( علاقة دهشة - مفاجأة )
3/ الثنائية الثالثة : هو الافتراضي / هي الافتراضية .
( علاقة مشاركة )
تؤكد هذه الثنائيات توجه حركة النص نحو ثنائية مجردة : التجلي و الاختفاء. وهي تقنية سردية توظف في بناء الومضة السردية وتمنح الكلام أدبيته وحداثته السردية : البناء الدائري للنص بدل البناء الخطي التصاعدي أي أن الومضة انتهت من حيث بدأت .
أسلوبيا : بالرغم من هيمنة الأسلوب الخبري داخل النص والذي يميل إلى التقرير وبالرغم من غياب الإيحاءوحضور اللغة المألوفة العادية فإن
" لقاء "تخفي عمقا دلاليا يتجاوز اليومي إلى خلق أسئلة فلسفية عميقة وجديدة ...
فهل الآخر المفترض سينحي من الوجود الفلسفي الآخر الجحيم ؟
هذه قراءة عابرة ... لكنها تكشف أن هواء بحر العرائش وصل إلى ساحة جامع الفناء بمراكشه، فأنعش .