في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
(إلى عيني لـ.... وهي تلملم شظايا انفلاتي في صراط عينيها)
سامي البدري
كانت ليلا من زيت الكلمات
كانت عزما لإرجوان خصاصاتي
خلف أديمها تبسط الصلوات مزاميرها، زحفا
وبين يديها تعقد حروبي أحلافها،
جفلا من نفور شرودها...
كانت رمحا لأناقة اشتهاءاتي.
""""""""""
في حقول الريح التقيت صراط عينيها
لم تكن (امرأة) أخرى في صقيع المدن المنسية
كانت أورشليما
يرسم حصار الأسئلة....
لقدر آت.
"""""""""""""
لجبينها، تفرش الشمس وقارها، تضرعا
ولفتنتها، يخجل القمر من أنوثته
وينزوي في ظل قامتها
ولحضورها تهوي ملامح كل الصباحات
هي الوعد والبشارة
ووقع المسافات في حصرم الأساطير
وكما تذوب كل فصول اللذة على عتبة شفتيها
تحتكم لعينيها كل نصال الحرائق.
""""""""""""
منتصبا في ذاكرة اللغة، أبحث عن وجهها:
حرفا من رشق الليل وحفر الشعر
من قال في البدء كانت الكلمة...؟
في البدء كان الشعر و(هي) أول آياته
ومنها سالت فراسخ العشق
وزوادات ليله وأنوثة الياسمين.
"""""""""""""""
على فنارات خائرة الأصابع
كدست أشجار انتظاراتي
كان الأفق مبتلا بوشوشة مخاضها
ويد الله مبسوطة وبلا ظمأ...،
ترشح بغيوم اسمها
مطرا وعرائش وصايا وخمور..
فكنت وكانت خيول الآرض بلا صلبان
وعبق صوت الله برائحة الحلم
وكان بلا أسئلة.
"""""""""""""
لأن كل مسالك الوصايا ملكها
لأن بروق القيامات والياسمين مطويات بطفولة صمتها
كثيرا ما تضيق أحلامي عن اشراقة خطوها
وكثيرا ما تعلن اللغة عن يأسها والبحر عن ذبوله
وأنا عن تأجيل جنوني
حتى قيامة الساعة الواحدة.
""""""""""""""""""
مطر أزرق لعينيها
هل بعد البحر من أفق لحجر مسافاتي غير عينيها؟
هل بعد نشيدي من مطر لعينيها؟
هل بعد شتائها مطر لصحارى ارتحالي
في جسد اللغة وانشغال النشيد؟
هل بعد سحب تشرين سماء غير عينيها...
بها أبدأ
ومنها أسحب ظلالا لافقي
ومديحا أكسر به غائلة عرائي.
"""""""""
كم كنت غمدا لأشياء لا تعتريني
وأنا على سطح مدن مسكونة بغنائك
ووشوشة ولع يقول إنك هنا
كم كنت وحيدا أطارد سماء هجرة الشمال
منذ آدم... وآدم مات وإرتكن
منذ نوح ونوح كسى بحكايتك عري الهواء
وأنا متمسك بفراغك في دمي
أنت سيدة ذلك الفراغ
ولك كل دمائه كانت.
""""""""""""
عن وطن كنت أبحث، عن حجر لذاكرتي
عن دم لفراغك،
كنت أسأل صلبان الفنارات
عن لغة لقصيدتي... كنت أستسقي وجهك
فلغتي فيك لا تفقهها المعاجم
ولغتي فيك حصاد أوردتي
ولغتي فيك ما يسكب البحر من دهشة
وما يوجز بصمته حين يمسح بذراعيه
شرفات اليقين في القلب
وعن وجهي شباك الهجوع.
""""""""""""
حين أشتهي غمرة الجسد، أبحث عنها في عين الغزالة
حين أشتهي سنبلة النار، أبحث عنها في ثنايا الجسد
وحين أشتهي الغزالة أبحث عن ختمها بين عينيك
وفي تفاصيل أناملك
وحين أشتهي فنائي في جرح الوردة
أدفن رأسي بين نهديك
وأخلد لمساحة جنونهما.
"""""""""""""""
موتي مغمسا بجرح شفتيك يضيئني
فأحن إلى لحظة خجلك وكتمك لتأوهاتك
إذ يمر قمر مغرور بواقعة السرير
- (..........) مازال الفجر صابرا
- دعيني أسمع تأوهات عينيك
إذ تتفجر اللذة من زهرة الجسدين
- لنواصل سرقاتنا دون أن نوقظ ثنيات الشراشف
فجسدي يلتهب في معبد الصمت...
في الصمت يولد الشعر أيها الشاعر!
"""""""""""""""
آه يا غزالا يطارد الليل في عين الصمت..،
ويعدو خلف القصيدة
يشق الصباح إلى مرتعين
ليعيد ترتيب أحلامي الذابلة في المدى
ويعيد لأشيائي أحقابها الساقطة
آه يا غزالا تحت أضلاعه سرب قيامات
وفي قلبه سنونوة غفو مصابر:
يحشو خاصرة العبارة الحائرة...
بدمعة صبية نائمة
آه يا غزالا يراوغ رعشة المستحيل
ويعبر الأفق راحلا – كجنود الحروب – إلى الرحيل
بحثا عن دم القصيدة.
""""""""""""""""
ألف مرة تزهر شجيرة الورد
وتفتح الزهرة كأسها
ليعبر الملتاعون – على ندائها – ألى سينين وحرث الجلجلة
إلى ملح الكلام وتنهيدة العبارة
في أي وصية رسم وجه الغزال؟
في أي لوح رسمت تضاريس أوبته
من وادي العقيق ألى وادي السفر؟
سأسأل بغداد وأم العرائش
عن دم المسيح الذي صلب المتسوقون
على قارعة ما خالوه خاتمة للحكاية
هل من خاتمة للحكاية؟
اسعفني يا درويش بربك
فريتا ماتزال تنتظر قطرة البداية.
"""""""""""""""""
ملح الليل يقطر جسدينا فوق طاولة اللغة
أيقونة من شغف
أيقونة ليوم الجلجلة
أي شفق هو بحساب الجسد، عندما أقرر موتي؟
هل عليّ أن أقرر موتي (لـ....)؟
أمثالي لا يموتون عندما يرغبون
بل ينازعون حتى يقدرون
فهل عليّ أن أقرر موتي (لـ.....)؟
أي وجع على ذاكرتي أن تواجه،،،
وجعك أم وجع جبيني
أم وجع الحلم الذي يراودنا؟
عالق حلمي في منتصف الرجوع إلى يدي
عالقة لغتي في مجترح ذاكرتي
عالقة خبيئتي في منتصف الطريق إليّ أم إليك؟
ضعي إصبعك لأهتدي إليّ
ضعي إصبعك لأجد أرضا لموتي (لـ.....).
""""""""""""""""
مثلما لذاكرتي حصرمها، لقلمي حصرمه...
ومازلت، تحت قوس عينيك، أضرس
أي عناد سيمحو أصابعي من ذاكرة شجيراتك؟
أي مطر سيغسل بصمة أصابعك من لوح عنادي؟
هل عليّ أن أضيع موجة أخرى في بحر ألشرود...؟
لماذا؟
كم قارورة صبر علينا أن نكسر على رصيف الحول؟
ليتك تذوقت حصرم الحلم والعبارة!
وليتني أسعفتك بلغة أخرى
لا تكسر نجمتي على موائد البحر.
""""""""""""""""""""
كيف أريح ذاكرتي من غمامة الوقت؟
كيف أقتفي حرث أوتاده في جهامة كلماتي،
وأنت تطوين الفصول بصمت الكتب؟
كم خريف عليّ أن أتلفع لانزع عن حبرك قيظ السفر؟
أي صعود، على خامة الريح، أن تصطلي،
لتنزع، عن كاهل الرهن، أنقاض القدر؟
وأنت من تكونين فيها؟
من كنت على ذلك المتن القصي للرهن؟
أحجية مكملة؟
"""""""""""""""
على مسافة رتق واحد من شهقة القصيدة،
قلت أحبك، فانشطر الوقع إلى رعشتين،
ليعيد ترتيب شؤون انغماسي في لاهوت الكلمة
وانهمار غمام فصلك في جفون المطر
فهل قالتها تهجيات أصابعي
وهي تجوس في مرابض الشجن؟
قلت أحبك لأؤكد لشتاء قامتي
أني صنيعة كلماتي وأنك غيمتها
وأنك، في معبد الأصوات القصية،
كنت غبش الماء وصمته الباسل.
"""""""""""""""
عالقة بشرفات بوحي كل آلاء شرودك،
وكل ارتكابات الشغف
كم كنت وحيدا في الجزر العتيقة، كالعهد العتيق
كم كان صوتي قصيا ومتورطا بشياه الفجيعة هناك
كم كان حزني قديما وموغلا هناك
وتقولين كان زمنا مستعارا...؟
وهو كل ما تبقى من دمانا وتحت وسادة القلب؟
يا امرأة من صلصال السؤال..
شجني لن يكسروه، كما كسروا رجوعك بالزمن المستعار
وبكائي المخفور على كل أسوارهم
لن يتقمص غير حرقة أصابعي
وهي ترفع عنقاء انتظاري من رمادهم
وحدي رسمت خيار هذا البحر ليساعدني في رغبتي
ووحدي سأبقى خافرا
على مديح الزمن المستعاد... وهي أغنيتي الأخيرة.
فهل مازلت وحيدا في صيف رغباتهم؟
سأعيد ترتيب كل الأشياء والأسماء وسجلات سماواتهم إذن...
فقط لكي لا أكون أو تكوني القتيلة.