حول مهرجان جمعية (بيت الأدب )الّذي أقيم في مدينة ابن أحمد
كاتب الموضوع
رسالة
جامعة المبدعين المغاربة
عدد المساهمات : 44 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
موضوع: حول مهرجان جمعية (بيت الأدب )الّذي أقيم في مدينة ابن أحمد 8/4/2009, 23:39
حول مهرجان جمعية (بيت الأدب )الّذي أقيم في مدينة ابن أحمد اليوم الأول فقط.
(اللغة العربية في معترك العصر)
وأنا أتصفّح النّت كالعادة وجدت إسمي مبرمجا دون عِلمي ضِمن فعّاليات المهرجان الثالث لشعر والقصة بمدينة ابن أحمد.. حسب قولهم .رغم خلافي مع بعض أعضاء الجمعية المنظمة مند تأسيسها..قلت ربّما الجمعية بدأت تصحح مسارها وخصوصا من الناحية التّنظيمية ..والسّلوكية ..فلم أستشر أحدا وفكّرت في تلبية هذه الدّعوة الغير رسمية ربما.. أنهم نسوا الدّّعوات الرّّسمية ولو على الأقل مهاتفة من أحدهم ..المهم.. لا يهم: ..بدأت في الاحتيال على نفسي..بل تحايلت بالفعل عليها كي تطاوعني ..فأخذْتُني منها كرها ورَمَيتُني إلى مدينتي*ابن أحمد* التي أعتبرها مهدا لأصلي وفصلي..صحبة والدي الّذي أنهكه المرض..وابنتي أسماء الّتي ما زالت تصارع أبجديات الاعدادي.. انتهزت معها عطلتها لأكفّر عن بعض وعودي الخاسرة معها..لََفَظَتْنا سيارة الأُجرة الّتي أقلّتنا من الدارالبيضاء إلى *ابن أحمد* ..أجلست والدي على طوار رصيف المحطّة ..تركت معه ابنتي وذهبت الى دكّان أمامي كي أعبّئ هاتفي ..بالفعل عبّأته ..10 دراهم مضاعفة ..هاتفت الأديبة مالكة عسال ..رحبت بي وقالت إنها في قصر البلدية..فقلت لها هل معك الأستاذ الشعراني..قالت كان وخرج..فاتصلتُ مباشرة بالصّديق الشعراني ..وطلبت منه أن يقلّني رفقة والدي بسيارته الى قرية *أولاد بن اعريف *..ولأنه بالفعل صديق صادق جاء وأقل معي والدي وعاد وحده لأن وراءه التزام آخر ..المهم لا يهم: أوصلت والدي وابنتي عند العائلة..وعدت لتوي الى الطريق وستقليت سيارة أجرة الى مدينة *ابن أحمد*..متأبطا فضولي ومحفظتي ..زرت قصر البلدية فوجدت الجمع انسحب. .قيل لي بأنهم غادروا الى دار الفتاة ..ركبت مرة أخرى سيارة أجرة صغيرة كي أستدرك الوقت ..وبالفعل وجدت أصدقائي الغاوين القادمين من بعض البقع السوداء لبلادي .. جميعهم هناك متحلقين حول موائد الغداء..وينتظرون الوجبة..وهكذا عناقات وتقبيلات وأخذ ورد في مسودات من عبارات الحب الملغوم مع احتراماتي لبعض الذين أختزن حبهم في كياني ..وبعد الغداء الذي لا يهمهم منه سوى التقاط الصور والبهرجة لتأثيث أوراق الدعاية ..تفرقنا لنلتقي على السّاعة الرّابعة والنّصف بقصر البلدية...صاحبت حينها الصديقين المرحين مصطفى فرحات وصالح لبريني.. فانتهينا الى مقهى رصيفي حيث كنا في حاجة الى شرب شيء كما قال أحدنا .. تقريبا استغرقنا أقل من ربع ساعة ..وقمنا لنلتحق بقصر البلدية.. في البدء تحلقنا حول القصر واستغربت حينما اقتربت من الباب فوجدْته محفوفا بشريط رسمي ينتظر تقطيعه ليعلنوا افتتاح المهرجان .. أولا...الافتتاح كما قرأنا جميعا في البرنامج المنشور على مواقع النت كان 10 صباحا.. ثانيا ...الافتتاح بهذا الشكل وينتظرون من رئيس الجمعية والذي تحملُ الدورة اسمه بقطع الشريط ..المسألة يعاد فيها النظر ..هل نحن في مهرجان أدبي.. أم رسمي ..؟ ثالثا من هو* الرجل* الذي تحمل الدورة اسمه ..واسمحوا لي ربما أجهل تاريخه ..وأجهل تاريخ من سبقه في الدورة الأولى..أو يكون قصورا مني .. لا يهم ..المهم.. ذخلنا بهو القصر المحاط بلوحات تشكيلية ومنحوتات فنية..وكأيها الناس سرت وراء الذين يتأمّلون اللوحات ..