مسودة ديوان " تراتيل " محمد منير

محمد منير

تراتيل

شعر

شذرات

( 1 )

طفلٌ نظر في مرآتها الأرضُ ساعة دسهُ الترابُ، أراد أن يصرخَ، لم يجد صوتهُ
لم يجد غيرَ سرابْ.

( 2 )

سقطتْ أختهُ
قُربَهُ..
سقطَ رضيع الخالةِ
في جوار،
و أعلنتِ الأرضُ
عن ميلادها..
مقبرة للصغار.

( 3 )

طفل ُ يقتات
من حلمة امرأة
اقتات منها الجميع.

( 4 )

كان عليه ألا يخرج:
صرخت ليلى و رصيف الشارع مبلل بمطر أحمر...

( 5 )

الطفل الذي رسمت أمي هذي أربعة عقود و نيف مازال معلقا على جدار صدرها تراقصه يداها.. لكن عينيه هناك مشغولتان.

( 6 )

مثقلة ٌ يداه بالتراب المبلل بعرق سماء أتعبتها الأدخنة، يجر جسمه بعيداً عن ظله
لعل صدره يريحه من حرقة انتابته على غير موعد، هذا الطفل الذي تركت.

( 7 )

كل باعة الحي يوحدهم سواد الوجه..
قال الطفل لظله و خطا خطوتين .. ثلاث خطوات.. ليسقط هو الأخر في سواد وجهه

..

ترنيمة

(1)

نورس يشتكيه البحر
كيف انفلت من قبضته الموج
ذاب زبد وجهه
على مرأى الرمل ..
لم يبق - وهذا الشط واقف –
للصخر غير انتظاري
يرسم على خدي
وجعا
و بضع فراشات
يمتشقن مني ومض العمر.

(2)

أنت انتشار دائم
و اتّساع أخضر.

(3)

قال وجهك لي
و الرمل يعيد رسم جسدي
ليكن لدمي
عبور آخر.

(4)

شط العمر
يسحبك ظلي لحافا
لتدفئي قلبي
لأمتطي أجنحة الفراشات
كي تدلني سماك
على بوصلة نجاتي.

..

فرح حزين

تورطني الأحرف
قصيد بوح
هدّ القلب
بفرح حزين..
بوحٌ أجج مضغة الصدر
و انتحى يشاكس بياض الورق المستكين.
لست أدري..
ساعة أتتني الكلمات
و عينيّ منتصبة على حائط الرسم
أ كنت أنا الحاضر
أم ما مرت علي من سنين ؟
للبوح قرحته
و لي منه وجع
يشتكيه في البطن الجنين
ها أحرفي ..
ها أناي ..
و مدّ يحرقني في القصيد
يأخذني بعيدا
عن الحلم ..
لأعلن في الأرض
نشيد حزن
لمدن الطين.

..

أبحثُ عني

أبحثُ عني
بين كلمات
مُزقت أحرفها
على بياض أوراقي
فلا أجدني ..
لا أجد غير سراب
يحمل بضعا من أسمائي
و قطرات هنا..
و هناك..
أعتقد أنها لدمي..

قالت لي ..
جدران أبنية حينا القديم
أنها رأتني،
ذات مساء
تجرني خيبتي
و رأسي المثقلة بالأحلام
تشد عكسها الطريق..

قلتُ:
لم يمض على تيهي
إلا بضعٌ من الوقت
و قليل من الخطو
كي اسقط..
كي يسرق موج بحرها المدينة ظلي
ويعلن للصخر
أن أزقة الحي
باعت وجه الوجه للريح
حين تنبأت أني
ذات مساء
سأبحث عني.

..

يقين

خبرٌ

يجيئني بيقين

و بضع سراب

و الأنا ..

...تعيد النوارس

على غفلة من القلب

ترتيب وجهها المباح.

كأني بها غريب،

ضيع بوصلة العمر

على مرأى الكواكب

و أزقة الصحاب.

..

