محمد منير مؤسس
عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
| موضوع: تغطية ملتقى تيفلت للقصة القصيرة جدا 5/4/2010, 20:32 | |
|
تغطية ملتقى تيفلت للقصة القصيرة جدا
اقتنصت مدينة الفلفل، بفضل جمعية الإشعاع الثقافي العريقة، أول ملتقى وطني للاحتفاء بالقصة الومضة تحت شعار:"القصة القصيرة جدا ومضة لاقتناص الحياة". لترتفع بذلك حصيلة الملتقيات لهذا الجنس الأدبي ببلادنا. كان الصالون الأدبي المغربي سباقا لأول مهرجان وطني ، بشراكة مع جمعية التواصل بالفقيه بن صالح في فبرا ير 2008 تحت شعار"جمالية القصة القصيرة جدا"؛ اتخذه الصالون كعرف ثقافي، بإقامة مهرجان ثان بالدار البيضاء أبريل 2009؛تحت شعار "الأدب في خدمة التنمية" بشراكة مع جمعية درب غلف للتنمية التي يرأسها اللاعب المغربي صلاح الدين بصير. كما احتفت جمعية النجم الأحمر بمشرع بلقصيري في ملتقاها الوطني السادس، بالقصة القصيرة جدا،في ماي2009 ؛ لتتسع رقعتها وتطل على البلدان العربية مع جمعية التواصل في ملتقاها العربي الأول الذي حقق نجاحا باهرا في دورته الأولى محور "القصة القصيرة جدا:الراهن والآفاق" وذلك في بداية مارس 2010 بالفقيه بن صالح. جلسة الحكي والترحاب شرّعت تيفلت أبوابها يوم 13 مارس 2010، لمعانقة عشاق الومضة التي أبرقت وأشعت في قاعة التنمية البشرية بقصر البلدية. كان اللقاء حميميا، أينعت سريعا خلاله زهور المحبة والألفة- بين المرحبين والضيوف- حين سقتها الكلمة الترحيبية الصادقة التي قدمها رئيس جمعية الإشعاع الثقافي السيد حسن خرماز، مبديا فخر الجمعية بالحاضرين،مبينا طموحهم في جعل هذا الملتقى تقليدا سنويا،اعترافا منهم" بالقيمة الكبرى التي أصبحت تمثلها القصة القصيرة جدا في النسيج الإبداعي بالمغرب اليوم.."،مشيدا بكل الفعاليات الجمعوية التي دعمت الملتقى ماديا ولوجيستيا شاكرا كل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية للخروج من تقوقع الجمعية وانحصارها في المحلي ، ومتمنيا تحقيق انفتاح وطني لائق. وبعد أن قدم ابن المدينة الفنان يونس العيساوي،فواصل موسيقية مائزة على العود،انطلقت جلسة الحكي التي سيرها الشاعر المتألق زين العابدين اليساري،الذي منح المبدعين والأدباء وقتا باذخا لقراءة كمّ من النصوص القصيرة جدا،أمام حضور كبير شكله التلاميذ ومحبو القصة من أبناء المدينة؛ وأساتذة ونقاد ومبدعون..أنصتوا بحب لكل من :عبد الحميد الغرباوي، مصطفى لغتيري،محمد البلبال بوغنيم،السعدية باحدة، عبد الغني صراض،عز الدين الماعزي. جلسة السمر الفني هُيئ صالون للسمر الفني،في صالة فسيحة بمطعم الأخوين،بعد وجبة العشاء مباشرة، ليفسح المجال لكوكتيل من المنوعات الفنية من زجل وشعر وقصة وموسيقى وطرفة. سير جلسة السمر عبد الحميد شوقي الذي غالب الزمن ليعطي لكل فن حقه:كانت البداية للزجل تحت طلب الجمهور،وكان كل الزجالين أبناء تيفلت ، التي أضحت مدينة الزجل بامتياز، ومن الأسماء اللامعة في هذا الفن ، قرأ إدريس الزاوي زجل"ريح الريح"، والميلودي العياشي "صهد الريح، و مريود لكحل"، وأتحف الحفل شيخ الزجالين ادريس أمغار المسناوي -الذي وقف له جمهور المبدعين احتراما وتقديرا- بقصيدة زجلية بعنوان"بخ الورد"،واستمعنا لقصيدة زجلية مازجت بين العامية والأمازيغية لاحميدة بلبالي بعنوان"إيزوران"التي تعني بالعربية الجذور أو العِرق.