مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مدارات
المدير العام
مدارات


عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 18/01/2008

اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير Empty
مُساهمةموضوع: اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير   اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير Empty18/11/2009, 19:29



المداخلة التي تقدم بها الأستاذ محمد داني في لقاء مبدع على مائدة النقد
الخاصة بالشاعر والقاص محمد منير
بدار الشباب بوشنتوف 14 نونبر 2009


اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير



باسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الحفل التكريمي الخاص بالأديب المغربي المبدع سي محمد منير... يشرفني أن أكون من بين المحتفين به من خلال هذه الورقة المتواضعة، والتي سأتطرق إلى بعض إشراقاته الجمالية والفنية.
إنه أديب مغربي، تعددت مواهبه، وتنوعت إبداعاته، وكثرت نوافذه، والتي من خلالها نتمكن من الإطلالة على سي منير الفنان، والتشكيلي، والأديب، والقاص، والمبدع، والناقد، والشاعر، والمسير، والمدبر، والمشرف، والجمعوي، والإنسان.
وأمام هذا التنوع ، والتعدد، وجدتني في حيرة من أمري، من أي يمكنني الإطلالة على أديبنا محمد منير؟
وأمام حيرتي هذه، لم أجد بدا من الإطلالة من نافذة الأديب، والقاص، لاقف على جانبه القصصي، والمتمثل في فن القصة القصيرة جدا عنده.
لم يكن ولوجه عالم القصة القصيرة جدا اعتباطا، ولا فضولا أو تطفلا.. بل كان عن وعي، وقناعة.. لقد خبر فن الحكي، ومرس أفانين الخطاب. وروض انواع السرد. فكان قاصا مجيدا.. بارعا... واستطاع بذلك أن يكون مساهما في توطيد هذا الجنس الأدبي إلى جانب رواد مؤسسين، كأمثال : عبد الله المتقي، وحسن برطال، ومصطفى لغتيري، وسعيد منتسب، وجمال بوطيب، واللائحة طويلة.
وعندما نقف إلى تعليقاته، وآرائه التي كان يذيل بها مشاركة بعض الأديبات والأدباء بمنتدى مطر، وبيت الحكمة، نجد أن الخاص منها بفن القصة القصيرة جدا، ينم عن وعي بتكنيك هذا الجنس الأدبي ، وفنياته، وجماليته.
وحتى نتبين هذه الفنيات، ونقف إلى هذه الجماليات، ارتأينا أن نحاور بعض قصصه القصيرة جدا.. وهي: (اعتقاد- توحد- اكتشاف- قصيرة جدا- سؤال- لعنة الذبابة- البوشتاوية- وجهة نظر- رد اعتبار- تأسف- المبدع-)
إن الأستاذ محمد منير من كتاب القصة القصيرة.. له تصوره الخاص لهذا اللون الأدبي، يعرف أن مسمياتها تعددت، وتنوعت ما بين: القصة القصيرة جدا، و الشذرة، والومضة، والأقصوصة، والتوقيعة، والإبراقة، والقصة الصرعة، والقصة في دقيقة، والمؤنسة،والممتعة... وكلها مسميات لجنس واحد... فتن قطاعات مرموقة من السرد.. واليوم في زمن السرعة والفاست الفود، أصبحت القابلية عليها كبيرة، وأصبح الميل إلى القصر ملفتا.. وهذا قد مس كل الأجناس الأدبية. وهذا الميل إلى القصر لم يفقد القصة القصيرة جدا صرامة الخطاب، ولا دقة التحديد، ولا قوة الدلالة.. كما انه ميزها بالسرعة، والتكثيف، والتركيز.
إن سي محمد منير يعرف انه بقصصه القصيرة جدا هاته، يخرق الخطية السردية التقليدية، لذلك يتفنن في إبداعها، وهو يتساءل كل لحظة: هل يكفي القصر، وقلة الكلمات لنقول بأن هذه القصة قصيرة جدا؟.
إن الأمر لا يتعلق بالقصر فقط. بل بأمور أخرى. يعيها محمد منير جيدا. ويعرف أن القصة القصيرة جدا، هي قصة الحذف الفني، والاقتصاد الدلالي الموجز، وإزالة العوائق اللغوية، والحشو الوصفي.