ومد القصيد

مالي بظلمة قلبك
ابتلعت وميض عينيك
و في الصدر تربعت أحرف هواك
و كأني بك
نصبتَ فيك
معاريج من نار
أصعد بها
حرفا...
حرفا...
حرفا...
إليك.
على وهم سقطتُ
و قلبيَ المهياف
حين لم نجد فيك
برداً ..
لم نجد فيك
غير ماء
لعطش قلب
حائنٌ هريرهُ
مشتعلٌ جفاءً
في جفاء.
فمن سواكَ
وترا
ذكرني حزني
كلما سويتُ نغمة العمر فيك
و فضحت ومد صدري
في بياض يديك.

..

سؤال

سالما أراك
في حرقة السّؤال
جسدا يشكله الليلك
قصيدا تفر أحرفه
من وجعي
من أدمع تدمي خدّيك
ما باعني للحزن
غير وقت يعاندني
كلما استراح قلبي
قليلا..
قليلا..

على عتبة صمتك
و انتشي بك
رقصا..
...هو عمري ، عمرك
يحملني على افتقار القلب
للنبض الفَرح
متعبا
ومثقلا بك
أجدني منكسرا
خطوي يمتشق شارعا
خلف شارع.

..

رؤيا

لم أر ..
و الخطى تطوي دفتر الرحيل
إلا امرأة تقلم أظافرها على صراخ
صغيريها ، و نصف رجل يتقمص
بضع أبيات لشاعر حزين.

هكذا
أفزعتِ دمي ،
ضيّعتِ أصابعي
بين خصلات شعرك الحارقة
و نسيت أن تقولي لي:
لم أر في عيني السنونو
إلا بقايا الطين المبلل بعرق الفلاحين
و صبايا مثقلة صدورهن بالكراريس.

بياض يحلّق على حافة المباني الورقية
قطيع تراوده أوراق الصبّار
و بقايا أغصان الزيتون.
أقدام - على صدري - تطوي المسافات
طي السجل.

لم أر ..
أشياء القلب
... مطرا يرتدي فرح المارة
فنجان صباح على قارعة المقهى الشعبي ،
و أناي .
سؤال،
متخيل ،
أسفار صفراء
على مرفعة فقيه الحي.

الآن فقط
أرى خيوط الأرض تدور
و أطفالي اليتامى ،
و امرأتي الثكلى،
و دوائر الزمن حول عنقي تدور
تغور
تف-----------ور.

هكذا
في هذا الرحيل تغيب الخطى و تفنى المسافات
تمهل
أو أسرع ..
الأمر
فينا سيان.
قد قدت شراييني،
انحل القلب حبات رمل ردت للبحر،
روعها الصخر،
ما وقعت خط الشط
ما وقعت غير الذوبان
في السؤال
المحال.

الأرض ثكلى
الأودية عقيمة / القرية / الخيل ماتت
و الصبايا / الأطفال من حجر / طين / تمر على أحلامهم
الدبابات ،
المقالع الرملية
و عصي الرعاة
الرعاع .

..

هكذا حدثني البلح

جذع النخلة و سعفها - أراهما - متخاصمين
من أجل بلح سافر الأمس زورق بـو ح
للغربان قلبٌ و السعفات شرايين تيبســت
فيها دماء الوصل . هي اللغة تكشر عـن
أحرفها الثكلى ، تلطخ ما نسي من بيـض
الورق ، تلطخني جسدا .. ذاب صـمتا
من وجع . ها الريح ترتل نوبة العشاق
للنخلات أن يقفن وقفة رجل في وجه
الماء، أن يغيبن كره الجذوع للسعـف
أن يكففن دمعهن عن رحيل البلح.

تشابهٌ مشبوه

كسرة ٌ
فتحة ٌ
ضمة ٌ
ثم سكون ..
سقط الحرف
اُفتضت بكارتها الكلمات
مستني من صراخها
ظنون..
لأقتفي أثر اللفظ
في بياض وريقات
لفت ضفيرتها بجنون

ها قلبي

انتحى صمته

مرتبا حقائب دمه

المفتون

كسرة ٌ
فتحة ٌ
ضمة ٌ
ثم سكون ..
كان للأرض وجه يشبهني
و كنت في عمق عمقها
سرها المكنون
يترقبني الطير
تشتهيني الشمس
يشتهيني القمر
يشتهيني على مرأى القلب
كحلها الجفون.
غير أني - و القول لها الأرض-
انفلت مني البحر
خاصمتني الفراشات
علّبت ومضي قبل مطلع الفجر
و صرخت في وجه وجهي:
مفتون.. مفتون.

