بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة نقدية في ديوان " سوالف الجذبة " للزجال المغربي محمد مومر
الأستاذ : أيت الشتوي عبد الجليل
مدخل:
إذا كان الزجل فن من فنون الأدب الشعبي وشكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية، فهو كذلك الكلام الذي تتناقله العامة في حياتهم اليومية .
شعر الزجل من روائع الكلام فهو شفاف ورقيق يدخل إلى القلب بيسر وسهولة ويتقبله السامع لحلاوة كلماته وشفافيته .
يتحلى الشاعر الزجال بسرعة بديهته وقوته في الارتجال والتعبير عن كل ما يعترض حياته من خلال شعره المعبر، كما يتغنى الزجال للأمجاد و للوطن والطبيعة والجمال .. كلماته
تحمل الدفء الذي لايوجد في غيره .
الزجل هو مسرح الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها .
الزجل يتناقله الناس من خلال جلساته وسهراته ، فتهتز لكلماته الأجسام وتنتشي القلوب والآذان .
تقديم :
يتضمن الديوان خمس عشرة قصيدة زجلية تستجمعها ثيمات رئيسة :
الوقوف مع الذات / الإحساس بالهم المشترك / الاغتراب عن الذات / التسليم للقدر إلى حدود الانهزام / الاحتفاء بالحرف والكتابة إلى حدود الهوس .. يجمع بين هذه التيمات خيط ناظم رفيع مفاده الصدق في التعبير عن الجنون اللغوي الشعري ، وحب السؤال الوجودي الدائم .
سيميائية الغلاف :
لاشك أن شكل الغلاف يبئر جل مضامين الديوان ، بحيث يستطيع القارئ أن يستشرف سيرورات دلالاته انطلاقا من العناصر المكونة له .
صورة الغلاف هي عبارة عن جزء لسور مدينة تاريخية .. وقد كتب عليه باللون الأسود عنوان الديوان ، اللون الأسود الذي يشكل اللون الأثير في هذه الصورة ، والذي يعني في ثقافتنا الشعبية والعالمة : الحزن والأسى ، كتب العنوان بخط النسخ وهو من أسهل أنواع الخطوط العربية .
إن الأيقونة التي تتمثل في هذا الجدار الناتئ والممتلئ بالحفر ترمز إلى الشاعر الذي يحمل هموم المحيط الذي يعيش فيه بأحزانه وآلامه وآماله وطموحاته .. ولعل أول قصيدة في الديوان ( خوذ من لحجر والطوب ناس ) تؤكد هذا الافتراض والتأويل .
قراءة في العنوان :
العنوان يزخر بحمولات دلالية جمة :
إن السيرورات الدلالية التي تحفل بها القصائد كفيلة بتقديم الصورة الحقيقية التي يقصد إليها الزجال . فالعنوان عبارة عن جملة اسمية ( مركب إضافي ) يتكون من عبارتين : " سوالف الجذبة "
أ – سوالف : ج : سالف باللغة المحكية ، ويعني شعر المرأة الكثيف والطويل وهو رمز الجمال . إلا أنه في الديوان يرمز للحال ، والسبب في ذلك هو ارتباطه بالقرينة اللغوية
( الجذبة ) ، والحال سمي حالا لتحوله وتغيره ، وهو عند الصوفية بمعنيين :
المعنى الأول : اتصاف السالك بخلق إيماني إحساني قد يحول ويتغير ويتراجع عنه صاحبه
المعنى الثاني : ظهور حركات في الجسم واضطراب في النفس وكسوف في العقل وراحة في الكيان كله عند غلبة الوارد .
