صباح المحن أيها الوطن
ككل صباح نشتهى رشفة من فنجان دافئ...نلهب أعماقنا بنفس سيجارة رديئة..
نلهو بما بين أناملنا وقد نقضمها
ليس ككل صباح هذا الصباح
كان صوت فيروز ياخذنى الى شموخ لبنان إلى أرزها إليها كرمز لما تبقى منا
وكنت ارافق اميليا فى عرسها بين دموع وفرح يتداخلان بعمق انسانى فريد وخاص بعالم الياس خورى كتداخل عناصر القضية التي جمعتنا...
حتى ارتعدت
ارتعدت لما اهتزت اللارض وربت...اهى الحسيمة مرة أخرى؟ ومن رأى ليس كمن سمع...الحسيمة في رجفتها تلك قطعة من هول يوم القيامة
أنا الآن اسأل...الأسئلة غير الأسئلة...لماذا يذبح الاخ أخاه على تخوم الفرات؟لماذا تحمس هذه الفئة القليلة على حساب الوطن؟لماذا لم يعد البحر لنا كما البر ليس لنا منذ الوعد إلا ليزج بنا في يمه أحياء؟كيف اختلط دم العيد بدم العبد؟بأي دم نلنا التقوى؟
أمامي شيخ جليل أثر السجود علا جبهته,لحية بهي بياضها, متورد الخدين,ثابت النظرات,شفتاه لم تتوقفا لحظة...همست فى أذنه حتى لا أخدش حياء هذا الصمت الذي ران على رؤوسنا.ابى ما تقول؟
تنهد بأسى لم يلتفت تابع تسبيحه...توقفت شفتاه...نظر إلي كأنه يريد أن يعرف ابشمالى ام بيميني احمل كتابي
تدارك لأن ليس له الحق فى تصنيفى ونحن أمام القاهر فوق عباده...
قال بصوت هادئ ومطمئن..كنت خارج ذاك العصر يابني
كيف وقد تكون فقط من مواليد القرن الماضي ؟صدقت,لقد عن لي ما لم تحط به علما,فخلوت إلى نفسي فحللت بها وحلت بي و
أبي ...أبي...
تسلل بين الجمع شامخا واثقا...صدحت فيروز بيرووت
عدت من هول يوم الحساب
استجمعت ما تبقى منى وعدت اعد أوجاع الوطن
ككل صباح نولد من جديد على ترتيب جديد لأوجاع الوطن