المعرض الأول للكتاب بمدينة الفقيه بن صالح
الكتاب بأصوات متعددةتنظم المديرية الجهوية للثقافة بجهة تادلا أزيلال المعرض الوطني الأول بمدينة الفقيه بن صالح ابتداء من 16 إلى 31 ماي الجاري ، بساحة محمد السادس. وفي موازاة مع هذه التظاهرة الثقافية ، هناك أنشطة ثقافية مواكبة ، متعددة الفقرات ، والتي أتت بالتدرج على الشكل التالي :
ـ الثلاثاء 19 ماي 2009 على الساعة السابعة مساء
احتضت قاعة العروض بفضاء المعرض ، اللقاء الثقافي الأول المتعلق بقراءة في الإصدارالقصصي للقاص محمد فاهي المعنون " بضفائر الغابة " . وعليه ، في البداية قدم مسير الجلسة الأستاذ الباحث المحجوب عرفاوي أرضية هذا اللقاء الذي سيثير بلا شك سؤال القصة القصيرة جدا مع محمد فاهي ، كواحد من الأسماء الهامة في كتابة هذا النوع الأدبي . وبالتالي ف" ضفائر الغابة " كمنطلق عميق في هذه الكتابة ، يسمح بملامسة جل العناصر والخصائص النوعية للقصة القصيرة جدا كما يقول المحجوب عرفاوي .
بعد ذلك ، تقدم الأستاذ عبد الغني فوزي بورقة في المجموعة القصصية قيد النظر معنونة ب : منطق المفارقة في" ضفائر الغابة " ، وقد حصر العارض ورقته قي ثلاث ملاحظات ، الأولى تم تقديم فيها القاص محمد فاهي ومكانته الإبداعية كاستمرار لأصوات إبداعية وفكرية مرت من هنا نذكر على سبيل التمثيل عبد الله راجع ومحمد العمري ومحمد بوجبيري...المعطى الثاني احتوى على بعض الخصائص النوعية للقصة القصيرة جدا مغربيا وعربيا ، من أهمها التكثيف المركب وتقضيم عناصر السرد . الشيء الذي يحول هذه القصة إلى قصر غير منتهي الدلالة عبر تشكيل لغوي ساحر . أما الملاحظة الثالثة ، فتطرق فيها العارض إلى خاصية المفارقة لدى محمد فاهي في مؤلفه " ضفائر الغابة " ، فالمفارقة هنا مفتوحة بقوة الإحالة على الواقع والمرجع ( طفولة ، فقر ، حرب ، تهميش..) ؛ لكنها تتحول وتتلون إلى مفارقات ، فتتعدد وتتخلق هذه الأخيرة في وجوه دلالية غنية ، اعتمادا على بناء لا يقدم ولا يؤخر، غني بخرقه وتركيبه الذي لا ينهار أمام القارئ ابتداء من الجملة الأولى .
في المقابل تعدد النقاش من قبل الحضور حول المصطلح، وطبيعة خصائص القصة القصيرة جدا، وملامحها المغربية، وكذا التراكم الحاصل الآن بين الجيد والغث.
ـ الخميس 21 ماي 2009 على الساعة السابعة مساء
تمركز النشاط الثقافي الثاني بقاعة العروض حول ديوان " آت شظايا من رسائلهم " للشاعر عبد الغني فوزي. وقد تم تقديم قراءتين في نفس الديوان ، الأولى للباحث المحجوب عرفاوي ، معنونا إياها ب " شعرية الاحتراق في آت شظايا من رسائلهم" ، تناول فيها شعرية العناوين ، معتبرا إياها نصوصا صغيرة موازية ، تمثل مداخل أساسية ، قصد التفاعل مع النصوص . والمعطى الثاني تطرق فيه الأستاذ العارض للمضامين ، وهي متعددة كما جاء في الورقة ؛ لكنها لا تقدم بكيفية تقريرية : إنها كتابة حول الذات في تشابكها مع العالم كما يقول الباحث المحجوب عرفاوي . أما المعطى الثالث في هذه الورقة ، فتطرق للغة الشعرية في الديوان ، فأورد فيه الأستاذ عرفاوي النص الغائب في المجموعة الشعرية المتمثل كملامح لغوية ودلالية في النص القرآني والنص الشعري والشفوي...أما المفصل الثاني في هذه اللغة ، فحدده العارض في الخرق والانزياح الذي يبني الصورة الشعرية ، فالصورة أداة تعبير في الديوان لدى الشاعر عبد الغني فوزي كما يقول الأستاذ المحجوب عرفاوي .