ب – الجذبة : في اللغة هي الجلب وشد الشيء إلى غيره ، وفي اصطلاح الصوفية : الغيبة عن النفس والنشوة الروحية ، وهي استعداد وموهبة ، فلولا العطاء لما كان الكسب .. ولذلك كان يقال : [ جذبة من جذبات الرحمن توازي عمل الثقلين ] أي القرب الحاصل من أعمال الثقلين . وقيل أيضا: [ ما حيلة الشيخ معي إن لم تكن جذبة العشق ]
وليس في كلام الصوفية عن الجذب ما يدل على انمحاق العقل ، بمعنى الجنون المسقط للتكاليف الشرعية ، خلاف ما ذهب إليه ابن خلدون .
إن عنوان الديوان يجد لنفسه موقعا في الثقافة المغربية عندما يحيلنا على مفاهيم أساسية ، تزخر بها ثقافتنا الصوفية ، والتي تؤثث في مجالات عدة وبنسب متفاوتة الثقافة الشعبية مثل مفهوم : ( الحال / الحضرة / الحيرة / العناية /الفتح الرباني / العطاء / الجذبة ...) .
ومن هذا المنطلق فإننا نزعم أن عنوان الديوان يرمز إلى أن كل قصيدة هي نتاج فتح شعري وحال إبداعي خاص يتوخى الصدق في التعبير من خلال الجذب اللغوي الشعري ..
الثيمات المحورية :
ينطلق شاعرنا من نزعة وجدانية رومانسية أساسها التأمل في الذات ، بغية تحقيق نوع من
التوازن النفسي والوجداني ، والبحث عن قالب شعري يخوله في كثير من الأحايين أن يصبح حكيما ومصلحا اجتماعيا وفيلسوفا وصاحب تجربة في الحياة :
خوذ من لحجر والطوب ناس
خوذ من الغفلة قياس
خوذ من لعقل حطة
والكلب زريبة
والنفس مريرة
ولخيال فدان بلاد عساس .. ص 9
لوقات سبيبة
معكودة سر
عند علام الغيب
كالوا الوقت سيف
قطعوا قبل ما يقطعك
وأنا نكول
الوقت حساب . ص53
وفي ظل هذه التـأملات المستخلصة من تغير الأحوال ، التي تعتبر المعيار الذي يميز بوساطته الإنسان بين الحق والباطل ، نجد الشاعر ينسج أسئلة من صميم الوجود الإنساني عموما ، وهو بذلك يتحدث نيابة عن جميع الضمائر المكلومة ، التي خانتها عاديات الدهر .
آش خلا ..
شمس صباحي
تغيب بلا ما تشرق فغيابي
وموكة سكنت مكاني
الكرمة للي سقيتها
مال غصانها ما بقات تميل .. ص 107
وتحبل جميع قصائد الديوان بالفواجع والأحزان والآهات ، حتى إنك لتحسب أن شاعرنا يخط زجله بدمه ، ويعتصر قلبه في قوله اعتصارا ..
هموم شلا فالراس
خوذ من الحال
سر الدنيا
------------------
خوذ من الجرح سكات
خليه جرح
يكبر جرح
ويموت جرح . ص 17/18
ورغم أن الديوان يتحدث عن ثيمات لصيقة بمواضيع من صميم الحياة الاجتماعية ، ويطبعها من الناحية النفسية والوجدانية بطابع الكآبة والحزن ..، فإن الشاعر لايتحرج في التعبير عن ميولاته العاطفية ..
مريم دقت باب
من طريق
من مسلك فذاتي
مريم حلت باب
من شمس
من ليل
فحياتي
مريم
سدت باب
من مكتوب
من خيال
فخطواتي .
-----------------
الوشمة يا شمة
فبياض لونك كمرة
ضوات ظلام الليل
الدمعة فكفوف
خذوذك
عربون المحنة والويل .. ص105/106
غير أن المرأة لم تحضر في الديوان كما اعتدناها دوما في الشعر العربي بمختلف تفاصيلها المتعية ، بحيث لا ينظر إليها شاعرنا إلا من جوانبها النفعية وحسب ، من أجل تحقيق الوظيفة المنوطة بها في المقطع الشعري ..