وأعرف أن أغلبنا لا يفهم في لغة التشكيل فقط ..يتظاهرون ويوهمون الآخر..وفي نفس البهو كانوا يوزعون علينا ملفا يحتوي على هكذا أوراق مرقونة فيها شيء من الديبلوماسية الادبية وبطائق المشاركة للتعليق في الأعناق كتلك التي يعلقونها في المؤتمرات...لمْ أعلّقها..رميتها في جيبي وتابعت المصافحات والابتسام الماكر وبعض الضحكات البريئة لِأسماء أعرفها كما أعرف نفسي..سألني أحدهم كان يحاديني.. ليس مبدعا بل متتبّعا ومهتمّا بالأدب من أبناء المنطقة ربما ..عمن يكون الرجل الذي تحمل الدورة اسمه ..وما تاريخه الأدبي؟وقال لم أسمع بهذا الاسم من قبل) ..ابتسمت وقلت ..ها أنت ستعرفه من خلال هذه الدورة.... فتشوق الشخص لمعرفته..وانتظر كأيها الناس..لا يهم.. المهم. . في خضم هذا المزاح الطازج.. بين اللوحات التشكيلية كان أحدهم يأخد معلومات عن الشعراء والشواعر الذين سيشاركون في الأمسية.. الشعراء والشواعر مع تحفظ نسبي لهذين المصطلحين.. لكل فرد ورقته ويعني هذا أن المسألة أصبحت ضربة حظ ..وحتى لا يعتمدون على البرنامج المنشور سابقا...لأن هناك أسماء زائدة لم تكن مبرمجة وحضرت ... فدعاة الشعر أصبحوا ينبثون كالفطر والشعرمنهم براء.. وحتى في الأجناس الأدبية الأخرى..مع احتراماتي للذين أسسوا تجاربهم باحتكاك مع الأدب العربي الكلاسيكي والحديث وامتلكوا الميكانيزمات الأساسية التي تؤثث البنووية الادبية تأثيثا كاملا..وخصوصا الشعراء الذين امتلكوا الحس الشعري تركيبا وايقاعا ودهشة الصورة .ونمطية الإبهام الفني... والغريب في الأمر اليوم هو التنافر الذي أصبح يشكل عقدة أديب.. بين الملقي والمتلقي ..الملقي يحاول فرض نصه رغم نشازه وطوله ..والمتلقي يحتج اما بالتشويش على النص أو بالانسحاب من القاعة.. كم نحن في حاجة الى مراجعة الحاصل كي نطمئن على المستقبل.. أذخلونا الى قاعة الجلسة الأولى وكانت عبارة عن مائدة مستديرة ..تحلّقنا حولها ..وعلى ما يبْدو لي أصبح الأدباء هنا مثل السياسيين ..يتقابلون مع بعضهم البعض والمصورون ..آه عفوا بل كانوا يصورون أنفسهم اللقاءات في الحقيقة أصبحت مبنية على الصور الفوتوغرافية ..ربما لأنهم لا يمتلكون كاميرات لالتقاط الصور الشعرية .استبدلوها بالصور الذاتية ..الصورة أمام الميكروفون ..ربما بالنسبة إليه قد تصيِّره أمام الذين لا يفهمون في الأدب أديبا كبيرا..فترة وجيزة وأعطيت الكلمة لشاب لاأعرفه ..ربما هو أحد رواد جمعية شريكة في المهرجان..كانت كلمته مقتضبة رحب بالجميع وأعطى الكلمة لآخروالآخر أعطاها للأخر التقديمات البديهية المنمقة بتشذيب الكلام والبهرجة والنفخ في الخواء..لا يهم..المهم هو عنوان الدورة ..كان كبيرا فضفاضا أكبر من حجم أصحابه. تحت شعار * اللغة العربية في معترك العصر * يحيلك هذا الشعار إلى أن الجهة المنظمة لها إلمام باللغة وغيرة عليها وضعت الشعار ..وتحيلك أيضا إلى أن القائمين على تسيير الجلسات سوف يتحدثون باللغة العربية الصرفة.. للأسف أن اللذين أخذوا الكلمة تحدثوا عن الحدث باللهجة العامية المعربة ..وبمثل..أجزم تسلم.. ومن بينهم رئيس الجمعية المنظمة الذي تحمل الدورة اسمه.حيث أسرد حصيلة بيت الأدب ..وقال..(خلال سنتين) منها ربط شراكات..ننتظرُ مع منْ ..فقيل شراكات الكترونية مع بعض المواقع الافتراضية....وقال بأن البيت توصل بطلبات تأسيس فروع في جل أنحاء المغرب ..وكنت أنتظر أن يدلي بمجموعة كبيرة من المدن ..لكنه فقط تذكر مدينتين ..أكادير واخريبكة ..مع عبارة ومدن أخرى، وكما كتب على الملصق قال بأن هذه الدورة الثالثة ..