اقتراف الكلام

سيدة ُ الموج المنتحر
أهو صخرك ُ تدلى مانحا حكمته للرّمل
و اتكأ يشدو ريح الجرح
على عتبة الصدر؟
أم هتكَت فيك النوارس لون الفرح
و استندت على شواطئك تبكيك كل العمر؟
أم وجهي شظاياه تراقصت فيك
أضاءت حين اقترافك لي
و الأعين وهبت ماءها زبداً
للبحر؟
أي الدروب لك الآن أقطع
من نسيج القلب ؟
و أي بقايا هذه /المنزلقة فصولها
بين شطيك نبيذا ...
ها الأرض ابتلعت وجهك القزحيُ
توسدت صخر عينيك
و باحت للريح
إني وهبتك
وميضها عينيّ
و قلبي بوهم لقياك

.. يستعر .

..

اعتراف

اعترف – لم يكن واردا أن أعترف الآن
أن ألبس أوراقي شيئا من اعترافاتي..
أو حتى قليلا من فواصل البوح الراقدة في أعضائي
اعترف – لا أذكر أنني سمحت لنفسي يوما أن تقاسمني خيبة فتوحاتي
ها أنا ، تتحطم أروقة الجسد ، تتناثر في سماء لا أعتقد أنها تشبه سماء البارحة..
لنيرون دواخلي أن يعيد المحرقة
كي لا أقتفي أثر أشعاري
يسبقني القول ،
كأن الظل موجة تقبل أثر القدم
تمتد في عيني نشيدا للحلم ..
متاريس لخطى الأحبة
الموتى في عروقي
لا الهواء
في دمي
نقي
لا الأرض
لا العشق
لا العشاق
أعترف – ليس لي وطن يخبئني حين تخونني أورادي
أين أنشر غسيل دمائي التي لم تعد لي؟ و كيف أتوسله القلب كي يحضن فراشات أشعاري؟
يظللني هذا البوح المفاجئ ، سحاب يتراءى لي نوارس بيضاء تمتشق انفجاري، انتصاراتي الواهية ، فتوحاتي الورقية ، تحضنني بأجنحتها الضاربة في الهواء ، تتفجر عيني ، شهبا أشعلتها السماء.

..

بركان يتوهج في جسد ملقى على حافة الحصار

من أي الطرقات جئت تتهجى صمتك الموشوم بالصراخ، لتكبل الجسد
هذا المتعالي فيك، و تنصب شركك الناري في قلبي..؟
أيها الآتي من حيت لا أدري قاتلا للهوى في حضن الفراشات و آسرا أغنيات المطر على أقدام صبايا الحي البرتغالي.
من أي رقعة متلاشية جئتني؟
من أي أزقة ورقية حملتك الأماني إلي؟
من أي وطن منشطر إلى وجهين أتيتني على شاكلة الحلم أيها القابع في صدري كالجمر؟.
قل لي: كيف لي أن اطرد من عيني صدى صوتك المبحوح،
و أنزع عني أسياخك الوردية؟.
كل الطرقات التي جاءت بك هدمت أرصفتها و حطمت علامات مرورها و هشمت أبنيتها و أحرقت كل الملصقات المنشورة على جوانبها ،إنه الجسد يشتعل بركانا، يقتات من غضب الوقت كي ينتصر على وجهك المحدق فيّ كالمرآة... تراقصه الفراشات الباكية على مدخل الوميض المتسرب من جوف القمر المسافر في الأفق هذا المتشكل من حزن الأطفال المشردة ابتساماتهم و أمهات لم يذقن طعم الرقاد مند أعوام.
فارحل من جوف الليل الساكن فينا
أترك هذي العيون تسكن لرائحة الفرح في لحافها ...
دع عنك سفرك المفاجئ في دواخلنا، فلم نعد نستسيغ تواجدك بيننا أيها الألم المترامي على حقول أجسادنا، الآتي فينا على لون الفرح في ابتساماتنا .

