ملتقى قصصي باذخ
لقد نظمت الجمعية المغربية للغويين والمبدعين بمنتدى الإبداع والتواصل /دار الشباب بوشنتوف ،لقاء قصصيا باذخا ،وذلك بتاريخ يوم السبت 26/06/2010 ..
حضرته نخبة من الأدباء والمبدعين من مختلف مناطق الوطن ،وقد مر اللقاء في مرحلتين باذختين :
1--- المرحلة الأولى من 11إلى 13 :ندوة
من تسيير مالكة عسال
خُصصت لندوة فكرية نقدية ،تناولت جوانب متعددة من القصة القصيرة جدا ،من قبل متدخلين لهم باع طويل في عالم هذا الجنس الجديد، الذي أفرز تساؤلات عديدة ،من حيث هويته ،وضوابطه وقواعده وملامحه ،وبنيته السردية وتسميته ،وتحاشي النقاد له كجنس مراوغ متعب ،وقد كانت للمتدخلين كلمتهم الراقية في الموضوع ،بشكل معمق وبليغ وهادف ...
***- الناقد مصطفى فرحات :
و طرح في مداخلاته ثلاث إشكاليات حول القصة القصيرة جدا :
1-- إشكالية التسمية وتعدد المصطلحات
2—إشكالية النشاة وأصول وجذور القصة القصيرة
3—إشكالية القراءة ،ومدى تجاوب القراء والنقاد معها
***-الناقد الكبير الحبيب عبد الدايم :
وقد وضح في مداخلته سجالات النقاد، بين معارضين للقصة القصيرة جدا ،والتنكر لها ورفضها ،وبين المؤيدين باعتبارالقصة القصيرة جدا كيانا مستقلا بكل المعايير ، مضيفا أنها حالة مربكة للنقاد ،طارحا إشكالية مكانتها بين الأجناس، موضحا نقط تقاطعها مع جنيسات أخرى :كالمثل الشعبي والنكتة ،وغيرهما ..واقفا بوضوح على دفاع بعض النقاد دون احترافية أو تخصص ..كما أشار إلى الحماس المفرط لاحتضان هذا المولود المدلل ...
***- والدكتور والباحث سهمي سعيد
حدد الجانب التخييلي والتخيل للقصة القصيرة بصفة عامة متأسفا عن عدم تحديدهما في القصة القصيرة جدا ...
وقد تجاوب الحضور مع الندوة ،حيث كان لهم تعقيبات تريح النفس مما يدل أن رحم الإبداع أنجب روادا في هذا المضمار، ليس من حيث البنية السردية فحسب ،بل ومن حيث تتبع هذا الجنس ،وتأطيره ،وكيفية شق طريقه نحو الاستقرار وإثبات الكيان ومن جملة المعقبين :
-- مصطفى لغتيري :
الذي رأى أن القصة القصيرة جدا،جنس مشترك مع الرواية والقصة القصيرة والشعر ،فهناك عدة نقط تقاطع مع الأجناس الأخرى ،لها هدف فني من الداخل ترتكز عليه ،من غير أن يكون هدفا وعضيا أو إرشاديا وقد برع فيها المغاربة..
--إسماعيل البويحياوي :
الذي حدد إشكالية المصطلح في أنه نوع سردي مفتوح على الأجناس الأخرى :الكبرى والصغرى ،مقتصرة على الكثافة ،طارحة أسئلة كونية وذاتية ..ملحا على أن المعنى يُبنى،لكن السؤال الذي يطرحه بدقة هو: شعرية القصة القصيرة هل هي شعرية القصة أم شعرية الشعر ؟ ..
---محمد يوب مشرف دفاتر تربوية
يرى القصة القصيرة مرتبطة بالفكر أي الجانب الفلسفي ،وهي ظاهرة فنية ،فرضتها ظروف المجتمع كالسرعة مثلا ،وتُبنى لغويا على الأفعال ،مع استعمال الخيال ،ضيقة المبنى شاسعة المعنى ..
--- عبد السلام خوى :
يرى أن القصة القصيرة جدا موجهة إلى نخبة من القراء ..
