تشهد مدينة فاس على امتداد ثلاثة أيام (17 – 18 و19 أبريل 2009) حدثا فنيا وتربويا هاما، يتعلق بالدورة الثامنة من المهرجان الوطني للفيلم التربوي الذي دأبت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان على تنظيمه، بشراكة مع جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح. ولما كان شعار الدورة الحالية، ينسجم مع بعض أهداف البرنامج الاستعجالي الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، وهو "الفيلم التربوي دعامة أساسية لإرساء مدرسة الاحترام" ، فقد برمجت إدارة المهرجان ندوة وطنية في نفس الموضوع، ودعت إلى المشاركة فيها نخبة من الجامعيين ونقاد السينما، وهم: حمادي كيروم، ويوسف أيت همو، وعز العرب العلوي ومحمد اشويكة، وسينشطها الشاعر والإعلامي ياسين عدنان، وذلك صبيحة الأحد 19 أبريل 2009 بالمركب الثقافي البلدي الحرية.
وفي سياق الأوراش التكوينية، وهي فقرة أساسية في هذه التظاهرة السنوية، سيعرف مقر الأكاديمية الجهوية فاس بولمان صبيحة 18 أبريل 2009 ورشتين لصالح المشاركين والتلاميذ ومؤطري الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية، يدور موضوع الورشة الأولى حول "الممثل أمام الكاميرا"، وتؤطرها الفنانة المغربية نعيمة المشرقي، وتقدم خلالها خلاصة تجربتها المتميزة في التشخيص والتمثيل، قدوة للأجيال الجديدة. أما موضوع الورشة الثانية فيتمحور حول: "تقنيات المونتاج" وسيؤطر هذه الوشة المخرج التلفزيوني أحمد النجم، الذي سيحاول أن يُمَكن المستفيدين من استيعاب بعض آليات وتقنيات إنجاز مونتاج لمادة مصورة، فنيةً كانت أو وثائقية أو إعلامية.
من جهة أخرى سيكون للمخرجين الشباب المشاركين بأفلامهم في المسابقة الرسمية وفي بانوراما الفيلم التربوي، موعدٌ مع مائدة مستديرة يشارك فيها الصحافيون والنقاد، ويؤطرها الأستاذ محمد فراح العوان، يوم 19 أبريل 2009 في الثالثة بعد الزوال.
تجب الإشارة إلى أن المهرجان توصل بعدد كبير من الأفلام التربوية القصيرة وردت عليه من مختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين (77 فيلما)، وكانت لجنة الانتقاء الأولي والتي تشكلت من الأساتذة (فاطمة إغودان ـ رشيد الشيخ ـ إبراهيم الزرقاني ـ عزيز باكوش) قد اختارت 16 فيلما قصيرا للمسابقة الرسمية، و16 فيلما لبانوراما الفيلم التربوي المغربي، ويعتبر إحداث هذه اللجنة نقطة تحول في اختيارات المهرجان عما كان سائدا في السابق. وصارت الجودة هي المعيار بدل إلزامية تمثيل الأكاديمية بفيلم واحد. أما لجنة التحكيم الرسمية لهذه الدورة، فتتكون من: سعد الشرايبي (مخرج) رئيسا، وعضوية: محمد عز الدين التازي (كاتب روائي)، ومحمد الدرهم (فنان)، وصوفي حفيظة لطفي (مديرة مجلة سيني ماك Cinémag) ومحمد الشوبي (ممثل).
هذا، وسيفتتح المهرجان الوطني الثامن بالفيلم القصير (سلام وديميتان) الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان طنجة للفيلم الوطني، وهو للمخرج الشاب محمد أمين بنعمراوي، كما سيعرف المهرجان، وسيرا على سنته الحميدة في تكريم رموز السينما والتربية، تكريم أحد قيدومي المسرح والسينما المغاربة، وهو الفنان محمد التسولي، حيث سيقدم الكاتب المغربي عبد الكريم برشيد شهادة في المسار الطويل المتميز لهذا الفنان المقتدر.