وفي بداية تصرحيه كما أسلفنا .حصيلة البيت خلال سنتين ..كيف جاءت الدورات الثلات خلال سنتين..؟؟ والذي نعرفه من خلال تجربة الجمعية هي مهرجان السنة الفارطة2008والتي حملت اسم عضوة من نفس الجمعية ..ومهرجان هذه السنة 2009 .لتحمل اسم رئيس الجمعية لأن المؤسسة مؤسستهما وأن الجمعية تبدأ بمؤسسيها ..ليس هناك شعراء وأدباء كبار غيرهما..لم يكن هناك لا المجاطي ولا الخمار الكنوني ..ولا شكري ..ولا ولا ولا .. لا يهم كذلك ..المهم..أعطيت الكلمة للسيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة ..فقدم بيت الأدب باسم نادي الأدب وكررها مرارا دون أن يصحح له أحد رغم أن رئيس الجمعية المذكور كان جالسا الى جانبه.. وأخذ الكلمة من بعده.....فقط كان طويل الابتسام.. بشكل عشوائي ..انطلقت الأمسية بتقديم أستاذ جامعي من البيضاء ليلقي عرضا ..لا أذكر العنوان ولكنه كان يهم المرأة بالخصوص..المهم أخذ الأستاذ الكلمة فاستأدن الحضور بأدب ..ونبههم بأن العرض دخيل لا علاقة له بالجلسة إذا سمحوا له سيلقيه..فسمح له الأغلبية والبعض خرج ليدخن ..سبحان الله ..في الوقت الذي بدأ الرجل في قراءة ورقته ..قام السيد صاحب الدورة أعني الرئيس من مكانه ..ووقف وراء ميكروفون آخر أُعد لقراءة النصوص الشعرية..وبدأ يشوش على العرض بالتحدث الى شابين من اللجنة المنظمة ربما..وبعدها لم يكترث لأحد.. ...بدون أدب فقط بديبلوماسية ومكر دفين....أخذ الميكروفون وطلب من الأستاذ المحاضر أن يوقف العرض مبررا ذلك بضيق الوقت....فقام الأستاذ محتجا.. جمع أوراقه وانسحب غاضبا ..واحتج معه البعض بينما بقي البعض ..وتذخل كذلك أستاذ مكلف بتسيير الجلسة لإصلاح الوضع بينما كانت التذخلات ممططة وأطول من العرض.. بعدما أعطى السيد الرئيس والبقية الضوء الأخضر لانطلاق الأمسية الشعرية فرضوا على المشاركين القادمين من مختلف المدن المغربية وعانوا مشاق السفر قراءة نص واحد ويكون قصيرا كي يتداركوا الوقت ..الناس في زحمة من أمرهم ..المهرجان أكبر من الوقت .. والمشرف على تقديم المبدعين لم يحترم الوقت بل كان كلما قدم أحدا إلا ومطط في الكلام إما تبجيلا للشخص أو تنبيها لاحترام الوقت .. أو أطنب في كلام قد يكون خارجا عن نطاق الجلسة ..وقبل فترة الاستراحة قدم لنا المسير آخر رجل للفقرة الأولى ..وكان هو رئيس الجمعية المنظمة ..بدون أن يراعوا لضيوفهم الكرام الذين ما زالوا ينتظرون حظوظهم ..والذي أزاد الطين بلة هو أن الرجل حينما وقف أمام الميكروفون ..بدأ يتحدث قبل قراءة النص عن ظروف النص وبأنه طويل وكُتب عن غزة..أخذْت محفظتي حينها وخرجت في صمت محتجا ..كيف يجيزون لأنفسهم ما حرموه على الآخرين..فوجدت آخرين خرجوا ليدخنوا سجائر الغضب بدون أن يتفوهوا بكلمة عن الأمر..وبعضهم يختلق بعد التبريرات ..وأعذارا زائفة ..كي يغطي عن خطإ الحضور.. بالفعل مهمة التسيير تكون صعبة .. فمن حسن حظي أنني لم أحضر المهرجان الأول... لا يهم..المهم.. البرنامج الشعري المنشور في مواقع على النت كان خاطئا ..والصائب هو الذي حضرناه وتابعناه ..حيث اختلطت الأوراق وأصبح الأول في الأخير ولغير المبرمجين حظوظ الأوائل.. أعرف أن بعض المستثقفين سيردون على هذه الورقة بأسلوب خبيث تحت أسماء مستعارة ..ولا يهمني ذلك ما دام أنهم لا يمتلكون الجرأة على المواجهة بأسمائهم الحقيقية ..وأعرف تماما أن أغلب المثقفين الذين تابعوا* البهرجان * كان لهم نفس الرأي ..وسيساندون رأيي ولو بأقل الايمان هو الصمت.
حول مهرجان جمعية (بيت الأدب )الّذي أقيم في مدينة ابن أحمد