الشاعر محمد منير اختار من قصائده"سيرة شاعر عائد من لحظة جنون"و"أنشودة ليل منفلت من سواد"،وارتجل صاحب ديوان(العري على موائد اللغة) الشاعر زين العابدين اليساري قصيدة يحفظها بعنوان"قاب قوسين"،كما ارتجل عز الدين الماعزي قصيدة " تجليات حرف" ، وتحت نغمات العود قرأ نور الدين بوصباع " هكذا قلت للمتاهة" ، ومحمد بالخاوري جاء بقصيدة"العرف" ثم قصيدة أخرى نثرية قصيرة جدا"رفوف". و شارك في القراءات القصصية كل من:محمد مزاحمي بقصة"الحائط"،وعبد الله أيت بولمان بقصة"المسمار"،كما شارك إبراهيم أبويه بقصص قصيرة جدا مهداة لعبد الحميد الغرباوي:"ساحة" و"عنف المكان "و"حلم يكرر نفسه"، و قرأت السعدية باحدة قصة بعنوان"151"،واختار كمال دليل الصقلي"تكريم"و"عدنان"، أما عسو شتينا فقد قرأ ق.ق.جدا "تضاريس الاشتهاء"،كما أمتع الجمهورَ القاص اسماعيل البويحياوي بمجموعة من القصص القصيرة جدا من بينها "طلاق/مقايضة/شرود/ جريمة/الديناصور.."، وقرأ محمد البلبال بوغنيم قصة بعنوان "حانة الاسترخاء"، واختارت ليلى الشافعي أن تقرأ قصة "سيدات فاتح ماي" ، كما قرأ محمد أموليد" العودة/نصف دقيقة" ،القاص محمد أكراد الواريني تقدم بقصتي"ملل"و"تمرد"، وعبد الغني صراض اختار قصة"المواطن صالح"و"تمظهر"أهداها لكمال الصقلي، أما عبد الحميد الغرباوي فقد أطل بوجهه البشوش ليقرأ قصة "الكائن" . جلسة النقد والمناقشة في صباح يوم الأحد، توجه الجميع إلى قاعة التنمية البشرية، لتعميق السؤال حول هذا الجنس الأدبي الذي اخترق بحبه جل عشاق السرد، فكانت" ندوة القصة القصيرة جدا ،ومضة لاقتناص الحياة" سببا في اجتماع عدد من المهتمين والطلبة الذين تابعوا باهتمام كبير ،كلمة رئيس الجمعية السيد خرماز التي عبر من خلالها عن سعادته بهذا الملتقى، وأكد على ضرورة المواكبة النقدية للتراكم الإبداعي،مما يدعونا إلى الاستماع لرأي النقاد. كانت المداخلة الأولى بعنوان "جمالية الحذف في القصة القصيرة جدا" من تقديم الأستاذ عبد الرحمن مولي الذي تناول مصطلح التكثيف والحذف والترميز والإيحاء وتلغيم العنوان؛ليخلص أن نظرية التلقي ترتكز أساسا على أفق التوقعات، التي تجعل القارئ مشاركا في بناء النسق الدلالي للنص السردي القصير جدا.. كما تناول د.رمصيص من خلال مداخلته "أثام القص المتمنع"عددا كبيرا من المفاهيم من خلال طرحه لأسئلة جوهرية تتعلق بالكتابة الشذرية عموما وتركيز القصة القصيرة جدا على النهايات. وأكد د.رمصيص على الومضة باعتبارها تستنطق الصمت وتصنع حكيا متوحشا لا يلزم المعنى الواحد، كما أنها تحتفل بالحذف الذي خلق إشكالا نظريا خلخل وظيفة التواصل في الأدب، وأعاد النظرفي مفهوم اللغة الحكائية ؛ ومن خلال عنوان فرعي "جدل الكتابة والحذف"،أشار د.