لا تخلو أية قصيدة في الديوان من النزعة التأملية الفلسفية في ظواهر الوجود ، وللتعبير عن ذلك توسل شاعرنا لغة شعبية بسيطة تضرب بجذورها في الموروث البدوي ، أضف إلى ذلك جملة من الوسائط الفنية من : ( مجاز/ واستعارة / وتشابيه مركبة / وكناية / ورموز )
راه الما ..
للتراب حنين
الما والتراب
طين .. ص 93
-------------------
الوقت فتيل محروك
من راس
أدواخل ساكتة
على ما فيها .. ص52
----------------------------
لبحر عش من الما
تفدفد مواج . ص42
---------------------------
الشمعة صلات
على ضو الفجر . ص 65
---------------------------
شمعتي هاديك
شادة " حق الله " . ص 33
وإذا كانت الصورة الشعرية تسعى لنوع من التطابق بين سمو المعاني وعلو الجمال ، فإنها في ذات الآن ترمز لصعوبة الظفر بالغايتين وتحيل على بنية التضاد بين السمو والانحناء
صعوبة لا تلين إلا أمام إصرار صياد للمعاني ، وهذه إحدى الغايات الهاربة و المنفلتة باستمرار ، وقد توفق شاعرنا في كثير من الأحيان في هذا الجمع ..
السما فكعانة
ما فرشت لنجوم
فراش
وما خلت الكمرة تفيق
ضوي لرض فطريقها .. ص 58
-------------------------------
عريني ندوب
فعرك المحنة
نسلم على شواربي
بضحكة
ندق ببان دواخلي
بتنهيدة
فرادية
المحال ضاع
فشلا تخمام. ص75/76
-------------------------
تكلم الحرف وكال :
امحني يا الكاتبني
لا تغطيني بمدادك
ولا تفرش لي وراقك . ص 93
--------------------------
خوذ من لعقل حطة
والكلب زريبة
والنفس مريرة
ولخيال فدان بلا عساس .. ص15
إن صورة شعرية بهذا التركيب تتطلب إعمال الفكر و الذهن لإدراك مدلولها ، وتؤشر في ذات الآن على نفاذ النظرة وحدتها وعمق الإحساس بمكونات الواقع والسفر بها من معنى حسي إلى معنى ذهني مجازي . فتوظيف الشاعر لجزئيات الطبيعة بقدر ما يؤنسن الجماد يمنحنا فسحة التعرف على مخياله ورموزه وعمقها الجمالي ، وبتوليفه بين الرموز والكائنات الحية يشعرنا بالحركية وتحطيم الحواجز بين الإنسان والطبيعة .. بين الماديات والمعنويات .
*/ الأساليب اللغوية التي اشتغل عليها الشاعر :
1- أسلوب الأمر : في قصيدة " شبر سعدي " ( كمد العطية / تكيني على كتفك ..)
وفي قصيدة " خوذ من لحجر والطوب ناس " ، غير أن أسلوب الأمر في هذا الاستعمال الفني قد خرج عن معناه الأصلي إلى معنى آخر هو التوجيه .. والنصح .
2- أسلوب النداء : في قصيدة " شبر سعدي " ( ياحفار ساس السعود / يا حفار ساس سعدي) ، وقد يخرج النداء عن معناه الأصلي إلى معاني أخرى ، كما هو الشأن في قول شاعرنا :
سري ... سري
يا التنهيدة ..
---------------
باب يا باب .. باب يا باب
كلت لتراب
شكون عدوك
كلي ديك الريح المفتونة .
وفي ذلك نوع من التحسر ..
3- أسلوب الاستفهام في قوله :
شحال كداك تعد أباب
مللي تفيق ؟
-------------------------------
شكون فاكد ظنوني
شكون ناول هموهي
شكون غنى موالي
شكون حط أهبال
على هبالي ؟
وكلها أسئلة استنكارية لإنها لاتتطلب جوابا ؛ لأن الشاعر في مقام العارف بالأمور ،لا الجاهل بها .
