رايته واقفا راكعا على كرسي متحرك امام كومة من التراب بالمقبرة. تجاعيد الفقر بادية على محياه ودموع الحزن والالم تسيل من خديه البرونزيتين.
اقربت منه وسألته ما باله على هذه الحال فقال
ًكيف لا يحق أن لا أبكي ونصفي الآخر مدفون في التراب ً ظننت أنه يزور قبر زوجته أو إبن عزيز لديه لكن الأمر لم يكن كذلك...
لقد كان عبد الصبور يشتغل سائقا في إحدى شركات التجهيز وبيما على متن جرافة في أحد الجبال إذ انقلبت عليه وقطعت رجليه بأكملهما حتى الورك...
ولقد حمد الله أن نجى منه القضيب روح الرجولة والخصوبة والحياة.
ً لم أنس أبدا ً يقول عبد الصبور وهو ويبكي ً تلك اللحظات حينما غسلوا رجلاي وكفنوهما ودفنوهما في هذه المقبرة ً.
ً اللهم ارحمهما وأجرهما من النار وألحق ما تبقى من جسدي في قلب سليم يلفظ بشهادة أن لا إله إلآ الله محمد رسول الله ً.
تركته يبكي ويدعو وانصرفت محوقلا...
السعيداني الميلودي
٤ نونبر ٢٠٠٩