رمصيص إلى ما عرفه العقد الأخير من تطورات في الإبداع السردي العالمي ،جعل من الإيحاء والرمز والحذف غاية فنية جمالية ليست متاحة دائما مما جعلنا أمام إنتاجات سردية تتراوح بين الجودة والتواضع.. ورقة القاص إسماعيل البويحياوي كانت بعنوان" القصة القصيرة جدا: نوع تخييلي سردي جديد" .اعتبر فيها القصة القصيرة جدا نوعا سرديا يقدم حقيقة تخييلية في مقابل الحقيقية الدينية والعلمية والفلسفية ، لكن في تفاعل مع هذه الحقائق نقدا وسخرية وهدما مما يجعلها بالأساس فعلا كلاميا لعبيا مراوغا. نوع ولد في سياق عصر يتسم بالسرعة والشك والقلق ومساءلة الأيديولوجيات واليقينيات الكبرى المنافية لإنساينة الإنسان، علاوة على سمة التشظي وانكسار الأنساق والمنظومات. القصة القصيرة جدا تختزل في اللاحقة (جدا) القائمة على مقومين جوهريين متفاعلين : القصصية والكثافة ، مما يجعلها هجينة مفتوحة ترتحق من الأجناس السردية والشعرية وغيرها و من الأنواع الكبرى والصغرى وخاصة الأنواع الوجيزة/ القصيرة جدا كالخبر والنكتة والطرفة والحكمة وقصيدة النثر والهايكو. تتمثلها من خلال خرمها( جدا) وتحولها إلى كتابة ممتعة وجميلة وخفيفة لكنها، في الآن ذاته، ساخرة واخزة وفاضحة زئبقية متعددة الأوجه بناء ودلالة ومقصدية مما جعلها تراهن على / وتتطلب قارئا جديدا عاشقا متفاعلا. وأنهى ورقته باقتراح أدوات مقاربة تداولية معرفية لاستكشاف النص القصصي القصير جدا وتأويله تأويلا ملائما. .فتح بعد ذلك باب التدخلات والأسئلة التي كانت في مستوى رفيع جدا ، أثمرت النقاش وحفرت في عمق الكتابة السردية ، طارحة إشكالاتها المتعددة ،ومؤكدة على ضرورة الرفع من جودة الأعمال، وعدم استسهال هذا الجنس الإبداعي لصعوبته ، وقد كان لحضور أساتذة الفلسفة والعلوم أثرا إيجابيا لرفع مستوى النقاش، وجعله حوارا فكريا بامتياز لغاية تمثل الفعل الإبداعي بالمغرب وتبويئه مكانة رائدة داخل النسيج الثقافي العام . الجلسة الختامية وبعد استراحة الغذاء عاد الحضور إلى القاعة للاستماع إلى القراءات القصصية الثانية ،التي سيرها عبد الحميد شوقي باقتدار ومسؤولية كبيرين فكان الجمهور على موعد مع المبدعين : حسن برطال، محمد لمرابط، محمد منير،محمد أكراد الورايني، اسماعيل البويحياوي،كمال دليل الصقلي،بالعياشي، جمال ،إبراهيم أبويه ،والشاعر الزجال احميدة بلبالي الذي اختتم القراءات برائعة زجلية صفق لها الجمهور بحرارة. تناول السيد رئيس الجمعية الكلمة، ليعلن عن اختتام فعاليات الملتقى،ويضرب موعدا للملتقى الثاني المزمع تنظيمه في السنة المقبلة إن شاء الله ، شاكرا كل من ساهم في إنجاح هذا العرس الثقافي .
تغطية:إبراهيم أبويه و السعدية باحدة
.. | |
|
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: رد: تغطية ملتقى تيفلت للقصة القصيرة جدا 5/4/2010, 20:47 | |
| هذا هو عرس الومضة بحقّ الف مبروك لكم هذا النجاح و لتستمر الأعراس الثقافية فهي ملح هذه الأمة حتى تنهض من تحت الركام يا رب أكون معكم في السنة المقبلة باذن الله
| |
|