--- حسن عبيدو
يرى أن المغاربة مبدعون متصوفون فلاسفة ،ويتساءل كيف اختير للقصة القصيرة جدا اسما أكبر من حجمها ،أليس هذا تناقض؟
--- حسن بوريق
البقاء للأصلح هذا بما عنون تعقيبه ،داعيا إلى التمييز بين الأصلح وغير الأصلح ،ماهي جذور القصة القصيرة جدا ؟
---مريم بن بخثة
تقول : الكاتب يحمل قضايا الأمة ويهتم بكل ماهو كوني
--- عبد الله المتقي
بعد أن أثنى عن أعضاء الجمعية المغربية للغويين والمبدعين ،تناول الكلمة بذكاء حاد ،حيث رأى في أن مبدع القصة القصيرة جدا ،يُحفز الناقد على الخروج من الكسل ،وتجديد أدواته التي اعتلاها الصدأ ..متمنيا اسما مقنعا لهذا المولود الجديد، الذي هو القصة القصيرة جدا ..مضيفا تساؤلا يدل على حنكة عبد الله المتقي ومراسه ،لماذا أكتب القصة القصيرة جدا ؟مجيبا في نفس الوقت لأن رصاصة تقتل رجلا بحجم برميل ...
---حسن البقالي :
بعد كلمة شكر للمتدخلين ،يلح قاصنا على أن يواكب النقد القصة القصيرة جداوعلى الناقد رفضها أو إنكارها أوقبولها بتعليل مقنع ،مع الاتفاق على تسميتها ،مادامت هي جنس يحاور ويخاطب ويناقش ..
وهكذا كان للندوة حراك أدبي متميز ،أشبع نهم الحضور ،وفتح شهيتهم للنقاش ،حيث توضحت معالم وعوالم القصة القصيرة جدا ،و حددت ضوابطها ،وتبينت حدودها ،وتأطرت بنيتها السردية شكلا ومضمونا ،وهو جنس صغير فتي العود على حد قول المبدع مصطفى لغتيري ،أحبها المبدع ويظل يخاف عليها إلى أن يشتد عودها ...
أخيرا اختتمت الندوة الصباحية ،مع استحضار موعد اللقاء القصصي بعد الزوال ...
2--- المرحلة الثانية من 16إلى 18 و30 د:أمسية قصصية
تسيير الشاعر حسن عبيدو
وقد افتتحها الشاعر قائلا:لاحد للقاء القصصي ،لاحد لمتخيل القصاصين ،لاحد للومضة ،فمن ذا الذي يستطيع أن يُسَيّج القصة القصيرة جدا ويضع لها أسوارا؟؟،بعد أن أثنى على المتدخلين في ندوة الفترة الصباحية ،مذكرا الجمهور باسمائهم ،يبدأ الأمسية بتسييره الشاعري المحكم ،حيث تناوب على المنصة ثلة من قائدي سفن القصة القصيرة ...
** مصطفى لغتيري :- بلقيس - المومياء
** السعدية باحدة :- مائة وواحد وخمسون – في الحركة دمار
** اسماعيل البويحياوي : -- بيعة الأحلام – حمى اليقظة
** مريم بن بخثة :--مفارقة -- تواطئ
** حسن البقالي :-- ميزوري – العمى
** عبد الله المتقي :-- هكذا – الحصان الذي انكر صاحبه
** حسن برطال :-- صوت في راس اللائحة – برنامج حزبي
**محمد فري :-- اكتشاف – اغتيال
** عبد الغفور خوى :--احتجاب القمر-- رأس أبي الهول
**محمد منير :-- أول نار الحب – سرية
** محمد محقق : --بطل من ورق – هدايا ورقية
** الحاج قدور السوالي :-- طلب عمل
**كريمة دلياس : -- استنساخ – مقص وإبرة
** عبد السلام جعة :إعجاب – عبث أو يكاد
** عبد الغني صراض :--توحد – حقيقة مرة
**أمينة الإدريسي :-- فراشة – تلوث
** مصطفى لهروب :--امرأته الأولى – الثانية .....
** محمد أكراد الورايني :--رخصة مستحقة – إضافة ..
هذه فقط بعض النماذج، وقد شارك كل مبدع بأكثر من نصين ،حيث اقتطف الحاضرون لحظات ممتعة ،واقتنصوا إفادة جماعية ،أخيرا اختتمت الأمسية بكأس شاي في فضاء الحرية على شرف المدعويين ....
مالكة عسال
بتاريخ 26/06/2010
الرئيسية