..

استفزاز

من أعطاك
حق النبش
في أعضائي
والقول أني
للبَرَد
لبياضها الأرض
قد وهبت جسدي ؟.
من قال لك
أن لدمي وقْـفا
ودقات النبض
و أني فناء
لانتشائي
لارتعاشي
لصب الماء
في الإناء ؟ .

أنت لا تعرفين
و بعد لم تجربي
كيف يدي تعزف
في دلال
سيمفونية الأبدان
كيف أنفاسي ترمم
في غنج
بوار الأرواح
كيف لمساتي حارقة
بلا نار.

لا تقولي:
أني أرض بلا عطاء
و أن جداولي حافية
بلا ماء..
و أن ورودي
و أزهاري ..
ياسميني
و أقحواني
وُشمت تربتها للفناء
الفناء.

..

لحظة بوح

شاهدا..
يستوقفني
على مفترق السبل
وجهها..
كي أنقش على دفة الدفتر
أني و القلب
يسكننا ظلها
و أن الصدر
لا تنعشه الريح
إلا حين تأتيه محملة
بريحها
و أن العين
ما ذرفت دمعا
حارقا على خدي
إلا ساعة أدارت رأسها
و خطت بعيدا
عني.

..

هي الأرض تبدل ألبستها الآن

السفر الأول

سوّت سروالها الأرض الليلة
انتزعت من باطن جوفها بعض من صراخ الأمس
اتكأت على جبالها تعيد الصراخ كرة
هي الأرض تبدل الساعة ألبستها
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
بمرافئ دمها المباح
بسمائها الدامعة
و صدرها العبق أريجا و مسكا
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
هي الآن تنام و يدها تشد على حقائبها
كي ترحل هذا الصباح
في دمي
في كلماتي
هذه الأرض التي تبدل ألبستها.

السفر الثاني

في البدء كانت الأرض
و كانت عيوني عشتار
تسرح ضفائرها للحالمين بعشق التراب كل مساء
و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء
فمن ذا الذي انكسر
أكأس العمر،
أم شدو القلب
أم ما ترنم في الصدر
من وتر؟

السفر الثالث

قالت لكل العصافير التائهة بين أغصان أشجار المدن العتيقة
و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب
غدا حين يسألني البحر
عن نوارسه
لماذا لم تعد هذا العام
و يسألني ماؤه عن حبات رمله
كيف ضاعت في الهواء
و كيف بكت بين يديه الحيتان و بضع صخرات
ما تراني أقول
قلت لها:
أنت التي دمرت أحلام صدرك
أنت التي شمرت عن حقائبك
أنت التي بدلت شواطئك بشواطئ أخرى
حين مضيت من كف يدي
فلا تبك
قد بكت عيني
ساعة لففت ضفائرك
و ضقت بي
أيا أرضي لما بدلت ألبستك

السفر الرابع

نلتقي
بعدما تقطعت
حبال الوصل
تناثرت في هواء وجداني كأوراق الخريف
نلتقي
في الشارع الكبير
على مفترق السبل
أرسم في عينيك ابتسامة
ترسمين في عيني ارتعاشه
و تمضين
يا فرحي الهارب مني
هذي سنين
نلتقي على عجل
نفترق على عجل

السفر الخامس

ماذا أفعل يا ترى؟
شيء ما جرى في القلب
هدّهدّت شرايينه ريح وجهها هذا المساء
زرعت حلما جميلا في دمه
راقصته
غازلته
عن قصد
عن غير قصد
أنا لا اعرف.
قد وهبت قلبي لها
وهبت جرحي لها
و قلت
جئت لأبدل قلبك بقلبي
و أحول دقات النبض فيه فواصل حب لك
فاستمعي لي..

السفر الأخير

لقد وهبتك كل سعادتي
و لم يبق شيء يقال
فحين تمضين
ستأخذين قلبي و دقات نبضه
و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
مع كلمات أسميها مملكتي
و سماء لا تذكرني جيدا
و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي
قد وهبتك كل ما بقي لي
من فرح
من حلم
من حقول نسياني
فلا تمضي
أيتها الأرض التي تبدل ألبستها هذا المساء
فحبي هادر

... هادر

..

