ما يرضي خرافة هذياني
منير مزيد
على حين غفلة
جاءني الليل منتشياً
يرتدي ثوب الأثارة
والسحر
صافياً كقطع الكريستال
يجرجر القمر
الغارق في الحيرة
بين نور صامت وآخر يضحك
وسرعان ما يدخل مخدع غجرية
تزرع الريحان بين نهديها النائمين
وعلى سيقانها تحط الفراشات
تستجدي الرحيق.....
في الروح
ارتعاش الكون
في العيون
شبق أحلام البحر
َ وفي القلب
زقزقة السماء
تملئ كأسِ التأمل
فأراني أَشْربُ حتى الثمالة
وإذا بربة الشعر تتعرى أمامي.....
يمكنني الليلة
أن أنسى كل شيء
ولو للحظة
أن أنسى غربتي
تجاعيد وطني الحزين
الغارق في دوامات الظلمة
شفاه حبيبتي الماطرة بالكرز
و النعناع
تصحّرت بعد موت القبلات
وأن اترك حمامة ذاكرتي
تنام في عش النسيان....
سأكتفي
بتأمل السماء
التي هجرتنا
منذ أكثر من ألف عام
وجاءت إلى هنا
تلهو في أنفاس الغابات الوثنية .....
سأكتفي
بالجلوس على مائدة الإلهام
أدخن تبغ القصائد
أطهو سيرة الحلم
وأحتسي نبيذ التصوف
فأهذي كما أشاء
ما يرضي خرافة هذياني ....