4- أسلوب التكرار : بحيث استعمل هذا الأسلوب على مستويات ؛ فكرر الكلمة والعبارة والجملة والصيغ الصرفية والصوتية .. ففي الوقت الذي نجد فيه الشاعر يكرر مفردة معينة مثل : ( خوذ / آش خلا ) ، نجده كذلك يكرر مقاطع شعرية بأكملها ، مما يكسب القصيدة تناغما إيقاعيا وجرسا موسيقيا موحدا ، فنجده يقول :
خوذ من الهم شوية
خوذ من لغدر كية
خوذ من البارح وصية
خوذ من الغربة برية
إضافة إلى تكرار حرف الروي المتنوع و الغير الموحد كما هو الشأن في القصيدة الحديثة .
وفضلا عما يحققه هذا الأسلوب على مستوى الإيقاع الداخلي للقصيدة الشعرية سواء أكانت باللغة المحكية أو باللغة المعيارية الفصحى ؛ فإن التكرار يعكس الحالة النفسية للشاعر ، بحيث يحقق من خلاله نوعا من التوازن الداخلي للقصيدة .
5- المحسنات اللفظية :
أولا : الجناس وهو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى ، وهو نوعان : تام وغير تام . مثل ، ( صبر / قبر/وسواس /يمساس / نش / أش /كلام / سلام / كبة / محبة / عد / شد / كيد /بارك / البارك / غادي / الغادي / عيوط / حيوط / البارح / جارح / سارح / تبكي / تشكي / حمال / جمال / حني / خلي .)
ثانيا : الطباق وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلام ، مثل : ( خيال الحي / خيال الميت / البرد / الحر / بحر / بر / خير / شر / أنا / الآخر / الليل / النهار . )
ثالثا : الاقتباس وهو نوع من التضمين للقرآن والحديث والأمثال ، مثل : " الوقت كالسيف إن لم تقطعه ،قطعك " في قوله : كالو الوقت سيف / قطعو قبل ما يقطعك .
الحقل المعجمي : ( الجدول رقم 1 )
الألفاظ المرتبطة بالجانب النفسي والوجداني الألفاظ المرتبطة بالكتابة الألفاظ المرتبطة بالموروث البدوي
لحزان / الهم/ دمعة/تبكي/تشكي
التنهيدة/نكاد الخيال/الحال/
وسواس/الفرحة/الضحكة/جراح
القلب عليل .
لحروف / اكتب / خطوط / مداد / سين – لام – الهمزة – الألف / الورقة / لقلم / معاني / كلام / الكسرة / الفتحة / الضمة/سطور/كتبة/الهدرة / برية / يتهج
الخيل / أوتاد / قطران سعدك / جبيرة / السربة / العفطات / البارود / زريبة / مريرة / الصابة / المرفودة / فدان / العود البركي / مناجل / كرشال غبار غلة / الكاعة / نكاس / لحطب / لجام / الطاحونة / الكلال / سواكن وعيوط / ازرع اسقي احصد / جنيه / الصوف
المنجج/الشكوى/الخابية/الخيمة
( الجدول رقم 2 )
ألفاظ لها ارتباط من الناحية القيمية الأخلاقية والدينية ألفاظ لها ارتباط بالطبيعة
الحق – الصدق – الصبر- الحكمة – الرحمة – المحبة – حال – الله – صلات – شادة حق الله – الروح – سبعة رجال – جذبة ... لبحر- لحجر- طوب- الكمرة- الريح – الواد الرمل – الموج – ضباب – الماء – السماء قبر – لفجر – البرد – الحر- الزهر- النسر جبال- جلد الماعز- السحابة- غيوم- جنان- ساكية- الدالية – الطير – الكرمة – التراب الشمس – نجمة -
( الجدول رقم 3 )
ألفاظ لها ارتباط بالجانب الفني
ألفاظ مرتبطة بالأسماء
ألفاظ بأسماء بعض الطيور وبعض الحيوانات
ملحون – عيوط – سواكن
ميزان – مساوية الماية- موال – قوافي – كناوي – غيوان - غناها ... حفار/حداد/حمال/عطار/
لعباد / بنادم/علام الموج/
بحار/حياحة/الغادي / البارك/ جوال/الساكت/باب/
عريس/حطاب/عشاق/جمال
بوي عمر/كراب عطشان/
شامة / مريم ...
