تأتي قصيدة "لامتك " لتطرح من خلال مضمونها و ابعادها الدلالية و التداولية أسئلة حول راهن الكتابة في علاقتها مع صورتها الماضوية ،و هي اكيد علاقة مقارنة و تجاذب بين المحدث المعاصر من جهة و أصالة القديم الماضوي الذي يطرح هنا كبذيل مأسوف عليه :
فِينْ زِينَكْ يَا دْوَايَة؟
فِينْ الصّْمَقْ ولَعْنَايَة؟
فِينْ الطَّالَبْ والْمَحَضْرَة؟
و البديل عند الشاعر هنا هو ذلك الماضي الاستيهامي ،الذي يمثل الحقيقة المثلى ،و النموذج الأمثل للكتابة بكل طقوسها و آليات اشتغالها ،و كل ذلك طبعا في علاقته التفاعلية مع الذات الكاتبة .
وايَّامَكْ عَزّْ فْعَزّْ
مَا تَعْرَفْهَا هَاذْ لِيَّامْ
بل يذهب شاعرنا الى ابعد من ذلك كي يعبر و بمرارة عن الاحساس بالاحباط لما آل اليه واقع الكتابة من ترد و تدهور .و مفهوم الكتابة هنا قد يأخذ ابعادا و رموزا اخرى قابلة لاستقراء تداولي و دلالي.
آهْ، والآهْ بْعِيدَة مْسَافْرَة
مَا عَنْدْهَا رْجُوعْ
و لعل اللجوء الى الصبر كملاذ يفتقد للتفاعلية الايجابية، و طرحه كبديل قسري يؤكد الاستكانة المعلنة و القبول بواقع فرض نفسه .
مَا گْدِّيتْ نْگُولْ لِيكْ صُبْرِي
وكَلْمَةْ الصّْبَرْ
عْيَاتْ بْالصّْبَرْ
والصَّابْرْ جُرْحُو مَا بْرَاشْ.
اخي سي محمد مومر ، كتاباتك لها طعمها الخاص كلما مررت من بين احرفها الا و شدني الحنين للشاوية ،كأرض و تربة و وجوه بملامح نقية،قيمة الأرض المغيبة بحد التوسع" المتمدن" و الحاضرة دوما .
و دمت و دام لك وهج الحرف