رسائل في أدب الرحلة بين فتحية الهاشمي وفاطمة بن فضيلة
رسائل في أدب الرحلة متبادلة بين الشاعرتين والروائيتن
التونسيتين المتميزتين فتحية الهاشمي وفاطمة بن فضيلة
حين اطلعت على أول رسالتين بين الأديبتين
استأذنت الأخت فتحية الهاشمي في نشر مجموع الرسائل التي تمت
بينهما والتي قبلت مشكورة أن تطلع أعضاء مطر عليها وسيتم ذلك
بالتسلسل
أيها العابرون من هنا أيها الدراويش و المجاذيب هذه رسائلنا في أدب الرحلة أنا و الشاعرة و الروائية فاطمة بن فضيلة من أراد أن يطرق أبوابنا رسالة رسالة فليتبع حادينا ... البداية كانت عند فاطمة و الثانية عندي و هكذا دواليك ستكون الأبواب مرقمة ، لا تنثروا الحبّ وراءكم لأنكم لن تجدوا أبدا باب الخروج...
فتحية الهاشمي
من فاطمة الى فتحية
الباب الأول : باب الطريق
للطريق همسات لا يسمعها الا الشعراء و للطريق لمسات لا يحسها الا العشاق و للطريق حضن شاسع لا يأمنه الا المفارق فماذا لو كان الرفيق قافلة كل حداتها شعراء و ابلها لا تحمل الا أسفارا؟ ماذا لو كانت الرحلة تبدأ من "دم ميديا" لتنتهي تحت" سقف قرطاج "؟
كنت أسند راسي المتعبة الى بلور نافذة السيارة و أنا أفكر في كل هؤلاء الافتراضيين الذين عرفتهم في انانا و ناقشتهم و مازحتهم و احببتهم.... الطريق تحملني في حضنها الدافئ... و ذاكرتي تتهجى طريق العودة من مكان اخر ... القافلة ذات القافلة تئن بعذابات الشعراء و الحلم ذات الحلم: وطن أكبر و حدود بلون الثلج تذيبها خيوط اول شمس....السيارات تلتهم الحصى و الاسفلت... من دمشق الى بغداد مسافة حلم... من دمشق الى بغداد مسافة عمر....هاهي الطريق تسلمنا الى...وصلنا...همست فتحية الهاشمي...
- الى بغداد؟
ابتسمت: بل الى سفيطلة
نحن الان على باب سفيطلة....سبيطلة.... ضحى بوترعة
من فتحية الى فاطمة
الله بالخير يا مدينة العبادلة السبّعة ...
من مطار إلى طريق ممتدّة من الحلم إلى الحلم ، ياااااااااااااااااااااااااااه يا فاطمة بن فضيلة
يا حادي القافلة ، حثّ الخطى ، هدّنا الشوق و قد عزّ اللّقاء ، هل نحن فعلا وصلنا ؟؟؟
هنا أو هناك قاب وصول أو من وجوه ألفناها أو أسكنّاها عيوننا و نحن نرسم بهجتها عن بعد
تختلج القلوب و يفرفر السؤال كطائر الحجل و تزهر الكلمات ، كيف سنجدهم ، كيف سنستقبلهم
هل سنقف تسمّرنا لحظة الاكتشاف الأولى نلوك دهشتنا و نخبّئ لهفتنا أم نفلت لعواطفنا
زمامها ؟؟؟ هل تلك هي بديعة بن مراح يا فاطمة ؟؟؟
كان هذا هو سؤالي اللآهث الأول و وجها يجذبني من بين الوجوه ،
على ما أظن هي ، نعم هي إذا لم يخنّي حدسي ...
الله بالخير يا مدينة بغداد ...
رائحة خبزهم مازالت تهزّ المضارب و أصوات الحداة تقضّ صمت القاعة ، لسفيطلة العرس
و لضحى بوترعة التفاصيل ...