كما أنه يعرف أن هذا الجنس الأدبي له قدرة كبيرة على توصيل الرسالة الأدبية إلى المتلقي.. وأنها من خلالها، وبواسطتها يمكن التعبير عن وقائع الحياة السريعة التي تتطلب الاختصار في كل شيء.
ولذا هو يعرف حق المعرفة أنها فن ليس سهل الكتابة كما يتصور الكثير.. بل هي من الصعوبة بمكان.. وتتطلب تحكما في آلياتها، وفنياتها، وبنائها، وشكلها، ولغتها.. واختزال الحدث المروي فيها.. والاختصار في حجم الكلمات المعبرة عن الموضوع...
إن القصة القصيرة جدا، تحكي حكاية مثل جميع الأشكال السردية الأخرى.. وتتوفر على شخصية تقوم بإنجاز الحدث، والوحدة، والتكثيف. كما أنها تمتاز بخلوها من الشرح والتفسير.. والمفارقة. وهذا يجعل منه محمد منير شرطا أساسيا لومضاته، لأنه يدفع النص إلى تفريغ الذروة، وصدمة القارئ..بما لا يتوقع. وتكسبه اللذة الفنية، والارتياح النفسي. وهذا يؤكد لنا إيمانه بمقولة الأستاذ عدنان كنفاني، حيث إنه:" في سبيل الوصول إلى ذلك لا بد أن نقرر أن الصعوبة تكون مضاعفة. فالكاتب المبدع عليه أن يحمل نصه على تلك الشروط: الفكرة والحدث من خلال التقاط لحظة الومضة، والشخوص، والمكان والزمان، والعقدة الدرامية، ثم تصاعدها للوصول بها إلى الحل... ويقدح شرارة المفاجأة والإبهار والدهشة في مخيلة المتلقي.. إضافة إلى الجمل الوصفية، والكلمات الرشيقة، واختيار المواضيع التي تهم المتلقي.. ما هنالك من شروط إضافية محببة ومشوقة. كل ذلك في جمل قليلة، ومضغوطة لا تسمح باستئصال كلمة واحدة وإلا تفكك النص"
ومحمد منير من خلال قصصه القصيرة جدا، يمارس تأثيره وسحره الفني.. ويجعلنا نجوب إبداعاته بحثا عن فنية الكتابة عنده، وبحثا عن تحديد العوالم التي يريد أن ينقلها إلينا كمتلقين.
إن مفهوم الكتابة عنده، فعل لقراءة الوجود.. وتركيب جمالي لمجموعة من المكونات الجمالية، واللغوية.. إنها عمل تواصلي.. ورسالات ذات شفرات خاصة... كما أنها تعبير عن الذات، وتحقيق لوجود، وفهم العالم، والمحيط.
وبواسطة هذه الكتابة نعيد معه كمتلقين بناء العالم، وترتيب صوره المختلفة التي تتدرج من الواقعية إلى السخرية إلى النقد، والتعرية.
إن الكتابة التي يقدمها سي محمد منير، كتابة أدبية يقدمها لنا لنستشف منها رؤيته كأديب، وكاتب قصة قصيرة جدا.. لكن السؤال المطروح: هل ما يقدمه محمد منير يمكن اعتباره حقيقة أدبا مغربيا حداثيا، وجديدا؟. يضيف مسافات خاصة أبعد مما كان يغامر في الأسئلة ومستويات الكشف والتأمل؟.
كيف يمكن لنا كمتلقين أن نرى فيه التميزعن كتاب آخرين؟ كيف يمكن لنا أن نرى فيه تميز الكتابة؟ ما حدود خروجه عن الشكل المألوف؟.
إن الكتابة عنده من خلال هذه الإرهاصات الاستفسارية، تجعلنا نراه كاتبا منتقدا لواقع حياتي بكل تناقضاته. وبالتالي نجد أن الكتابة عنده استلهام لكل ما يرى ويسمع، ويقرأ، ويحوله إلى كتابة ذات دلالة ومعنى، وفنية، وجمالية... وهذا يتقارب مع ما أشار إليه ( ماريو بارغاس يوسا)، حين قال:" إن الكاتب الكبير مخلوق شره.. مخرب آثار، يضع في جراب كل ما يمكن أن يصل إليه، يستعمل جميع الوسائل، يتناول ويدخل ويعيد تركيب كل أنواع المواد في جمع أو بناء إبداعه الخاص".