تحناوت

(1)

ما أبهاك

حين قمر هذا المساء

في قلب الأحبة

زكاك

و امتشق مني

صمت الليلة السالفة

و خطى في خطاك

ها لفت ضفائرها بي

قصائد ذكراك.

ما أبهاك

حين ينتزعني من صوتي

وادي غيغاية،

و تسرق ظلي الساقية.

فمن أفتاك

أني لا أهوى

سواك؟

(2)

هذي سواقي دمي

تراودها عيناك

ساعة رمقتني

وحيدا بين الطرقات

و هذي يداك

تبعثر خصلاتي

تنقش على صدري وردة

و بضع ضحكات

فمن أعطاك

سر العمر الموشوم بالحسرات

كي تلفي وجهك

و ترحلين

في أفق حزني

فراشة تحلقين.

ضوء البارحة تريدين

(3)

ما أبهاك

توفتري

الصمت مملكة

و أنا فلك ضيعت

عناويني في دهشة حلمك

ها أنا و أنت

وجها لوجه

تراقصنا صبايا المرس

و أغصان شجر المشمش و البرقوق

و نسوة تحناوت.

لو لم أمض

(1)

.. أمضي و الأرض فوضى بين يدي و عمري

.. أمضي / لوحدي أنبش خطواتي

أنزع صمت هذه السنين الموشومة كالأسياخ في صدري

مثقلة رأسي

مثقل بوهمه قلبي

فيا هذا الذي أكون

أمهل الخطو

كي لا أسقط سهوا

على قارعة

الخرائط

المنسية

في

كبدي.

(2)

.. أمضي و لا شيء يحملني

غير هذا الجرح القابع في جوفي

يرشدني كنجمة ليلي الشاحب وجهها الساكن عيني

ساعة راقَصَته قلبي

ساعة امتشقَتْ وميض الحلم من كف يدي

و رمتني للصمت

(3)

.. أمضي

وحيدا أمضي

في الشارع المنقوش بحجر التيه

أراقب خطوي

يغيب في الزحام

.. أمضي

يدي دفتر الحزن

تعبر من قصيدة إلى وردة

تنقش سفري

نشيدا لكل الحالمين

بالبوح

(4)

.. أمضي

في مفترق الطرق

تسللت إليّ

أسرتني بقبلة

و بضع فواصل للحكي

راقصت فواصلك قلبي

حتما ...

لو لم أمض

لما تسللت إليّ

هذي القصيدة

من نبض القلب

..

تراتيل عاشق خانته أوصاله

- ع –

ما صبرت
أوجعت دفاتري
أحرقت كل الأوراق
التي حررت منذ أعوام
و رششت غبارها
على وجهي.

- ت –

ما صبرت
شربت قدحا من دمي
و اختصرت الحكاية
في لفظة
هي الفراق,
مضيت على قلبي ..
كسرت أسوار قصره المرمري
وزعت ما تبقى من أحجاره
على الطرقات
المقاهي
النوادي
و اعتبرت ما بيننا هراء.

- ي –

ما صبرت
قد أخطأت حين درن غسيلنا
على الصحب وزعت
و مسحت عيوب عمرنا
على صدري
ألم يكف.. يكفيك ضياعي
ألم يكف.. يكفيك موتي و احتراقي.

- ق–

قولي بربك
كيف صارت قصائدي
بين يديك نارا تحرقني
و أشواقي بحرا يبتلعني
يحولني مجرد فكرة محبوسة
في قلة النسيان؟
قولي..
قد أتعبني فيك السؤال
و شردت ليالي
رغبتي في الوصال.

- ه –

ما صبرت
يقتلني حبي
كلما تمطر شفاه الصحب
على صدري،
شيئا من ذكراك،
و تسبح في دمي
كالأسياخ فواصلك
يقتلني حبي
حين لا أجد حبيبا لي
سواك.

- أ –

لما تستعجلين الرحيل؟
قلبي في صدرك
يعب ما يسد رمقه الأخير
لم يوقع بعد أسفاره
لم يطو بعد دفاتر أشعاره
لم يخرج بعد من دائرة أخباره
لم ينقش بعد على صخرة العشق انتحاره
لم يغتصب بعد الحزن انتظاره.
لن يموت،
و لو تقطفين خيوط وصاله.

- ح –

ما صبرت
تقفزين كالفراشة من يدي
تلفي ألواح حبي على سرتك
و تهربين مني..
تطوين كل الدفاتر
و من بعيد ترمقيني
بنظرات تسقي أضلعي حزنا
تغرقني في بحر
امواهه آهات
تسكن الآن
في قلبي.

- ب –

فهمت أنك لن تعودي
أنك أفرغت قلبك
من العشق،
و أدركت أن لا أحد
سيشاركني بعد اليوم
حزني حين أحزن.

- ك –

يفاجئني إصرارك
على الوداع
و أن لا شأن لك
بي الآن
تفاجئني نارك
الحارقة
و صراخك المزعج
في وجهي.

- رجاء أخير -

آه لو تجلسين قليلا
آه لو تفكرين قليلا
أليس من الحماقة ما بي الآن تفعلين؟

..

أقوال

قلتُ
لست وحدك تساقطت أوراق عمرك عبر النهر
و تغنت بخريفك العصافير الهاربة من صمت القمر
لست وحدك شردتك الأماني و علّبتك قصائد للوجع القابع في الرأس / القلب
فاشرب نبيذ دمك
لا تهرب من خريف العمر

قلتُ
ما أصعب أن تنقش دمك بهذا العشق
أن تقتلك الأماني بعد الرحيل
لا تتعجل موتك المادي
لأن موت العاشق فيك
سراب
...
سراب

قلتُ:
لمَ طويتَ دفتر الحب
حين شرَدتني
و ضَيعت أشرعتي
في الحلم.

قلتُ:
الآن ...
وحدي أتوزع في شوارع
تملأ كأس خيبتي
للشامتين
فيَ.

قلتُ:
جُنَ ليل قلبي
و انهارت مملكة عشقي

قلتُ:
زحزحي هذه الصخرة القاسية عن قلبي، إنها تحرقني كلما برد حزني
و اغرورقت عيناي بقصائد تومض كأحلام النجوم البعيدة،تنهمر في دواخلي شلالات من حكيك ..لماذا تقتلني عيناك كلما تراءى لك وجهي الموشوم بالكآبة؟
* ارحل، لم يعد لك مكان في قلبي قلتِ :
بهذه القسوة المفاجئة تزرعي صخرتك الحارقة في صدري و تتركيني لوحدي أمسح غبار الأيام السالفة عن قلبي الذي يرتعش بحبك.. الآن أريد أن أموت في أي مكان ، في أي شارع عام،لا أريد منك معرفة ذلك،فما جدوى أن تعرفي أو لا تعرفي و كل خيوط الفرح بيني و بينك توهجت بالحزن و الآلام
*ارحل، لم يعد لك مكان في قلبي قلتِ :
لك ِ أن تزحزحي صخرتك عني،لم أعد أجيد فعل أي شئ غير الدوران حول جسدي المصروعة رأسه ، الملتهبة أنفاسه الخارجة من صدر يتآكل بفعل نتوءات الزمن،زحزحي هذه الصخرة القاسية ..زحزحيها لأن قلبي يسألني اللحظة
عن هذه الجراح المتشابكة في شرايينه لمَ لا تبرأ؟
لمَ لا تمّحي وتتركه بسلام؟
ماذا عساني أقول له أيتها الهاربة من صدري؟
ها سكين الفصام تكوي نفسي..
ها مُديَةُ الرحيل و المسافات تطعن جسدي
أأقول:
مازلت ثملا بحبها، هكذا همس في دواخلي كبدي المقطوع
فأين أنت أيها الصوت المخنوق في جوفي، أنا بحاجة إليك أكثر من ذي قبل
بحاجة أن تصرخ في وجه جلادي.. أن تكتب على جبيني الموت لكل من سولت له نفسه أن يستبيح حبي لأشعر بهدوء الموتى في القبور؟

آخر القول:
العشق نوّارة احترقت في صدري.

..

على سريري يرقد قمر

تنهدي..
رقصاً / سريري بك
يشدو لحنا
و صدري
نبض قلبه
يعلو صوتا
مرري يديك
على وجنتيَ
كي أبدو مثلك
قمرا.

الليلة أنت
على صدري أغنية
تتعالى في سمائي
و نشيدا يستطيب في فمي
يدفئني
يخبئني
من أحزاني
فتراقصي في عينيّ
تداخلي في
جسدي
الموشوم لك
الليلة
...بك.

يا قمري
سبحان من أعطاك
سر فك
رموزي
و النقش على خريطة جسدي
أروع القبلات.
تنهدي
هي أنفاسك
في قلبي شدو
و في بقايا عمري
حلمٌ

الليلة تراءى لي
يقظةً..
و انتشى بي
في مرآة هواك.

تنهدي
فراشتي
ومض القلب
كله لك
الآن..
ها نامي / سريري تطاير منه تعب
الليالي الماضية
و جسدي في ارتعاشه
بين يديك
هجرته ساعات فراغه العاتية
وأنا على صدرك
كطفل أتلذذ دفء حنانك
يا غالية.

..

أعين بك تتوهج

تتوهج بك الأعين
تراقصها على سهو كلماتي
أيا قلب أمهل خطاكـ
و لا تتركها ريح الشوق
تدميكـ.
ها لفت ضفائرها فراشتكـ
الآتية إليك عبر الأثير
تخبر عيناها عينيك
عن سرّ اللقاء السريع
ما عساك الساعة تكون

بين يديها

أنت المسافر في وهج النشيد
ما عساك تقول و يداك
على سهو منك
تشد يديها
......

أيا قلب
هي العيون فيك
سفرٌ
يراود الفواصل فيك
يعلّبك للرحيل
في قسمات وجهها
لو تدري
كم لصدري
من لحظة يرسمها شوق العناق
و البوح بما فيك
من نار
تشعلها فيك
سويعات الضياع
أيا قلب
أمهل خطاك
فعيناها فيك
الآن
سؤال / سؤال.

..

ألن نلتقي؟

إنهاالأرض تلبست بيَ
وأنا أتسلق جسدها
..يسمينيالبحر موجه ، نوارسه الحبلى بالتيه ، رماله المتطايرة في جسدي
هاأعضائي ابتلت بماء يداها
وارتوت أورادي
ساعةلفت ضفيرتها ، ودندنت في أحشائي الأرض..
ألننلتقي بعد ؟.

شوارعالمدينة تأكل من خطواتي
و حاناتهاتتفرج عليَ
هابطاإلى عيوني
كلصعاليك دمي التي توسدت
أرصفة وجهها الناحب
مرتمساءً من هنا
وزعتفواصل خيبتها
علىمقاعدها الخشبية
تسلقتضفيرتها
لترسم على جبيني
هذي القصيدة ..

هالن نلتقي بعد
ساقطامن سلم الوقت ، عابرا لأزقة الصمت
ترشحنيالكواكب قربان ضوء للفراشات
اعترفالآن أنها الأرض
سيدةحبلى بدمي و أنا العازف على وتر الشهادة
أسابقموتي أو موتي يسابقني لا أدري
الأمرسيان في رأسي
يخرججرح هذي الأرض
يتسلقالحلم
يسموفي الأفق
يحاربكل الوجوه المتلونة
طفليحبو من حجر
أمتقرأ على رضيعها نص الشهادة
أبمات / استشهد قبل أن يتم تسجيل الولادة
يخرجمن عمق التراب
يوزعدمه الشهيد على شهداء عمره الغرباء

» مسودة " بيت لا يسكنه سواي" أوراق لمحمد منير
» من ديوان أنا البحر يا أبي ل"منير باهي"
» الفتى "ميمون" في خاطر الحبيب محمد منير
» قراءةُُ عاشقة في "نبض الكلام" للشاعر و القاص و الرسّام محمد منير
» من صور حفل توقيع ديوان الأخ منير بعدسة محمد فري