الحية / جرادة / النمل / نحل بشارالخير/نسر/الماعز/خيول
لحمام/الطير الحر/ موكة/ عنكبوت / العود البركي..
ومن خلال هذا الحقل المعجمي المتداول من قبل الشاعر ، نلاحظ ما يلي :
_ هيمنة المعجم البدوي
_ الترويج لمعجم له علاقة بالكتابة والقراءة
_ استخدام المعجم المرتبط بالطبيعة ، ولذلك علاقة بالمعجم البدوي وللنزعة الذاتية لدى الشاعر .
_ تأثيث قصائد الديوان بمعجم يحمل أسماء بعض الحيوانات و بعض الطيور التي لها علاقة بالفضاء البدوي ، والتي يمكن أن تؤدي المعاني التي يرمي إليها الشاعر في قصائده .
_ ذكر جملة من الأسماء أغلبها جاء على صيغة المبالغة " فعال" أو اسم الفاعل ، باستثناء ثلاثة أسماء : مريم / شامة / بوي عمر .
_ استعمال الشاعر لألفاظ مرتبطة بالجانب الفني ، مما يدل على سعة معارفه الفنية .
_ ونظرا لأن الشاعر ذاتيا فقد استعمل جملة من العبارات اللصيقة بالجانب النفسي والوجداني
_ استثمار الشاعر مجموعة من الألفاظ المرتبطة بالقيم الأخلاقية والدينية ، التي تمتح تارة من الثقافة الصوفية ، وتارة من ثقافة دينية مصطبغة بالخرافة .
وقبل أن أختم مداخلتي لابد أن أشير إلى أن قصائد الديوان تتميز بمسحة غيوانية درامية تنطلق من الإنسان لتعود إليه ، وهذه القصائد تجسد بصدق رؤية شعرية لاتخرج قيد أنملة عن رؤيا الشاعر الحديث ، برغم اختلاف تلاوينها ، ولذلك دائما ينطلق من سؤال الذات ..
مال هاد الدنيا
حديث فحديث
مال هاد الجوف
شكا مللي شكيت
مال هاد العين
بكات مللي بكيت . ص 102
على سبيل الختام :
تبدو المعاناة في ديوان محمد مومر هي المحور الأساس للبوح والمسكوت عنه ، والنظر للأشياء المألوفة بعين غير مألوفة ، إنه الشاعر المبدع ، الذي يمتطي اللغة ويروضها ، إذ ينطق الجماد ويجعل المجرد محسوسا ، والمحسوس مجردا ، في وقت تبدو القصيدة وكأنها بيته العاجي المألوف ، الذي لايبتعد عنه قيد أنملة ، تطفح قصائده جميعها بالحزن فيصبح الديوان على إثرها مكانا خصبا لتصريف عبق المواجع ، ومع ذلك فالديوان لا تخلو قصائده من عمق النظرة والفكرة العميقة واللغة الشعرية المشبعة بالإيقاعات الداخلية والجرس المتناغم والإحساس الصادق ..
استعمل شاعرنا رموزا تحبل بدلالات أعمق من معانيها الأصلية ، مما خلق انزياحا وخروجا عن المألوف في الإيقاع ، واللغة الشعرية . وتقوم كل قصائد الديوان على الرؤيا غير المألوفة للأشياء ، وهي أشبه بقصائد غيوانية مكتوبة بالدم لتقرأ بالدمع ، تجعل المتلقي يفكر قبل أن يقرأ ....