رحلة الحلم في مدينة بن أحمد ما لم تقله القصيدة في عبورنا للمغرب

ما تراها قالت لي زهرة شقائق النعمان أو نوارة لعروسة كما تسميها بنتي أسماء حينها؟ أذكر جيدا همسها لقلبي لملم نثارك يا الغريب و لا تخدعك خضرة المرج فحمرتي ستوشيها بعد حين : لعلّها بل أكيد ستصبح أروع ... مازالت مدينة بن أحمد تتحمل هبلنا و جنوننا و تلملم شتاتنا و تزرع في خدودنا الفرح و تنثر أشعارنا للريح و الشمس فتشرق أكثر

و سلطان الغلة او كرموس برّ النصارى أو طعام الغلابة و المسحوقين و الحارثين للشمس ، أحبّه جدا و أتناوله خلسة و جهارا و لا أخشى شيئا و أنظر للصورة و أتذكر تعليق الشاعر التونسي جمال الجلاصي : زايد متاع هندي
نعم ها أ،ا أتذكر ألوانه و أشكاله المختلفة و أتذكر ليالي الصيف و أماسي الخريف و أتذكر من رحلوا و أقول الله يرحم الجميع

في ذاك المرج وفي تلك الجنة لمّا تفتح ضحى يدها و تكون الصدقة زهرة نضحك و تضحك أشعارنا في أيدينا و عيوننا قبل أن ننطلق للعرس الثقافي







من أين تأتي أعراس الريح و أفراح المروج من كرم أهلها حتما ... و أن نسيت فلن أنسى أبدا كرم المغاربة عامة و كرم أهل ذاك الربع " بن أحمد" و لن أنسى طلّة زوجة أخ مالكة عسّال التي طالما حدثتني عنها و قالت هي تشبهك تماما و ظللت أهفو لرؤيتها حتى أطلت و لم أستطع حبس دمعي و أنا أحضنها ، كانت أمي بخضرة عينيها و بياض بشرتها و هدوئها ، بكيت و شممت ريحها كما أشم رائحة أمي بعد غياب و أتمنى لها طول العمر و لكنني لا أنسى همس مالكة لي : اذا كبرت راح تكوني جميلة هكدا ... و تبسمت اذا كبرت يا مالكة



في حضن سيدة الشولي استكنت و أحسست بالطمئنينة تلك المرأة الشاعرة و الزاجلة مثل حمامة تعشق فلسطين و تعيش فيها و معها كلّ لحظة و كلّ حين رغم عيشها في مصر




في هذه اللحظة بالذات تتجلى سندس بكار و تقرأ لنا على هامش هذا الجمال و تأتي كلماتها رقراقة عذبة هادئة تتفح المكان و تفتح لنا على الجنة بابا

تورق سيدة و تزهر هنا و تشرق كأقحوانة

محمد منير قائد الفريق و المهاجم و المدافع في آن واحد تركته للأخير أو ما قبل الأخير لأنه لولاه ما كانت الرحلة و لولا وجوده كنا تهنا فعلا فهو كان راعينا في كل لحظة و حين و قد أتعبناه و أرهقناه و تدللنا عليه جميعنا ، فقدره أن يكون قائدنا و ها هو هنا محاطابنا فيزهر
هناك صورة أخذت لي هنا لكنني لن أضمنها هنا لأن موضوعها يستحقّ أن يتناول وحده
نلتقي على خير في حديث آخر
ألف شكر لك غاليتي مالكة عسال لأنك مصدر كل فرحتنا هذه