ومحاورتنا لمحمد منير، ستكون من نوافذ فتحناها خصيصا، لذلك منها:
1- العناوين: إن العنوان كما حدده ليو هوك، هو:" مجموعة من الأدلة اللسانية التي يمكن أن تعتلي النص، والإشارة إلى محتواه العام، وإغراء الجمهور المقصود"
والعنوان هو الوجه الذي نتعرف به على النص، ونلجه من خلاله.. إنه وسيلة للانتقال من الخارج إلى داخل النص.. فهو يفتح شهيتنا للقراءة، ويغرينا بالسفر في ثنايا النص، واكتشاف أغواره. كما انه يمدنا بالدهشة واللذة الأوليتين لولوج عالم النص.
إن العناوين التي افتتح بها محمد منير نصوصه القصصية، هي نصوص واصفة، موازية .. وقد فجرت فينا الدهشة الأولية، وولدت فينا صراعا مارس في داخلنا الهدم والبناء.
وعندما نعود إلى هذه القصص القصيرة جدا، نجد عناوينها صنفين: عنوان فردي، وعنوان مركب.
فالعناوين الفردية جاءت جاءت مكونة من كلمة واحدة، عددها سبعة، خمسة منها جاءت نكرة، وهياشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير Icon_sad تأسف- اعتقاد- توحد- اكتشاف- سؤال). ونجد عنوانين معرفيناشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير Icon_sad المبدع- البوشتاوية). .. والعناوين كلها جاءت ذات دلالة مصدرية، تلخص النص.
أما العناوين المتبقاة، فهي عناوين تتركب من كلمتين، تربط بينها علاقة إسنادية.
والسؤال المطروح: هل هناك علاقة بين العنوان والنص؟ ما مدى الجدلية بينهما؟.
للإجابة عن هذا السؤال، نقف إلى قصصه القصيرة جدا من خلال العنوان الأول: (سؤال)
إن العنوان سؤال يختصر النص... ويمثله كقيمة دلالية، تجعلنا نسرع لنعرف ما هو هذا السؤال الذي تحول من مجرد علامة إلى حامل دلالي.. يشكل بؤرة القصة كلها.. ويتحول إلى مرآة عاكسة من خلاله يتحول التلقي إلى المساءلة، ومن السكون إلى رد الفعل، والانتفاضة.
2- السخرية: تمتاز قصصه القصيرة جدا بسخريتها، الشيء الذي يجعل منها رهانا من رهانات الكتابة لديه.. يوظفها في كتاباته لوعيه التام بأنها ذات دلالة تعطي لقصصه بعدها القيمي، والفني.. وتوفر لها صدقها المطلوب.
فهي عنده:" من حيث هي مكون للجنس الأدبي الروائي، على أن الذات المعيارية والمبدعة تنشطر ذاتين: إحداهما تلك التي تجابه من حيث هي طوية، القوى المركبة الغريبة عنها، وتجهد في سبيل جعل محتوياتها نفسها تخيم على عالم غريب، والأخرى هي التي تكتشف الطابع التجريدي لعالمي الذات، والموضوع.. وبالتالي طابعهما المحدود".
والسخرية في قصص محمد منير ، تقوم على أساس المفارقة الضدية. وكما يقول الأستاذ بوشعيب الساوري:" كلما ازداد العالم الواقعي الراهن مفارقات ، ازدادت درجة التهكم والسخرية لدى السارد"
ولنستمع إلى محمد منير في قصته القصيرة جدا ( لعنة الذبابة):" كأس شاي وعلبة سجائري على طاولة المقهى متقاربين على مرأى ذبابة تحوم حولهما.. الذبابة في حيرة من أمرها على أي الأشياء ستحط بجناحيها... سهوا اطردها بيدي .. تدفق الكأس على سجائري.. لا كأس الشاي صار صالحا للشرب، ولا علبة السجائر.. لا الذبابة تمكنت من فك حيرتها في ملامستهما ولا أنا نجحت في طردها"
فالسخرية جاءت على مستويات:
- أحداث متمازجة بين عالمين: واقعي وخيالي... إحضار للمتخيل في الواقع عبر الذاكرة، وفعل الاستعادة.
