مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حكايات لا أملّ...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحسن ناجين
عضو



عدد المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 03/06/2009
العمر : 65

حكايات لا أملّ... Empty
مُساهمةموضوع: حكايات لا أملّ...   حكايات لا أملّ... Empty5/6/2009, 20:57

ولأن أماكن اللهو كانت شبه معدومة في ذلك الزمان مثل ما نحياه في زماننا من راديو وتلفاز ومقاهٍ وأسواق يومية وكل هذه الثورة المعلوماتية التي نعيشها، فقد كانت لهم طرقهم في تزجية الوقت وتمضيته. فكانوا إذا ما تساقطت الأمطار وبرُد الجو، يلعبون لعبة سموها "هيه"كي تدفأ أجسامهم. وتفصيل اللعبة، أنّ أحدهم يدخل دائرة إما عن طريق القرعة أو متطوعا، والتطوع نادرا ما يكون لأن اللعبة خشنة جدا بالرغم من انتشاء الجميع بمزاولتها، فيتحلّقون حول الرجل. وعليه ألا يخرج من الدائرة الصغيرة التي رسموها له في الوسط. ويبقى يدور على ألا يرفع إحدى رجليه، فقانون اللعبة يسمح له بتحريك الأخرى كي يضرب المتحلقين حوله، حينها يخرج من الدائرة ليدخلها من أصابته ركلته. والنشوة ليست في هذا، بل حين تسمع نغمة موحدة خشنة "هيه...هيه" والضربات تنزل على ظهر اللاعب وسط الدائرة وهم يدورون حوله في حركة موزونة تزيد من غيظه.
ولأنْ لا ضجيج في قريتنا، فقد كان الجمهور عريضا.تتسع القاعدة لتشمل الأطفال الصغار الذين يؤججون الوضع بضحكاتهم وحركاتهم حول اللاعبين، وينضاف للجمع الشيوخ والعجزة، ربما لاستحضار أمجادهم وصولاتهم وجولاتهم. ثم، تتحلق النسوة غير بعيد للفرجة وهن تتضاحكن وتتغامزن فيما بينهن. والويل لمن كان زوجها ضعيفا، حين يدخل وسط الحلقة فتنزل عليه الضربات من كل جهة من أيادٍ نتنة خشنةٍ متشققة من حراثة الأرض والحفر والردم.
المسكين في الوسط لا يقدر على تحمل ذلك الألم المبرح أو المغادرة ، يئن في صمت ويتلوّى ليس من نشوته بل من الألم المتزايد الذي يعصر قلبه الصغير مع عجزه عن لمس أحدهم لأن رجليه مغلولتان لقصرهما،يكاد لا يمس أحدا منهم وإن كان يرسلهما في كل الاتجاهات، حتى لا يبقى أضحوكة وسط أهل الدوار.
وفي الجهة الأخرى تجدُ زوجته المسكينة تعيش نوعا آخر من المهانة بين النساء. فالرجال الأقوياء يؤدبون زوجها ويلقنونه دروسا في القوة وعدم تحمله رفوشهم الهاوية عليه بكل ما أوتوا من قوة، ولا تقدر على تحمل كلماتهن وإن لم تكن نابية فإنها تترك آثارا قد لا تنمحي بسهولة. ورغم علمها بضعف زوجها فهي لا تقدر أن تمنعه أن يكون من بين اللاعبين وإلا فذاك خزي من نوع آخر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

حكايات لا أملّ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات لا أملّ...   حكايات لا أملّ... Empty5/6/2009, 21:10

رغم مرارة اللعبة أخي الحسن وجدتني أعيش ما تحدّثت عنه هنا

ولا تنس أن االلعبة تطوّرت كثيرا فأصبحت الحلقة موسعة اكثر

والمهانة أكبر و الضرب أشدّ هي لعبة الحياة و الموت و البقاء للأقوى

جميل هذا الحكي أخي و ممتع و يحمل لنا الماضي كي نحاول سبر اغواره
في لغة سلسة و جميلة

أنتزر منك المزيد فقد شوقتني أخي لمعرفة المزيد من طقوس الماضي

مع كل المودة

مرحبا بك بيننا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحسن ناجين
عضو



عدد المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 03/06/2009
العمر : 65

حكايات لا أملّ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات لا أملّ...   حكايات لا أملّ... Empty5/6/2009, 21:25

تحية تعبق بأريج الورد والياسمين..إلى الأخت فتيحة..

فانتظري الجديد من الحكايات..
شكرا لمرورك الكريم..
دمتِ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكايات لا أملّ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشقة و حكايات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار القصة-
انتقل الى: