محمد منير مؤسس
عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
| موضوع: وأخيرا..حانات تستيقظ باكرا في رأسي / بقلم توفيقثي بلعيد 29/4/2010, 18:33 | |
| وأخيرا..حانات تستيقظ باكرا في رأسي [/center]
بعد انتظار من طرف مجموعة من الأصدقاء ،الذين بلغ إلى علمهم ولادة ديوان " حانات تستيقظ باكرا في رأسي "(وخصوصا في المعرض الدولي الأخير للكتاب)وبعد قلق عاشه الشاعر المشاغب شفيق بوهو،كما ينتظر ويقلق كل من ينتظر مولودا تاخر كل هذا العمر...بعد كل هذا وذاك ... صدر عن منشورات بيت الشعر في المغرب ديوان يضم روح شاعر مشاغب بالمعنى الوجودي لرفض الاستكانة والمألوف..وقد جاء هذا العمل حابلا بستة وعشرين نصا اشتعلت وأضاءت وانذلقت عبر مساحة التسعين صفحة وما لم نراه لايسعه المحيط ولا جفاف صحراء بحجم اليباب والعطش... شفيق بوهو هذا الشاعر الذي يؤمن بكل عمق وصدق،كما جاء في احدى كلماته،أن:" الشعر بيتنا الذي يقطننا ..إنه لغتنا التي بحجم الحرائق..وهوبذلك يؤسس مع كل حريق مركزا في الهامش،الهامش الضيق حد الوسع." إنه في قصائده لا يكتب بقدر ما ينزف،يبتهج في حزن،ويستمتع في ألم،كما جاء في اهدائه للشاعرة ملكة واليالي(صاحبة حرائق الريحان)"هنا عمر من الأوجاع والأحزان فادخلي راضية مرضية وقاسميني قلة الحيلة،لكن الكثير من السذاجة المبدعة"... بكل سعادة تلقيت نسخة من ديوانه،الذي تسامرت ومخطوطه لليالي طوال،مزينا بحمولة شعرية ،أحب أن أشرككم فيها:"عزيزي الشاعر توفيقي بلعيد،لست أدري لٍمَ أحس بغربة أعمق..؟ هل تساوي أضمومةٌ رعشةَ كأسي التي أخاف أن تُفرغ..؟ ربما كنت ابليسا،أو الجزء الفاسد من القديس،لكن هل يستويان معا في قصيدة؟ كنتَ حاضرا منذ البدء،أرأيت..ومازلتَ هناك،في البدء. لا نهاية للشاعر ولا بداية،وأنت أدرى مني أيها المسكون حد الفجيعة بالكلمات الشقية وبالأوجاع الأبدية تهطل على رؤوسنا كالمطارق دون شفقة أو رحمة...إنه ديونيزوس الإله الشريد النقيد الآخر لكل الآلهة،رمز الجنون واللاعقل،رمز الخمرة وانحلال القيم السائدة،رمز للاندفاع الحيوي..زجَّ بي في هذه المتاهة...(هي " حانات تستيقظ باكرا في رأسي و لاأنام") وها أنذا أمشي بجوارك،بعيدا عنك قليلا أو كثيرا...12 أبريل 2010 لا أفق للشر يا صديقي...شفيق بوهو" تعمدت أن أنكل الاهدائين كاملين ليعرف الآخرون أنهم أمام شاعر مسكون بالفجيعة وبالقلق الوجودي وبرقة كل المجروحين... فهنيئا للصديق الشاعر شفيق بوهو الذي رفع القصيدة إلى مرتبة الوصايا والتوقع شاحنا إياها برؤيا شاعر رأى ما لم يراه الاخرون..إنك بحق شاعر رائي... واختم ببعض المقاطع التي سأنتقيها بالصدفة من هذا الديوان: أيها الرابح خسران صاحبه، باهت ضوء الخطى الواثقة. (في عشق الغجر ص 25)
افتحي النافذة كي يتبدد الظلام وتتسع الأسرار في غرفتنا..(في اقتراف العشق ص12)
نسو أصابعهم تُقشِّر بوابة العمر وبالدهشة الأولى حبواْ ما كانوا يقصدون الرحيل لكن الشرفات كانت واطئة، فانسكبوا قطرة، قطرة..(ما أضيق الأرض ص83)
يبقى أن أصحح هامش القصيدة الجماعية "ليلة أخرى بدون أحمد بركات" التي شارك في كتابتها،كاتب هذه الاضاءة،والشاعر سعيد أونوس،والزجال الراحل عبد الكبير الشكلاوي وصاحب هذا الديوان الشاعر شفيق بوهو شتنبر 1994 في المنزل 117 الواقع بالزنقة 28 بحي البرنوصي..لم تكن على هامش الذكرى الأولى لرحيل الشاعر أحمد بركات،ولكنها كتبت بعد حفل تأبين في نفس الشهر الذي توفي فيه ليلة 8/9 سبتمبر 1994.. ودامت لكم متعة القراءة...
توفيقي بلعيد
| |
|