- نقد الواقع وإدانته، وتعرية صريحة لكثير من المواقف، والحالات الاجتماعية.
- التحولات المتعددة التي تتحول عبرها المواقف الإنسانية، والحالات الاجتماعية.
- الصراع الدائم بين الواقع والمحتمل.. وبين المقدر والمحتم.. والرغبة في تجاوزهما.
- الدهشة أو صدمة الواقع عند الوقوف على النتائج غير المنتظرة.
3- الحذف: اعتمد محمد منير فنية الحذف. وذلك بالتوقف عن الإشارة والإفصاح.... معوضا ذلك بنقط الاكتفاء، والحذف... تاركا الفرصة للقارئ للتأويل، والتمثل، والإكمال، والتخييل.. ونجد هذا في قصته القصيرة جدا(اعتقاد). والتي قول فيها:
" الشاعر الذي اعتقد انه...
يدرج شعره في ركن القصيد ويعتقد أنه...
العابرون من إدراجه...
تساقطت أحرفهم بياضا/ سوادا...
وبكل ألوان الطيف.
لأنهم اعتقدوا انه...
لكن بين اعتقاده.. واعتقادهم...
سؤال آخر..."
وهذا الحذف مقصود من الكاتب محمد منير، لأنه يتغيى استحضار ثقافة القارئ، ودفعه إلى البحث والتمثل، والاستدعاء، والتشكيل، وتأويل الرموز، ومحاولة قراءة الواقع من كل إشارة..
4- السلطة والقوة: ركز محمد منير في قصصه القصيرة جدا على موضوعة القوة والسلطة. حيث جميعها تمثل مرضيات القوة والسلطة:
- قوة الذبابة وسلطتها والتي أجبرت الشخصية على رد فعل كانت نتائجه عكسية تمثلت في: تبلل السجائر- انقلاب كأس الشاي.
- سلطة وقوة الزعيم، الذي يأمر الآخرين ( الرهط) بالصمت ليتكلم وقتما شاء، يشير لهم بالتصفيق، والهتاف متى أراد.
- قوة التلميذ، وتتجلى في مواجهته سلطة المعلم ومعرفته، والرد عليه ردا مقنعا.
- سلطة القاضي وقوتهن وجبروته في نزع ملكية الرجل، والتي كانت من نتائجها اغتياله.
إنها جميعا تمثل مرضيات القوة- كما أسلفت- .. ومحمد منير يكتبها من خلال نظام معرفي épistémè يوجه تفكير المتلقي إلى مواقف وحالات. وتأثره بها.. غنها تمثل قصص السرد المضاد ضد سلطة الحكي، والموقف والشخوص، والواقع.
5- الدهشة والنتيجة غير المنتظرة: ركز محمد منير في بعض قصصه القصيرة جدا على إحضار عنصر الدهشة، وبالتالي جاءت نهاياتها مختلفة تماما عن أفق الانتظار الذي تؤسسه كمتلقين في أثناء الحبكة. فالنهاية غير المتوقعة والتي تصدمنا ن تولد فينا لذة فنية، وجمالية غير منتظرة. وهذا حقق للقصص بعض انقرائيتها، وجماليتها، وقوتها، وفنيتها. وهذا نجده في ( تأسف)و (المبدع)
فالقارئ تصدمه النهاية، ويجد أنها مخالفة لما كان يتوقعه. فهو كان ينتظر من الثري أن يبادر إلى إنقاذ الطفلة ، وكان ينتظر أن يلقى هذا المبدع الترحيب اللازم.. لكن النهايتين جاءتا مخيبتين لكل الآمال.
ولضيق الوقت،أكتفي بهذا، وأقول :إن محمد منير قاص جيد، رغم انه يعمل في صمت، فهو استطاع أن يكون لنفسه مكانة لفتت إليه الأنظار ولو أن غلبة الشعر طاغية عليه...
أتمنى له كل النجاح وكل التوفيق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
محمد داني
..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madarate.keuf.net
 
اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وجه شارد ..قصة
» كل عيد و أنت محمد منير
» شذرات.. محمد منير
» حوار مع الشاعر والقاص المغربي محمد منير
» إلى عناية ، الاستاذ الشاعر محمد منير المحترم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: