في عشق الغجر
أيتها الآلهة، يا آخر الرفاق في العزلة..
شفيق بوهو1
أيها الرابح خسران صاحبه،
باهت
ضوء الخطى الواثقة.
2
حين وطئوا الأرض
حفاة،
سالوا على الطرقات،
فكانوا أكثر واقعية
من حذاء..
3
كجرح الغجري
لابد أن نعود،
حذاءاتنا
والكاسات،
علامات الخلود.
4
وساعة الرحيل
لن نترك منا
سوى الضلوع
لتكرر أخطاءنا بعدنا..
5
لأني سليل الشهوات،
أسكن
أبهى الرذائل.
6
لا أريد من العمر،
سوى الخروج من عمري
وليعمّر بعيدا،
بعيدا عني..
7
خطواتي الحثيثة
اعتادت الأسفار المحدودة،
بينما رأسي
دوما مهاجرة..
8
أين تقود التائهَ خطاه،
أين يعلق خطاياه
وأي عمود فقري يتسلق،
ليرى
في الأفق أخطاء؟
9
هذا الطريق الغريب
يُردي القلب أثراً،
و ساعة خطوت،
رأيت حطامي صدِئا أمامي.
قلت: وطني حذائي،
وما توقّفت..
10
على رصيف زقاق ضاجّ بالأحذية
رميت اسمي،
علّ،
أحدا ينتحلني
ويغير
مجرى أيامي..
11
زرعت في الوقت نبضي
وحين صرت للتشظي
قلت: أواه، يا أمي،
؟! كم أنا..
12
حين تراكم الحنين
وصار الجبين فضيحة،
صادر القلبَ رجال الجمارك
ولم أشمّ بعد رائحة البلاد
ولا رائحة أمي،
أنا المنسي
في نقطة العبور.
13
في ذاكرتي تسكّعٌ مجيد
يسيل على
عتبات أصابعي
خطى
لا تجيد التسلّل إلى أي مكان..
14
لِم أعجب لعابر
لا تنتظره امرأة،
والعابر فقط،
مجرّد
عابر
دون سبيل؟
15
على ركح بعيد
رأيتني بدون قناع،
أنا ممثل مقتول..
16
لِم، يا ربّ، أبْليتَني بفضيلة الجهر
وجحيم الصّدق،
وتركت شهقتي
تعمّر
أطول من عمري..
17
سيفي الصدئ على الجدار،
لا يملّ من
تكرارِ عليَ
تاريخ الانكسار..
18
ما بي، دائما على أهبة سفر،
ولا أسافر..؟
19
في الليل، يزرعون عيونهم،
ويُطّلون علينا من تحت أقدامنا،
فإنّا عورة هذا الزمان
20
لِمَ حين أنام باكرا،
أتعب في الصباح؟
21
الضعفاء أيضا يصنعون الحروب،
لكن أبدا تكون أهلية..
22
والحلم يقترب مني،
أبتعد جهة الكوابيس..
23
حتى لو خبرت السرّ المكنون،
سأظل أفكّر في اختراع المجهول.
حتى لو آخيت كل البشر،
سأتوق إلى الغريب.
لابدّ لي
من عدوٍ
يبادلني الحب..