مستهل القصيدة يعبر عن الاستيلاب اللاإرادي للأنا الفاعلة و المنفعلة( من غير هواي) ،تورط في الدخول الى عوالم الحرف و الاعتراف به كمعطى ادراكي يجمع بين الفعل الايجابي ( دواء ) و السلبي (داء ) (علتي) و (شفاي) ،و تستمر هذه المعادلة أو ما يمكن ان نسميه بجدلية الفعل و الانفعال التضادي .ثم ينتقل الشاعر بعد ذلك الى تأكيد تورطه بأسلوب تأكيدي اعتمد فيه على كلمة واحدة في كل سطر :
دخلتــــــــــــو
سكنـــــــــــي
رويتــــــــــو
بــــــــــلاني
و الدخول هنا يأخذ طابع العفوية لكن يقابل هذا الدخول بانعكاس سلبي على الانا ، و لعل عملية الارتواء(رويتو) (فعل ايجابي) تقابلها (بلاني )كرد فعلي سلبي من الآخر أي الحرف .و عندما يستعمل الشاعر هنا هذه المعادلات المتضادة باستعمال الكلمة الواحدة في كل سطر ،يروم الى ايصال خطاب تأكيدي تشترك الكلمة الاولى مع الثانية(دخلتو.سكني) في بناء صورة شعرية تتوحد مع الصورة الشعرية الثانية ( رويتو .بلاني) لتنسج صورة موحدة للتورط و خيبة الأمل كصفة تفاعلية بين الكلمة و نقيضها .
و الخاتمة تأتي في صيغة سؤال :
لحرف
واش دخولو
كيف خروجو؟
يترك للمتلقي فرصة المشاركة في هذا النسج التفاعلي ،سؤال يحمل في طياته تساؤلات عديدة .
و الجميل في ادراج هذا المثل الشعبي أنه اعطى للنص مساحات كبيرة نحو القراءات المتعددة في تلك المعادلات المتضادة في مقدمة النص ، فأولا هناك عملية الدخول للحرف التي يقابلها الدخول للحمام ،و النتيجة الحتمية في عملية الخروج تختلف اختلافا جذريا سواءا بالنسبة للحرف أو الحمام ،لان دخول الحرف فيه (علتي)(بلاني)(نواحي )(ضيقي)(هياجي) و في المقابل فان دخول الحمام و الخروج منه اختيار ينعكس باليجاب على الأنا .
اخي و صديقي العزيز نجيب
سؤالك المطروح هذا من خلال هذه القصيدة الجميلة ،فتح شهية الكتابة لدي .أرجو ان تقبل مروري المتواضع هذا .
دمت محبا للحرف