تكريم
القاص أحمد شكر
على مرمى نظر من سيدي عبد الرحمان
احتفت جمعية القنديل بدار الشباب الحي الحسني بالقاص
أحمد شكر ومجموعته القصصية الجديدة "العناصر" الصادرة عن مجموعة البحث في
القصة القصيرة.
تخلل اللقاء قراءات شعرية ومنولوغات مسرحية مستوحاة
من نصوص الكاتب القصصية.
ثم فتح حوار مباشر وحميمي مع القاص حول تجربته القصصية
المتميزة وتجربته كمدير لمؤسسة تعليمية ورئيس لصالون الطفل الأدبي.
مر اللقاء في أجواء ثقافية راقية عبر خلالها كل
المتدخلين عن انشغالهم بتفشي ظاهرة اللاقراءة واللاثقافة المستشرية
بين الأجيال الصاعدة التي عزفت بشكل جذري عن اللقاءات الثقافية وفضاءات المكتبات
وبالتالي كان الكتاب الضحية الأولى في هذا التدني الثقافي والتخلف الحضاري.
قبل توقيع المجموعة القصصية قدم الكاتب أحمد شكر شهادة
عنونها ب "
على مرمى نظر من سيدي عبد الرحمان"
جاء فيها:
الإقامة في حضن مدينة تمور بالحركة شيئ جميل
و قاس، يتطلب منك الأمر أن تكون
في كامل لياقتك
الذهنية و الجسدية فمدينة بحجم شساعة البيضاء أن تتحرك فيها وعبرها هي
أن تعدو بشكل طائر عبر
ماراطون خرافي لأن المدينة هي في الأصل مدنا، أفلا يعتبر
الحي الحسني مدينة قائمة الروح؟
ليس لأننا نتواجد الأن بهذا الحضن الذي يغلي كما تعرفون
و نعرف جميعا. ليس فقط لأن هنا
أعلى كثافة سكانية بالمغرب (200ألف نسمة رقم مخيف )و
لكن التواجد لكل شيء بمقاطعة
الحي الحسني:الإقامات الفخمة و الفيلات و الدور الجد شعبية ،
ليست لأنها حضن كل وافذ
جديد
لكن لأن هذه الأشياء مجتمعة تنام في حضن البحر،
هو ما يمنحها ألقها.. توهجها
،مسرب هروب شبيبتها و طفولتها من صهد الدور الذي لا
يرحم ،من ضيق كمية الأوكسجين .
أكاد أهيم بهذه المدينة التي إستكانت إلى النور كي
تمتح إسمها اللوني الناصع من
وهج أشعتها مدينة تسبح ما بين نورين ،نور البحر ونور
الشمس لتنبجس ديمومتها التي
تحضن بها كل زوارها وأبنائها. تسميت في احتضانهم جميعا
و تسعى إلى ضمان حصتهم من
الحياة.
تستدرجنا معابرنا لإقتناص هذه الإختلالات التي تطفح
بها فواصل يومنا هنا :باعة
جائلون يخاتلون أيدي متربصة بهم و يستميتون في عرض منتوجاتهم
البئيسة، دخان أحشاء حيوانات و
شواء يستدرج الأمعاء الفارغة و يتصيد جيوب هؤلاء الملوح
بها فوق قارعة الطريق، عبور
جنوني لطرق فاضت بحديدها و عرباتها التاريخية تبدر
فيك رهابا حقيقيا لعقود
قادمة ،زعيق سيارات الإسعاف المستفز و الغير المطمئن
أبدا، سيارات الموتى الراحلة
إلى رحمة ضاحيتها
، بقايا عراك و كلام بذيء يدك أعماقك و يجعك تبالغ في رسم الحدود الفاصلة ما
بين ما هو كائن و ما يجب أن
يكون، و تتشي اللحظة بجبروتها و تسحبنا خلفها في ما هو
كائن بالقوة .كلكم يعرف و يحس و
يشم ما ترفل به أحياءنا الخلفية النابثة هكذا :مساحاتها
الضيقة، توثر رجالاتها و شبابها.
شتائم و هيستيريا و عنف سيدات دروبها.
بشر نكل بهم الزمن فكيف لا ينكلون هم الآخرون،على
طريقتهم ، بموجودات الكون و
اللائحة طويلة لأن الإختلالات كبيرة و المسافة إلى
صخرة سيدي عبد الرحمان تبقي
محفوفة بالكثير من الهوس.
.
كرم أبوشادي