كما تقدم القاص والروائي محمد فاهي بورقة في نفس الديوان ، سماها ب
" حفريات القصيدة في " آت شظايا من رسائلهم " "، معتبرا هذا الأخير كمشروع شعري له ملامح وخصوصية قولية ورؤيوية . فالنص الشعري هنا في هذا الإصدار يتغذى على خطابات ومشاهدات ؛ لكن بكامل الوعي بالحدود كما يقول الأستاذ فاهي. وهذا المشروع كان قد بدأه الشاعر منذ ديوانه الأول " هواء الاستدارة " الذي ينتصر للشعر أي لخصائصه النوعية. والآن في "آ ت شظايا من رسائلهم "اكتملت ملامحه الجمالية .
يعتبر محمد فاهي هنا أن كتابة العمود الصحفي لدى عبد الغني فوزي تتم بلغة تتغذى على الشعرأيضا في الصياغة اللغوية . وبالتالي فالعمود أداة بحث أيضا . فالقصيدة والعمود مع عبد الغني فوزي في سفر ومصاحبة محمومة في الحياة والوجود كما يقول محمد فاهي .
كان النقاش الموازي متعدد الأسئلة، من ذلك مثلا :أهو زمن الشعر أم الرواية ؟ وتقنية البياض في بناء القصيدة الشعرية المعاصرة، والغموض الذي يحول دون تلق فعال لهذه القصيدة.. فتعددت الإجابات بدورها التي تقول بأن الأدب يعاني من أعطاب كثيرة في التواصل ، ونتمنى أن يتحقق زمن الأدب . أما الغموض ، فينبغي أن نستحضر معه التغامض ، وبالتالي فهناك غموض فني وآخر غير مبرر...
ـ السبت 23 ماي 2009 على نفس الساعة
النشاط الثالث كان تحت عنوان " الأدب والأنترنيت : أية علاقة ؟ " . قدم فيه القاص والشاعر محمد منير وجهة نطره؛ باعتباره مهتما وممارسا بهذا الحقل بهذا الطري والمحفوف بالمخاطر .
تناولت ورقة العارض وضعية الأدب على هذه الشاشة، فهو أكثر حضورا بالمقارنة مع السابق، لكن ينبغي غربلة الحصيلة، نظرا للاستسهال الحاصل في النشر دون حسيب أو رقيب، يعني محمد منير الرقيب الثقافي والأخلاقي.
كما قدم محمد منير بعض المعلومات المتعلقة بالأدب الرقمي . فهذا الأخير يكون مرفوقا بتقنيات علمية كالصوت والموسيقى والعرض والطول ...أهو بديل للأدب الورقي ؟ هنا يتساءل محمد منير . وفي نفس الورقة أورد العارض بعض خصائص المواقع الالكترونية العربية في شكلها الثقافي والتي تعددت ، لكن يمكن اعتبارها نوافذ تواصلية وتبليغية للأدب لأكبر عدد من القراء بسرعة ونجاعة ..
أعقب ذلك ، نقاش متعدد الأسئلة وبحرارة ، نظرا لراهنية الموضوع ؛ من ذلك : كيف نوظف الأنترنيت عربيا الآن وضمن ماهو ثقافي ؟ هل الأنترنيت ممكن أن يجني على الأدب ؟ لماذا الأسماء المستعارة ؟ والقرصنة المتعددة الأنواع..أسئلة ظلت مفتوحة، مهما كانت الردود.
متابعة : عبد الغني فوزي
المغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة:
النشاط الموالي :" أسئلة القراءة في المغرب " يوم الاثنين 25 ماي الجاري
بمشاركة :ـ الأستاذ نور الدين درموش
ـ الأستاذ عزيز ضويو
ـ الأستاذ برناكي البوعزاوي
ـ الأستاذ المحجوب عرفاوي
ـ الأستاذ عبد الغني فوزي
وذلك بفضاء المعرض، بساحة محمد السادس بالفقيه بن صالح، على الساعة السابعة مساء.
والدعوة عامة
..
..
الرئيسية 